التشريح الطبي يؤكد استخدام الكيماوي والأسد يعلن مواصلة الحرب
٦ أبريل ٢٠١٧
أعلنت تركيا الخميس أن تشريح جثث ثلاثة سوريين قتلوا في الهجوم على مدينة خان شيخون أكد أنه تم استخدام أسلحة كيميائية في الهجوم، بينما كررت الحكومة السورية نفيها. وأشار الرئيس الأسد في مقابلة إلى مواصلة الحرب حتى "النصر".
إعلان
نقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية عن وزير العدل التركي بكير بوزداغ قوله اليوم الخميس (السادس من نيسان/ابريل 2017) إن استخدام أسلحة كيماوية في هجوم خان شيخون تأكد من خلال تشريح الجثث. وأشار الوزير التركي إلى أن هذه الفحوص الطبية أجريت في مدينة أضنة جنوب تركيا على ثلاث جثث من محافظة إدلب. ونقل نحو 30 شخصا من الذين أصيبوا بهذا الهجوم الذي يعتقد بأنه بغاز سام إلى تركيا وتوفي منهم ثلاثة أشخاص.
ووصفت الأمم المتحدة الهجوم على بلدة خان شيخون في ريف إدلب بأنه ثاني أكبر هجوم كيمياوي في سوريا بعد الهجوم على الغوطة الشرقية في آب/أغسطس عام 2015. ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن كيم وون - سو، المفوض الأممي السامي لشؤون نزع السلاح قوله أمس الأربعاء، إن الأعراض التي ظهرت لدى المصابين جراء الهجوم، الذي وقع صباح أمس الأول الثلاثاء في خان شيخون بسوريا، تدل على استخدام غاز سام يشبه السارين، مؤكدا أخذ عينات من التربة لإجراء التحاليل اللازمة.
من جانبها، نفت وزارة الخارجية السورية من جديد استخدام الجيش السوري غازات سامة. وذكر بيان صادر من الوزارة نشرته السفارة السورية في برلين أن "سوريا تعلن أن المجاميع الإرهابية المسلحة ومموليها هم وحدهم المسؤولين عن تنفيذ الهجوم لكي يتهموا الحكومة السورية بتنفيذه". ولم يذكر البيان أية تفاصيل أو إثباتات لهذه الإدعاءات.
على صعيد أخر، قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة صحفية نشرت اليوم الخميس مع صحيفة (فيسيرني ليست) الكرواتية إن بلاده ليس أمامها من خيار سوى الانتصار في الحرب الأهلية وإن الحكومة لم تستطع التوصل إلى "نتائج" مع جماعات المعارضة التي شاركت في محادثات السلام الأخيرة.
وقال الرئيس السوري "لا خيار لدينا سوى أن ننتصر بالحرب. إن لم ننتصر فهذا يعني أن تُمحى سوريا من الخارطة. لا يوجد خيار آخر".
وعن رؤيته لدول الخليج العربية، قال :"معظم دول الخليج هي دول تابعة لا تجرؤ على أن تقول لا ... البعض منهم يقول لنا نحن معكم ولكن لا نستطيع أن نعبر عن ذلك ... نتمنى لكم الانتصار في حربكم والحفاظ على سورية موحدة وهزيمة الإرهابيين.. ولكن في العلن يقولون شيئا مختلفا لأنه يخضع للإرادة الغربية".
في غضون ذلك، وضعت الحكومة السورية شروطا اليوم الخميس لأي تحقيق دولي فيما يشتبه في أنه هجوم كيماوي قتل عشرات الأشخاص في شمال غرب البلاد قائلة إنه يجب ألا يكون "مسيسا"
ويجب أن يبدأ العمل عليه في دمشق.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن تجارب بلاده السابقة مع التحقيقات الدولية لم تكن "مشجعة". وقال إن سوريا لن تدرس فكرة إجراء تحقيق إلا بعد معالجة مخاوفها.
وأكد المعلم مجددا نفي حكومته أن تكون وراء هجوم يوم الثلاثاء على خان شيخون. وكان الرئيس الأمريكي اتهم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد أمس الأربعاء "بتجاوز خط أحمر" وقال إن موقفه تجاه سوريا والأسد قد تغير. لكنه لم يشر إلى ما سيكون عليه رده.
ولم يرد المعلم بشكل مباشر على تصريحات ترامب لكنه قال "أنا أدرك مثلكم خطورة التصريحات الأمريكية الأخيرة."
