أفاد مصدر مقرب من المرجعية الشيعية في العراق اليوم الجمعة أن آية الله العظمى علي السيستاني سيصدر فتوى تدعو إلى الموافقة على مسودة الدستور العراقي في الاستفتاء المقرر في 15 تشرين الاول/اكتوبر. وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته انه "ستصدر فتوى توجب على العراقيين التصويت على الدستور بنعم خلال الأيام القليلة القادمة. وكان مسئول في مكتب السيستاني في مدينة النجف (160 كلم جنوب بغداد) أفاد الخميس أن هذا الأخير أوصى بالتصويت ب"نعم" على الدستور العراقي. ومن المعروف أن السيستاني يصدر توجيهاته بصورة اجمالية من خلال أعضاء مكتبه متجنبا في غالب الأحيان الإدلاء بتصريحات علنية. وكان السيستاني دعا في نهاية آب/ أأغسطس العراقيين الى تسجيل أسمائهم على اللوائح الانتخابية تمهيدا للاستفتاء في العراق في 15 تشرين الأول/أكتوبر المقبل.

تأييد شيعي ورفض سني

ومن من ناحيته دعا المرجع الشيعي آية الله اسحق الفياض أمس الخميس في مؤتمر صحافي عقد في النجف الى التصويت ب"نعم" على الدستور. وقال إن على الخطباء في المساجد "حث المواطنين على المشاركة الفاعلة في التصويت على الدستور بكلمة نعم" لان الدستور "يراعي حقوق كافة طوائف الشعب العراقي". أما الحزب الإسلامي العراقي (السني) فقد كان قد أعلن عن رفضه الكامل لمسودة الدستور المقترحة واستنكاره لطريقة التعامل مع مطالب واعتراضات العرب السنة. ودعا العراقيين الى رفض النص خلال الاستفتاء. ويعترض العرب السنة على ورود مبدأ الفدرالية في الدستور ويعتبرونه خطرا من شانه ان يؤدي الى تقسيم البلاد. وبحسب قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية الذي وضعه مجلس الحكم الانتقالي (2003-2004), بامكان ثلثي الناخبين في ثلاث محافظات منع تمرير مسودة الدستور ما يعني ان بامكان المحافظات السنية الثلاث الانبار وصلاح الدين ونينوى افشال تمرير مسودة الدستور.

توزيع ثروات العراق

ولعل مسألة توزيع الثروات بين الحكومة الاتحادية والأقاليم، اذ يعتقد العرب السنة أن "الأفضل هو أن يقوم المركز بتقسيم الثروات. ففي حالة قيام فيدرالي في العراق يشعر السنه بانهم يمكن أن يكونوا ضحية لهذا التقسيم عند توزيع ثروات العراق النفطية. فالأكراد سيحتفظون في الشمال بحكمهم الذاتي الواسع وإذا ما فعل الشيعة في الجنوب الشيءَ نفسه فان السنه سيشعرون بالتهميش الكامل, كما يقول السنة. طبعا ليس من المحتم أن يحدث ذلك، لكن ما يقلق السنة حقا هو أن الشيعة والأكراد سيسيطرون على منابع النفط في مناطقهم فيخرج السنة ُ صفر اليدين لان منطقة َ الوسط تكاد تخلو من النفط، وهي غنية بالمشاكل التي تراكمت في فترة حكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. يضاف الى ذلك أن السنة يعتقدون أنهم ضحية ٌ للتمييز خاصة مع المطالبة باستثناء البعثتين السابقين من الوظائف الحكومية. كل هذه الأمور ترجح احتمالية تصويت السنة بلا. ولكن هل تغير الفتوى المحتملة للمرجع الشيعي الأعلى بالتصويت "بنعم" من الأمر شيئا؟

توقعات بتزايد العنف

لا يقتصر نضال العراقيين هذه الايام على محاولة اقناع السنة بالموافقة على الدستور فحسب، وإنما في كبح جماح العنف ووقف حمام الدم الذي استنزف كثيرا من مقدرات العراق البشرية والمادية. ومن المتوقع أن تزداد وتيرة العنف العراق مع اقتراب موعد الاستفتاء على مسودة الدستور منتصف الشهر المقبل. وهذا ما أشار الية الرئيس الامريكي بوش أمس بقوله: "ما دام العراقيون يستعدون للتصويت على دستورهم في تشرين الاول/اكتوبر وانتخاب حكومة دائمة في كانون الاول/ديسمبر علينا ان نكون مستعدين لمواجهة المزيد من العنف". لكن الرئيس الاميركي استبعد اي انسحاب للقوات الاميركية من العراق. وقال في هذا الصدد "ان بعض الاميركيين يريدون ان نسحب قواتنا تخلصا من العنف، لكنهم مخطئون". وقال الرئيس الاميركي ان "انسحابنا من العراق سيسمح للارهابيين باعلان انتصار تاريخي على الولايات المتحدة".

ميدانيا اعلن ضابط في الشرطة ان خمسة عراقيين قتلوا وجرح سبعة اخرون اثر انفجار قنبلة زرعت في باص صغير اليوم الجمعة في وسط بغداد. ووقع الانفجار في الساعة 12.40 بالتوقيت المحلي، واوضح المصدر نفسه ان "رجلا وضع كيسا كان يحمله في باص صغير وفر مباشرة قبل حدوث الانفجار". وقد ادى الانفجار الى تدمير الحافلة كليا فيما احترقت حافلة اخرى كانت تتبع الاولى. كما اعلنت مصادر في الشرطة مقتل جندي واصابة اربعة اخرين بتفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي جنوب بغداد. وقال المقدم سلمان عبيد من شرطة الحصوة (50 كلم جنوب بغداد) "قتل جندي واصيب اربعة اخرون بانفجار انتحاري بسيارة مفخخة". وفي الموصل (370 كلم شمال بغداد) تلقى مستشفى هذه المدينة عشر جثث منذ مساء الخميس. واكد الطبيب وليد محمد ان ثلاثا من الجثث هي لعناصر من الجبهة التركمانية في الموصل قتلوا برصاص مسلحين مجهولين. اما الاخرون فهم شرطي وستة مدنيين مجهولي الهوية حسب المصدر نفسه.

وكان الجيش الاميركي قد أعلن في بيانين أمس ان جنديا قتل الخميس في انفجار عبوة ناسفة واخر قتل بالرصاص في اليوم نفسه في غرب العراق. كما قتل عامل في شركة سكة الحديد مساء الخميس واصيب ستة اخرون في انفجار عبوة ناسفة زرعت على خط سكة الحديد في اللطيفية (40 كلم جنوب بغداد) حسب ما افادت مصادر طبية واخرى امنية. كما عثر على جثتي شخصين صباح الجمعة قتلا بالرصاص بين مدينتي الإسكندرية واللطيفية جنوب بغداد.

دويتشه فيله +وكالات