التشيك والمجر تنفيان التوصل لاتفاق مع برلين بشأن اللاجئين
٣٠ يونيو ٢٠١٨
فيما أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي تتعرض للضغط داخل بلادها بشأن اللجوء، أنها أبرمت اتفاقات مع 14 دولة جديدة لطرد المهاجرين إليها، نفت تشيكيا والمجر وجود مثل هذا الاتفاق.
إعلان
اختلفت كل من ألمانيا وجمهورية التشيك في تفسير إحدى نتائج اتفاقات القمة الأوروبية في بروكسل بشأن طلبات اللجوء، كما رفضت المجر أيضا تصريحات ألمانية بالاتفاق على تلك النتائج. فقد رفضت الحكومة في براغ المعلومات التي تقول بأنها أعطت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل موافقتها على سرعة إعادة بعض اللاجئين إلى حدودها، إذا ثبت أن اللاجئين المعنيين قد قدموا طلبات لجوئهم في التشيك قبل وصولهم إلى ألمانيا.
وقد أكد متحدث باسم الحكومة في برلين مساء اليوم السبت (30 حزيران/يونيو) قائلا: "كان الجانب التشيكي أبدى استعداده للتفاوض بشأن ترتيبات إدارية عن تعاون أفضل بشأن إعادة اللاجئين". وتهدف هذه الاتفاقات الإدارية إلى رفع كفاءة إجراءات اللجوء في الاتحاد الأوروبي وسرعة إعادة اللاجئين الذين سجلوا أنفسهم أولا في جمهورية التشيك قبل انتقالهم إلى ألمانيا. وقال المتحدث: "أحطنا بتصريحات براغ اليوم علما ونأسف لذلك".
وكان رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيس قال في وقت سابق: "لم تتواصل ألمانيا معنا بهذا الشأن ومن ثم فلن أوقع على هذه الاتفاقات حتى في هذه اللحظة". ووفقا لبيان صادر عن الحكومة التشيكية أضاف بابيس: "نحن لا نخطط لمفاوضات، وليس هناك سبب لها، ونحن نرفض هذه المفاوضات بصورة قاطعة، وهذه الأخبار هراء كلية".
المجر تنفي أيضا
من جانبه، نفى رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان أيضا أن تكون حكومته أعطت موافقة لميركل على سرعة إعادة طالبي اللجوء، حيث قال اليوم السبت لوكالة "إم تي آي" المجرية الرسمية للأنباء: "إنها شائعة كاذبة فلم نتوصل مطلقا إلى أي اتفاقات".
وكان خطاب لميركل موجه لرؤوساء الأحزاب والكتل الألمانية المشاركة في الائتلاف الحاكم في برلين ذكر أن ميركل حصلت على موافقات على المستوى السياسي من 14 دولة - من بينها التشيك والمجر - بإبرام اتفاقيات إدارية بشأن سرعة إعادة المهاجرين الذين وصلوا إلى دول أخرى أولا ثم انتقلوا منها إلى ألمانيا إلى تلك الدول مرة أخرى.
يذكر أن هذه التصريحات تضعف موقف المستشارة ميركل في تخفيف التوتر في علاقاتها مع الحزب الشقيق الاجتماعي المسيحي بزعامة وزير داخليتها هورست زيهوفر الذي يطالب تحت ضغط انتخابات محلية في ولايته بفاريا أواسط أكتوبر المقبل بتطبيق إجراء وطني أحادي يتمثل في منع دخول لاجئين إلى المانيا إذا ثبت وجود تسجيل رسمي لهم في دول أوروبية أخرى.
سياسة اللجوء تهز عرش ميركل. ردود أفعال من اللاجئبن والألمان.
01:44
يشار إلى أن ميركل اجتمعت مساء السبت مع وزير الداخلية المتشدد في ملف اللجوء زيهوفر، للتشاور بشأن ما تم التوصل إليه في قمة بروكسل حول ملف اللاجئين والهجرة. وتعتقد ميركل أن ما تم التوصل إليه في بروكسل يفي بمطالب الاتحاد المسيحي الاجتماعي البافاري، وبذلك لم يعد ضروريا اتخاذ إجراءات وطنية أحادية على حدود ألمانيا مع النمسا مثلا.
ومن المترقب أن تجتمع قيادات الحزبين المحافظين، الديمقراطي المسيحي بزعامة ميركل والاجتماعي المسيحي بزعامة زيهوفر يوم غد الأحد للتباحث بشأن تخفيف التوتر بين الحزبين الذين يشكلان التحالف المحافظ في البلاد منذ أكثر من 70 عاما إلى جانب دعم استقرار التحالف الحاكم في ألمانيا.
