التزاما بقرار المحكمة العليا.. نتنياهو يقيل درعي من حكومته
٢٢ يناير ٢٠٢٣
أٌقيل وزير الداخلية والصحة في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من منصبه، امتثالا لقرار صدر من المحكمة العليا الأربعاء الماضي إثر إدانته بالتهرب الضريبي.
إعلان
أقال رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رئيس حزب شاس عضو الكنيست، أرييه درعي، من الحكومة التي تم تعيينه بها وزيرا للصحة والداخلية، اليوم الأحد (22 كانون الثاني/يناير 2023)، وفقا لحكم محكمة العدل العليا الاسبوع الماضي، بحسب ما أوردته صحيفة "جيروزاليم بوست".
وكانت محكمة العدل العليا قضت يوم الأربعاء الماضي بأن درعي غير لائق للعمل كوزير. و وجاء في ملخص قرار المحكمة أن درعي "لا يمكنه الاستمرار" في منصبه، مضيفة "قرّر معظم القضاة أن هذا التعيين كان معيبًا بشدة ولا يمكن القبول به".
وكتب نتنياهو في رسالة إلى درعي قرأها بصوت عال أمام مجلس الوزراء: "قررت تعيينك نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للداخلية والصحة بموافقة أغلبية أعضاء الكنيست لحقيقة أنني أرى بك مرساة للخبرة والاستخبارات والمسؤولية التي تهم دولة إسرائيل في جميع الاوقات، وتحديدا في هذا الوقت".
وأضاف نتنياهو: "كنت اعتقد أيضا أنه من المهم أن تخدم دولة إسرائيل كعضو في مجلس الوزراء للأمن القومي بحكومتي، وأن تساهم بفضل ما لديك من خبرة لسنوات كثيرة كأحد أعضاء مجلس الوزراء في حكومتي رئيسي الوزراء الراحلين، إسحاق شامير وإسحاق رابين، وهي تجربة غنية تساهم في أمن وصمود دولة إسرائيل".
وقال: "لسوء الحظ، على الرغم مما سبق، قررت محكمة العدل العليا في 18 كانون الثاني/يناير من عام 2023، أنني مسؤول عن إقالتك من منصبك كوزير للداخلية والصحة. ويتجاهل هذا القرار المؤسف إرادة الشعب، كما هو واضح في الثقة الكبيرة التي أعطاها المواطنون لممثلي الشعب ومسؤوليهم المنتخبين في حكومتي عندما كان واضحا للجميع أنه سيعمل في الحكومة كوزير رفيع المستوى".
وتابع نتنياهو: "أعتزم البحث عن أي طريقة قانونية يمكنك من خلالها الاستمرار في الإسهام لدولة إسرائيل، من خلال خبرتك ومهاراتك العديدة، ووفقا لإرادة الشعب".
وكانت المحكمة العليا أعلنت يوم الأربعاء الماضي أن التعيين الوزاري لرئيس حزب شاس المتشدد "غير ملائم" في ضوء إداناته المتكررة. وأدين درعي في العام 2022 بالتهرب الضريبي، لكنه لتجنّب السجن، بعدما توصل إلى اتفاق مع المحكمة بأن يقرّ بالذنب ويدفع غرامة قدرها 180 ألف شيكل (50 ألف دولار) ويتنازل عن مقعده في الكنيست.
وتعليقا على إقالته، تعهد أرييه درعي، بمواصلة قيادة الحزب المتشدد. ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن درعي قوله لنتنياهو بعد إقالته من الحكومة، وفقا لحكم محكمة العدل العليا الاسبوع الماضي: "كان من الواضح لكلينا أننا سنلتزم بقرار المحكمة".
وفي وقت لاحق، قال درعي إنه سيواصل دعم الأجندة الحكومية وحضور الاجتماعات المنتظمة لقادة أحزاب الائتلاف. وقال في بيان "لن يمنعني أي قرار قضائي من خدمة (من صوّت لي)". وتابع رئيس حزب شاس، اليوم الأحد، "أعتزم الاستمرار بكل قوتي للمساهمة مع الشعب ومع التحالف".
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الأسبق يائير لبيد الأحد ضرورة "تعيين وزيرين للصحة والداخلية". وقال لبيد في مقطع فيديو نشره عبر حسابه على تويتر "ما نراه ليس حكومة، إنه سيرك ... يجب أن لا يدفع مواطنو إسرائيل ثمن فساد وفوضى هذه الحكومة".
ووفق الاتفاق الائتلافي، كان من المقرر أن يتولى درعي حقيبة المالية بعد نصف المدة في وزارتي الداخلية والصحة ويبقى نائبا لرئيس الوزراء.
خ.س/ ع.ش (د ب أ، أ ف ب)
في صور - محطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
الاختلاف في المواقف حول "صفقة القرن" بين إسرائيل والفلسطينيين، يخفي تاريخاً طويلاً من النزاعات والحروب بين الجانبين. في ما يلي نظرة عامة بالصور حول أبرز المحطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال العقدين الماضيين.