ز.أ.ب/ح.ع.ح (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
في صور: الأسلحة الكيماوية في سوريا - خان شيخون هل تنهي اللاعقاب؟
الهجوم الكيماوي على خان شيخون في محافظة ادلب، أعقبته اتهامات لقوات النظام السوري. مشاهد القتل البشعة للمدنيين والأطفال بالخصوص حركت المجتمع الدولي، وجعلت ملف الأسلحة الكيمياوية في سوريا يخرج من دائرة اللاعقاب.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
الهجوم بغازات سامة على مدينة خان شيخون السورية وتسببه بمقتل العشرات ضمنهم أطفال، أعقبته ردود فعل دولية منددة، لكن عجز مجلس الأمن الدولي عن إصدار موقف ردا على الهجوم، أحدث منعرجا في الموقف الأمريكي حيث بادرت إدارة الرئيس ترامب بتوجيه ضربة جوية بصواريخ توماهوك على قاعدة جوية في حمص مرتبطة بالبرنامج الكيماوي السوري.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
أعربت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن "قلقها العميق" تجاه الهجوم الكيماوي الذي استهدف بلدة خان شيخون. وأعلنت أن "بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة دخلت مرحلة جمع وتحليل كل الأدلة من المصادر الموجودة". كما أكدت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول حقوق الإنسان في سوريا أنها "تحقق حاليا" في الهجوم الكيميائي الذي وقع في محافظة إدلب. وشددت على "واجب تحديد هوية منفذي هذه الهجمات ومحاسبتهم".
صورة من: picture-alliance/AP
وقتل أكثر من 70 مدني، وأصيب المئات غالبيتهم من الأطفال باختناق، في هجوم بالأسلحة الكيميائية على بلدة "خان شيخون" بريف إدلب، وسط إدانة دولية واسعة.
صورة من: Getty Images/Afp
وكان الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" قد صرح أن استخدام الأسلحة الكيميائية "يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي"، مبديا أسفه من أن "الأمم المتحدة ليست في وضع يسمح لها بالتحقق من هذه التقارير بصورة مستقلة".
صورة من: picture-alliance/dpa
وكانت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وزعت مسودة مشروع قرار إلى مجلس الأمن يطالب بإجراء تحقيق سريع بعد أن اتهمت المعارضة السورية والعديد من الدول الغربية النظام السوري بالمسؤولية عن الهجوم.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
ويعد الهجوم الأكثر دموية من نوعه، منذ أن أدى هجوم لقوات النظام بغاز السارين إلى مقتل نحو 1400 مدني بالغوطة الشرقية في أغسطس/ آب 2013.
صورة من: picture-alliance/AA/I. Ebu Leys
نسبة لبيانات الأمم المتحدة ففي آذار/مارس 2013، تم استخدم غاز السارين لأول مرة في في خان العسل بحلب وتسبب بسقوط 20 قتيلاً و80 مصاباً، بينهم مدنيون وجنود من قوات النظام. و في 21 آب / أغسطس 2013، استخدمت قوات النظام، غاز السارين، في قصفها للغوطة الشرقية.
صورة من: picture alliance/ZUMA Press
ويرى مراقبون إمكانية حصول فصائل سورية معارضة على الأسلحة الكيماوية عن طريق العراق، خاصة أن الحدود المفتوحة ، كما أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أكد مرارا أن الجماعات المسلحة استخدمت الأسلحة الكيماوية في العام الماضي.
صورة من: picture alliance/AA/F. Taki
وفي تشرين أول/ أكتوبر من العام 2013 وافقت سوريا على تدمير مخزونها من الأسلحة الكيماوية بموجب اتفاقية توسطت فيها موسكو وواشنطن.
صورة من: Reuters
وفيما يعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا لمناقشة أبعاد الهجوم، رفضت روسيا مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى مجلس الأمن والذي يدين الهجوم واصفة إياه بـ "غير مقبول".
صورة من: picture-alliance/dpa
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان أصدرته من جنيف أن ضحايا هجوم في سوريا يشتبه في أنه نفذ بأسلحة كيماوية ظهرت عليهم أعراض تماثل رد الفعل على استنشاق غاز أعصاب. وقالت المنظمة في بيان "يبدو أن بعض الحالات ظهرت عليها مؤشرات إضافية تماثل التعرض لمواد كيماوية فسفورية عضوية وهي فئة من المواد الكيماوية التي تتضمن غاز الأعصاب."
صورة من: picture-alliance/AP
الجيش السوري نفى نفيا قاطعا من جهته أي استخدام لمواد كيماوية، وأتهم الجماعات المعارضة ومن يقف خلفها في تخزين واستخدام الأسلحة الكيماوية، وهو ما أكدته روسيا التي دافعت عن النظام السوري، وقالت إن سلاح الجو السوري استهدف "مستودعا" لفصائل معارضة يحتوي "مواد سامة". (الكاتب: علاء جمعة)