ح.ع.ح/ف.ي (د.ب.أ، ا.ف.ب، رويترز)
أزمة اللاجئين: من هم أصدقاء ميركل ـ ومن هم الخصوم؟
في خضم بحثها عن "حل أوروبي" لأزمة الهجرة تحتاج أنغيلا ميركل إلى حلفاء بين رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي. لكن عددهم يضمحل، وبعضهم يقف بحزم في وجهها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/O.Matthys
الشريك
إذا أمكننا التحدث عن صديق سياسي لميركل، فإنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. فهو على غرار ميركل مهتم بالتوصل إلى حل أوروبي، لأنه يخشى مثل ميركل على كيان الاتحاد الأوروبي. لكن الحزب المسيحي الاجتماعي يعتقد أن ماكرون اشترى دعمه لميركل بوعود مالية.
صورة من: picture-alliance/Tass/dpa/M. Metzel
المتفهم
رئيس الوزراء الإسباني الجديد بيدرو سانشيس يبدو أنه تحرك في إطار يخدم ميركل عندما قبل أن ترسو سفن تقل لاجئين أفارقة رفضتهم الحكومة الإيطالية. وهذا القدر من الإنسانية نادر في هذه الأوقات. لكن الاشتراكي قال بوضوح بأن بلاده تحتاج إلى دعم في تجاوز متاعب الهجرة.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Soriano
الوسيط
حدود الاتحاد الأوروبي الداخلية المفتوحة مهمة بالنسبة إلى هولندا المعتمدة على التجارة. وهنا يحصل إجماع بين رئيس الوزراء مارك روته والمستشارة ميركل. في المقابل فإن الأجواء السائدة في البلاد هي في الأثناء معادية للمهاجرين. وطالبو اللجوء الذين ليس لهم فرصة لا يريد روته السماح لهم أصلا بالعبور إلى أوروبا. وبهذه الاستراتيجية المترنحة يمكن له تولي دور الوساطة.
صورة من: Reuters/F. Lenoir
المراوغ
هناك فوارق إيديولوجية بين المسيحية الديمقراطية ميركل واليساري أليكسيس تسيبراس. وبالرغم من ذلك فإن رئيس الوزراء اليوناني يساند مبدأ "التضامن الأوروبي" في تجاوز الهجرة ويدعم شخصيا ميركل. والسبب يعود في ذلك لكونه عايش ميركل كمتفهمة لأزمة الديون اليونانية وأنه يأمل في الحصول هنا على تنازلات إضافية.
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis
الراديكالي
الدنماركي لارس لوكه راسموسن لا يبدو ظاهريا مثل رجل راديكالي، إلا أنه يتخذ هذا الموقف في قضايا الهجرة. وقلما توجد حكومة أوروبية أخرى تنهج سياسة متشددة في ردع طالبي اللجوء مثل حكومته. راسموسن أثار كذلك في وقت أبكر من آخرين فكرة إقامة مراكز إيواء خارج الاتحاد الأوروبي. وإذا كان الحل الأوروبي على هذا النحو، فإنه يدعمه، إلا أنه لا يساند مخطط توزيع اللاجئين على الدول الأوروبية.
صورة من: imago/Belga
الخصم
المستشار النمساوي سباستيان كورتس يظهر مهذبا أمام ميركل، لكنه لا يخفي رفضه العميق لسياستها الليبرالية في اللجوء. ويتفاهم كورتس بخلاف ذلك مع المعارضين لميركل في قضية الهجرة ابتداء من وزير الصحة ينس شبان إلى وزير الداخلية هورست زيهوفر ورئيس وزراء بفاريا ماركوس زودر.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel
المدفوع
رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي الذي لا ينتمي لأي حزب يُعتبر أحد المشاكسين الكبار لميركل. كونتي يرفض استقبال اللاجئين المسجلين في إيطاليا. ويدعمه في هذا بوجه الخصوص وزير الداخلية ماتيو سالفيني من "رابطة الشمال" المعادية للأجانب: "لم يعد في وسعنا استقبال ولو شخص واحد". وبهذا النوع من التصريحات تزداد شعبية الرابطة في استطلاعات الرأي.
صورة من: picture-alliance/ZumaPress
غير المهتم
لا أحد انتقد بقوة كبيرة طوال سنوات سياسة ميركل للحدود المفتوحة مثل المجري فيكتور أوربان. فهو يعتبر هذه الأزمة مشكلة ميركل. ولم يشارك في اجتماع الأحد الماضي (24 يونيو 2018) مثل الزعماء الآخرين لدول فيزغراد سلوفاكيا وتشيكيا وبولندا. فجميع هذه الدول ترفض توزيع اللاجئين على البلدان الأوروبية.