صورة من: AP
قمة كامب ديفيد عام 2000 / الانتفاضة الثانية
لم تنجح قمة كامب ديفيد، التي عُقدت في يوليو/ تموز عام 2000، وجمعت آنذاك رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود براك، ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، بوساطة الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون في التوصل إلى اتفاق بشأن وضع القدس أو ترسيم الحدود بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وبعدها انطلقت شرارة الانتفاضة الثانية في سبتمبر/ أيلول عام 2000 على إثر زيارة ارييل شارون للمسجد الأقصى.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
الانسحاب من غزة
على إثر الانتفاضة الثانية، قررت إسرائيل الانسحاب الجزئي من الأراضي الفلسطينية. وانسحبت بعض القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ليتم بعدها إخلاء جميع المستوطنات الإسرائيلية البالغ عددها 21 مستوطنة في القطاع، وفقًا لخطة ارييل شارون. وبنت إسرائيل جداراً عازلاً يصل طوله إلى 750 كيلومتراً حول الضفة الغربية، بهدف منع وقوع هجمات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Zaklin
حرب لبنان و الانقسام الفلسطيني الداخلي
بلغ الصراع في الشرق الأوسط ذروته عام 2006. في حين كانت إسرائيل تشن حرباً ضد حزب الله في لبنان، ساد الصراع الداخلي بين حركتي فتح وحماس على السلطة. وفي عام 2007، أضعف انقسام السلطتين الفلسطينيتين في الضفة الغربية وقطاع غزة ـ والذي لا يزال مستمراً حتى اليوم ـ الجانب الفلسطيني.
صورة من: AP
عملية "الرصاص المصبوب"
في ديسمبر/ كانون الأول 2008، شنت إسرائيل هجمات اسمتها عملية "الرصاص المصبوب" على مجموعة أهداف في غزة. الهدف من هذه العملية كان إضعاف حركة حماس والقضاء عليها. وسبق الضربة العسكرية الإسرائيلية، تصعيد للصراع بين حركتي فتح وحماس. لكن بعد سيطرة حماس على القطاع، عاد التوتر. وفي يناير/ كانون الثاني عام 2009، انتهى الصراع بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وفقًا للمصادر الفلسطينية.
صورة من: AP
عملية "عمود السحاب"
بقي الصراع مستمراً عام 2009، وفي 14 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012، اغتال سلاح الجو الإسرائيلي، نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، ما أجج الصراع بين الجانبين. في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، بدأت إسرائيل عملية اسمتها "عمود السحاب". بعدها وافقت الحكومة الإسرائيلية وحماس على وقف إطلاق النار مرة أخرى.
صورة من: Getty Images
عملية "الجرف الصامد"
تعد حرب غزة عام 2014 أو ما يعرف بعملية "الجرف الصامد" الصراع العسكري الأكثر عنفاً بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال العشرين سنة الماضية. الحرب، التي استمرت سبعة أسابيع، تسببت في مقتل أكثر من ألفي شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa
نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
في مايو/ أيار عام 2018، تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل. القرار أثار موجة احتجاجات واسعة، استمرت لأسابيع وخلفت أكثر من ألفي جريح و حوالي خمسين قتيلاً.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
القرار بشأن الجولان
لا تزال سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط تثير الكثير من الجدل. وقد أثار اعترافه مؤخرا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، ردود أفعال دولية غاضبة عبرت عن مخاوفها من تأجيج الصراعات والحروب في منطقة الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Ting Shen
تجدّد التصعيد
تجدد التصعيد مرة أخرى بين الإسرائيليين و الفلسطينيين، بعد شن الطائرات الإسرائيلية غارات على غزة رداً على إطلاق صاروخ منها على شمال تل أبيب أواسط مارس/ آذار 2019. وعلى إثرها ازدادت وتيرة التصعيد في غزة واستهدفت الغارات الإسرائيلية مكتب زعيم حركة حماس إسماعيل هنية.
صورة من: picture-alliance/A.A. Alkahlout
موقف أمريكي جديد
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 أعلنت إدارة ترامب أنها لم تعد ترى في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية خرقا للقانون الدولي، وفيما رحبت إسرائيل بالموقف الأمريكي، أدانته السلطة الفلسطينية والأردن. فيما أكد الاتحاد الأوروبي أن موقفه لم يتغير، مؤكدا أن كل النشاط الاستيطاني بالأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني. فيما حذر مراقبون من تداعيات هذا الموقف على الوضع في الشرق الأوسط.
صورة من: imago images/UPI Photo
التمهيد لـ"صفقة القرن"
يُطلق مصطلح "صفقة القرن" على خطة السلام في الشرق الأوسط، التي عكفت إدارة ترامب منذ عام 2017 على إعدادها لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وكان من المتوقع أن يتم الكشف عنها مطلع 2018، لكنها تأجلت. وفي أول مؤتمر علني حول "صفقة القرن" في حزيران/ يونيو 2019 أطلق مستشار ترامب وصهره غاريد كوشنر الجانب الاقتصادي منها، في البحرين ضمن ورشة "من السلام إلى الازدهار"، وسط مقاطعة الفلسطينيين لها.
صورة من: Reuters
وسط ترحيب إسرائيلي ورفض فلسطيني
قوبل إعلان ترامب يوم 28 يناير/كانون الثاني 2020 عن خطته للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بترحيب إسرائيلي، ورفض وتنديد من قبل القيادة الفلسطينية. فيما توالت ردود فعل العواصم العربية والعالمية. ولا تتوفر حتى الآن معلومات دقيقة عن هذه الصفقة. غير أن ما رشح عنها يفيد بأنها تتضمن مفاوضات شاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بمشاركة دول عربية كالأردن ومصر وبرعاية أمريكية. إعداد: شارلوته فوسه/ إيمان ملوك