التشرد يهدد مئات آلاف الغجر في وسط أوروبا
٣ أغسطس ٢٠١٣تعتزم حكومة سلوفاكيا هدم جميع الأكواخ والبيوت غير القانونية في البلاد. وقد يصل عدد المتضررين من هذا الإجراء إلى ربع مليون شخص غالبيتهم من الفقراء ومن أقلية الغجر. ويعيش الكثير من أبناء هذه الفئة العرقية في أبنية غير قانونية على مشارف المدن. ممثلو الغجر يحذّرون من حدوث اضطرابات واحتجاجات في حال إقرار مشروع قانون هدم أكواخ الغجر، الذين قد يصبحون بلا مأوى في سلوفاكيا.
منذ أجيال عديدة تعيش عائلة إيتيلا في الأحياء الفقيرة للغجر على مشارف قرية بالافيكي التي تبعد مسافة نصف ساعة من العاصمة السلوفاكية براتيسلافا. أفراد العائلة الـ 18 يعيشون في كوخ صغير دون ماء ودون غاز.
ورغم حر الصيف الشديد يعيشون تحت سقف حديدي مموَّج. لكن هذا الكوخ هو منزل إيتيلا الذي ترتبط به، وتقول: "نحن سعداء بأن لدينا مكاناً للعيش. لقد عاش جدي وجدتي هنا. أين نذهب؟
كوخ جديد كل أسبوع
700 شخص على الأقل يعيشون في هذا الحي الفقير. معظم العائلات لديها الكثير من الأطفال، لذلك يتم بناء أكواخ جديدة كل عام. ومنذ سنوات يكافح مسؤول الحي إيفان سليزاك ضد انتشار المزيد من الأحياء الفقيرة، ولكن دون جدوى، ويقول: "يقوم هؤلاء في عطلة نهاية كل أسبوع ببناء كوخ جديد. إنهم يخالفون القانون".
أكثر من 250 ألفاً من الغجر في سلوفاكيا يعيشون في أكواخ تُبْنَى بشكل غير قانوني على أراض لا يملكونها ودون الحصول على إذن من المالك غالباً. الدولة تسامحت لسنوات عديدة في الماضي مع البناء غير القانوني.
ولكن المسؤول الحكومي فرانتيسك بالكو يقول إن الدولة ستتدخل بقوة حيال ذلك: "سنفرض النظام والقانون وسنضع حداً للبناء بطرق غير شرعية. وبإقرار القانون الجديد ستختفي من على سطح أرض سلوفاكيا جميعُ المباني التي شُيِّدَت بشكل غير قانوني".
كارثة إنسانية
وإذا قَبِلَ البرلمان بعد العطلة الصيفية بالقانون الجديد، فسيكون على الجميع بدون استثناء الالتزام بهدم البناء غير القانوني مما يهدد بكارثة إنسانية في سلوفاكيا، كما يحذر بيتر بولاك المسؤول عن شؤون الغجر قائلاً: "عدد الأشخاص الذين لا مأوى لهم سيرتفع في هذه الحالة إلى 150 ألف شخص بين يوم وليلة. وسوف ينتقل هؤلاء إلى المدن ليبنوا فيها أكواخاً جديدة. سلوفاكيا ليست مستعدة لشيء من هذا القبيل".
بل ويرى مسؤول الحي إيفان سليزاك أن الأمور قد تتفاقم أكثر من ذلك: "إذا تمَّ هدَم مستوطنة الأكواخ بأكملها فهذا يعني الحرب. وستسوء الأمور بشكل لا يمكن تصورُه". إيتيلا وعائلتها، مثلها مثل عائلات غجرية كثيرة في سلوفاكيا، تأمل في أن تعطي الدولة لهم إمكانية شراء الأراضي بشكل ميسّر، وإلا فإنهم سيدافعون عن الأكواخ بكل الوسائل كما تقول إيتيلا: "ماذا سنفعل نحن معشر الغجر. يبدو أننا في النهاية سنستخدم العصي للدفاع عن أنفسنا. هذا هو وطننا وهذه منازلنا. الغجر لا يخافون بسهولة".