1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"التصدعات داخل المعارضة الليبية ستظهر بعد القضاء على فلول القذافي"

٢٤ أغسطس ٢٠١١

يسود الغموض المشهد السياسي الليبي بعد انهيار نظام القذافي، الذي بدأت أركانه بالتهاوي خصوصا بعد سيطرة الثوار على معقله بباب العزيزية. فهل تحذو ليبيا حذو العراق إلى ليبيا أم تشهد البلاد تحولا ديمقراطيا على الطريقة الغربية؟

"معاداة القذافي عامل يجمع كل فصائل الثوار"صورة من: dapd

يبدو أن ليبيا ماضية نحو اللحاق بركب التحول الذي شهدته كل من تونس ومصر. لكن سيناريو التغيير في ليبيا قد لا يشبه النموذج المصري أو التونسي وذلك بسبب التركيبة القبلية، التي يتسم بها المجتمع الليبي والتصدعات داخل مجموعات الثوار والمجلس الانتقالي، إلى حد أن البعض يخشى من تكرار المثال العراقي. الحوار التالي، الذي أجراه ماتياس هيليفيلد من إذاعة "دويتشلاند فونك" الألمانية مع الخبير في شؤون الشرق الأوسط، ماركوس كايم ، يقدم أجوبة على سيناريو التحول القادم في ليبيا.


ما الذي يجمع بين الثوار الليبيين في هذه اللحظة؟

ماركوس كايم: أعتقد أن ما نصفه بالثوار اليوم أو المجلس الانتقالي ليس إلا مجموعة من الأطراف السياسية الفاعلة، التي تجمعها المصلحة المشتركة. إن الهدف الذي يجمعهم هو إسقاط نظام القذافي. ستتضح الاختلافات بصورة أكثر بعد سقوط النظام في الأيام القادمة. بمجرد أن يحقق المجلس الانتقالي النصر المنشود، وبمجرد الشروع في عملية الانتقال السياسي ستتشكل أحزاب سياسية وحينها ستتضح الاختلافات العرقية والفكرية بين الأطراف المختلفة وحجم التصدعات بين المجموعات المختلفة في المجلس الانتقالي.

ليبيا هي الدولة الثالثة بعد مصر وتونس التي قد تشهد تحولا جذريا وقد تلحق سوريا بركب هذا التحول. هل أصبح الشرق الأوسط منطقة أزمات، قد تشكل خطراً على أوروبا؟

ماركوس كايم: لا أستطيع قول ذلك الآن، كما أن لدي رأيا آخر فيما يتعلق بالأوضاع في سوريا. ينبغي علينا ألا ننسى أن الثورة الليبية لم تكن لتستمر منذ خمسة أشهر لولا الدعم من الجهات الخارجية، خصوصا من حلف شمال الأطلسي، والحال ليست كذلك في سوريا. ومع غياب قرار من الأمم المتحدة يسمح بالقيام بعمليات عسكرية في البلاد، فإنه لا تلوح أي علامات تحول في الأفق. من ناحية أخرى فإننا نرى أن هذه الثورات والتي أطاحت بالأنظمة السياسة لم تؤثر بأي شكل على علاقات الدول مع بعضها، بمعنى أن التحولات الداخلية لا تلعب دوراً في قضايا الصراعات الدولية.

هل ستشبه عملية التحول في ليبيا سيناريو العراق؟صورة من: picture alliance/dpa

لننتقل الآن من الحديث عن ليبيا إلى مصر وتونس؛ كيف تسير عملية التحول بعد انتصار الثورتين هناك؟


ماركوس كايم: مع الوقت تتضح معالم الأشياء، التي كانت متوقعة من قبل، أي أنه من السهل الإطاحة بنظام ما ولكنه من الصعب بناء نظام جديد. نحن نشهد في مصر تحولات غير مرضية، خصوصا من وجهة النظر الأوروبية. فالجيش يلعب دورا جوهري في عملية صياغة الدستور وهذا أمر لم نتوقعه. عندما اندلعت الثورة في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، كان هناك اعتقاد بأن الثورة ستنتج نظاما سياسيا، يسمح للمجتمع المدني والأحزاب بلعب دور في عملية صياغة الدستور والانتخابات، حتى تتمكن من الإمساك بزمام السلطة في فترة قصيرة. هذا يعني أننا أمام مزيج من بقايا نظام قديم وحركة ديمقراطية ساكنة لا تتحرك. معالم التحول ستتضح بعد الانتهاء من عملية صياغة الدستور والانتخابات البرلمانية.

من المتوقع أن تشهد ليبيا أيضاً عملية تحول، في هذا السياق تحدث وزير الخارجية الألماني، غيدو فيستر فيله، والمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، عن حاجة ليبيا لنظام ديمقراطي. هل تعتقد أن ليبيا في حاجة بالفعل لهذا الأمر وأن الغرب قادر على تصدير نموذجه الديمقراطي لأجزاء أخرى من العالم؟


ماركوس كايم: أعتقد بأنه يتعين علينا توخي الحذر فيما يتعلق بتصدير الديمقراطية للخارج ولاسيما بعد التجارب التي عايشناها على أرض الواقع في العراق وأفغانستان. لا أحد يستطيع التكهن بمعالم النظام السياسي في ليبيا في الفترة القادمة وكيف ستتشكل الأحزاب وهل ستكون هناك دولة مركزية أم لا. لقد أشرت من قبل إلى ضرورة صياغة الدستور وإجراء انتخابات. ربما سنشهد في ليبيا مزيجا من نظام ديمقراطي ذي سمات لا تتماشى مع مفاهيم الديمقراطية الغربية، كما هو الحال في العراق وأفغانستان.

ماتياس هيلفيلد/ مي المهدي، د ل ف، د ف

مراجعة: أحمد حسو

ماركوس كايم : خبير في شؤون الشرق الأوسط في معهد السياسة الدولية والأمنية في برلين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW