ساعد التطور التقني الذي رافق علم الأشعة إلى تطوير التصوير الشعاعي، والذي لم يعد يقتصر فقط على التشخيص وإنما أصبح يتحول تدريجيا إلى وسيلة للعلاج أكثر دقة تستهدف العضو المريض دون غيره من الأعضاء.
إعلان
تطور التصوير الشعاعي مؤخرا ولم يعد يقتصر على تصوير الأعضاء الخارجية للجسم وإنما أصبح بالإمكان الآن تصوير الأوعية أيضا. ويتم ذلك من خلال إدخال أنبوب دقيق في الأوعية الدموية بعدها يتم ضخ مادة صبغية من خلال الأنبوب لتصوير الأوعية الدموية. ويوفر التشخيص بالأشعة المقطعية صوراً تفصيلية للغاية في مجال أمراض الأوعية، كما يتم تشخيص التغييرات المرضية في القلب والرأس والهيكل العظمي والأورام بشكل جيد.
ويرتبط تطور طب الاشعة بشكل وثيق بتطور الحاسوب، إذ إن كل الطرق التي يتم إستعمالها اليوم رقمية وتعتمد على الحاسوب، التصوير المقطعي، والرنيني المغناطيسي. ويوفران كميات هائلة من البيانات التي تقتضي حواسيب قوية لمعالجتها بسرعة. كما أن جودة الصور المتوفرة اليوم، وكمية البيانات لم تكن ممكنة قبل عشرة أعوام.
ما هو التصوير بالرنين المغناطيسي؟
يسمح التصوير بالرنين المغناطيسي بالحصول على صور مقطعية مفصلة من داخل الجسم.و ذلك اعتمادا على الخصائص المغناطيسية لنواة الهيدروجين في الجسم. ويستخدم لفحص الكثير من أعضاء الجسم كالدماغ والاوعية الدموية والمفاصل.
الأشعة السينية هي الأولى
يعد تطوير التصوير بالأشعة السينية هي الطريقة الأولى التي سمحت بالدخول إلى أعماق الجسم ورؤية أدق تفاصيله وكان ذلك في نهاية القرن الثامن عشر.
صورة من: picture-alliance/prismaarchivo
سلبيات التصوير بالأشعة السينية
عدم القدرة على رؤية جميع الأنسجة، إضافة إلى التأثير المضر للأشعة السينية التي من شأنها أن تسبب أوراما سرطانية، دفع العلماء إلى البحث عن طرق آخرى إضافية تتيح النظر إلى داخل جسم الانسان بضرر أقل، لينتشر التصوير بالموجات فوق الصوتية.
صورة من: Sven Bähren/Fotolia
التصوير بعيدا عن أضرار الاشعة
مؤخرا أصبح من الممكن الحصول على صورة داخلية وتفصيلية لكامل الجسم على الحاسوب باستخدام الرنين المغناطيسي والمعروف بـ "MRT". ولعل أهم ما يميز هذه الطريقة عن الطرق الآخرى هو عدم استخدامها للأشعة المضرة، ما يجعل استعمالها ممكنا لفحص النساء الحوامل أيضا.
صورة من: DW/F. Schmidt
لفحص الكثير من أعضاء الجسم
غالبا ما يتم استخدام الرنين المغناطيسي لفحص الدماغ والعمود الفقري والمعدة والمفاصل. حتى الأوعية الدموية يمكن فحصها بالرنين المغناطيسي. كما يمكن يمكن الحصول على صور رائعة تظهر مثلا نشاط الدماغ أثناء عملية الأيض .
كيف تتشكل الصور المقطعية؟
تعتمد فكرة الرنين على الخواص المغناطيسية لذرة الهدرجين في الجسم. يدفع الحقل المغناطيسي جميع ذرات الهدرجين لاتجاه واحد. إلا أن تحفيز ذرات الهدروجين يدفعها لتغير اتجاهها. ما يساعد على تشكيل موجات كهرومغناطيسية يلتقطها الحاسوب لتشكيل صورة مقطعية.
صورة من: picture-alliance/dpa
قوة جذب مغناطيسية عالية جدا
الحقل المغناطيسي قوي جدا، فقوته تفوق الحقل المغناطيسي الأرضي بـ30 ألف مرة، الأمر الذي يمنع دخول الأجسام المعدنية كالمفاتيح مثلا إلى داخل جهاز التصوير.
صورة من: picture alliance/AP Photo
ميزة سلبية
قوة الحقل المغناطيسي في جهاز التصوير تعني عدم القدرة على تصوير الأشخاص الذين لديهم أجهزة تنظيم ضربات القلب أو أولئك الذين لديهم قطع معدنية في أجسامهم.
7 صورة1 | 7
استخدام العلاج الموضعي
التصوير الشعاعي لا يستخدم في التشخيص فقط بل أيضاً في العلاج. وهو ما يسمى بعلم الأشعة التدخلي. وقبل عدة سنوات فكر بعض أطباء الأشعة المبدعون باستخدام الأنبوب كوسيلة للعلاج، وتحدث الدكتور توماس ألبريشت، من مستشفى فيفانتيس في برلين، لبرنامج "صحتك بين يديك" عن حالة صعبة لورم في الكبد انتقلت معه الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى. وتم إخضاع المرض حينها للعلاج الموضعي، وبعد عام من العلاج تم القضاء على الورم بالكامل. ويشير الدكتور ألبريشت أيضاً إلى أن الأضرار الجانبية للعلاج الشعاعي كانت ضئيلة جدا لدى المريض.
وحول مستقبل التصوير الشعاعي يؤكد د. ألبريشت بأن الأبحاث ما تزال مستمرة بهذا الخصوص، وهي تستفيد من سرعة الحاسوب العالية التي تسمح بمعالجة كماً هائلاً من البيانات. ويتوقع الأخصائي في علم الأشعة التوصل مستقبلا للمزيد من أنظمة تحليل الصور التي ستقوم بتغيير االكثير في عملية التشخيص، بالإضافة إلى عملية الإدخال الموضعي للأدوية للإبقاء على الشرايين مفتوحة لمعالجة الجزء المتضرر مباشرة عوضاً عن تعريض الجسد كله للدواء.