1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التعارف بين الجنسين في مجتمع لبنان الذكوري: من يقدم على الخطوة الأولى؟

١٥ يوليو ٢٠١٢

الكثير من الفتيات اللبنانيات لم يعدن ينتظرن فتى الأحلام ليأتي إليهن وإن كنّ لا يزلن يردنه على صهوة جواد أبيض، ولكن أصبحن يقمن بالخطوة الأولى تجاه أول شاب "يناسب التوقعات". DW استطلعت المزيد من الآراء حول هذا الموضوع.

Libanon Wer macht den ersten Schritt? Mann oder Frau? According to social expert, Khalil Khoury any place can be suitable for dating but nightlife is one of the most important places. Place and date: Beirut, 2008 Copyright/photographer: Rana Arabi (she has approved below) Zugestellt von Ahmad Hissou
Libanon Wer macht den ersten Schritt Mann oder Frauصورة من: Rana Arabi

إذا ما زلت تحتفظ بصورة عن الفتاة اللبنانية الهادئة التي تنتظر عريسها في البيت كما صورت الأفلام اللبنانية القديمة ذلك، فيجب أن تعيد النظر في هذا الموضوع قليلاً. فالكثير من الفتيات اللبنانيات لم يعدن ينتظرن فتى الأحلام ليأتي إليهن وإن كنّ لا يزلن يردنه على صهوة جواد أبيض، ولكن أصبحن يقمن بالخطوة الأولى تجاه أول شاب "يناسب التوقعات".

"لا تعمم الظاهرة هذه على كل البنات"، تقول رنا التي التقيناها في إحدى أماكن السهر. فبنظرها الأمر يعود لحالة كل فتاة وهي لم تقدم شخصياً على هذه الخطوة في حياتها. وتشرح: "يمكن أن يكون لدى الفتاة التي تقوم بذلك نقص معين في جانب ما، مما يحفزها على الاقدام على هذه الخطوة لجذب نظر الشاب الذي يعجبها. ربما الانفتاح الذي يشهده المجتمع، كسر الكثير من الأعراف والتقاليد المتبعة في كل ممارسة اجتماعية، وأصبحنا نرى نوعاً من التساوي في أخذ المبادرة في كل مناحي الحياة بسبب انخراط الإناث بشكل كبير في الحياة المهنية. زد على ذلك نقص في عدد الذكور في لبنان، فمقابل كل شاب يوجد تقريباً 8 بنات بسبب عملية الهجرة المستمرة إلى الخارج والتي يقودها الشباب".

خطر "العنوسة"...

وتعترف من جهتها دومينيك أن البنات في المجتمع اللبناني يهبن العنوسة أي عدم الزواج مما يشكل حافزاً آخراً لهن والمبادرة تجاه الرجال. فمتوسط العمر للفتاة التي تقدم على الزواج الآن يتراوح بين 29 و30 عاماً وهناك هاجس من الوحدة وعدم مشاركة الحياة الزوجية مع رجل، الأمر الذي يعتبر من المسلمات في المجتمع اللبناني. ومن جانب آخر، أصبح لدى النساء والبنات هاجس هو "المصاحبة" إذ لا يمكنها الجلوس بين رفيقاتها وعدم الحديث عن "صاحبها" فهذا أمر ضروري لكل بنت عازبة حالياً ومنهن من يخترعن عشيقاً وهمياً كي يجارين "الموضة" هذه ونتيجة ضغط أقرانها وحتّى أهلها عليها. وتختم: "من لديها رجل تستطيع أن تجذب عددا أكبر من الشباب العازب".

صورة من: Fotolia/detailblick

فيما تؤيد زينة مبادرة التقرب من الشباب، لأن ذلك يعكس انفتاحها ويساويها بالرجل ولكن بطريقة ليست بالصريحة كلياً فهذا ليس مجدياً أصلاً وبعض الرجال يحتاجون في وقت من الأوقات إلى "دفشة" أو دفعة ليتقربوا من الفتاة لأنهم لا يمتلكون الجرأة للقيام بالخطوة الأولى.

عاكساً وجهة نظر الشباب من المسألة يبرز جبران أن الشباب يريدون أن تتقدم الفتاة بالخطوة الأولى ولا يرى مشكلة في ذلك فهذا نتاج انفتاح المجتمع. ويرى أنه هناك فرق بين "الطحشة" الصريحة والمباشرة وبين التقرب اللطيف ففي ذلك تحافظ المرأة على أنوثتها. ويعلن: "ليس كل البنات في لبنان يتمتعن بهذه العقلية الجريئة الأمر محصور ببعض المناطق. والمرأة ترى في هذه المرحلة أنها أصبحت في نفس المكانة مع الرجل خصوصاً بعد انحسار خياراتها فيما يتعلق بالشريك في ظل هجرة الشباب". ويتفهم جبران قيام النساء بالتودد إليه في أي مناسبة اجتماعية إن كان في مكان عام أو في سهرة خاصة أو حتى في مكان العمل. ويلفت أنه يعيش هذه الظاهرة بشكل شبه دائم في بيروت ويقول أنه يعرف نساءاً يقمن باصطياد الشباب من أجل علاقة جدية وأخريات لمجرد الصداقة أو العلاقات العابرة.

"تعارض مع الفكر الشرقي"؟!

ويعزو الخبير في علم النفس والاجتماع خليل خوري إلى أن اتخاذ الفتيات الخطوة الأولى له أسباب متعددة منها الوضع الاجتماعي والمعيشي الحالي في لبنان الذي فرض نظرية تقدم المجتمع وتطوره إلى جانب تطور وسائل الاتصال والتكنولوجيا. كما ساهم في ذلك التوجه، الوضع النفسي وتفوق عدد البنات على أقرانهن من الذكور. ويذكر خوري أن هذه الظاهرة في اتساع مطرد رغم تعارضها مع الفكر الشرقي الذي يعتبر أن على الشاب المبادرة في مجتمع ذكوري وعيب على البنت التقدم من الرجل ورغم هذا نلاحظ أن إبداء البنت إعجابها للشاب أصبح علانية وأكثر انتشاراً في الأوساط اللبنانية. ويلفت الأخصائي إلى أن في لبنان العديد من المناسبات خاصة في فصل الصيف التي تشكل أرضية خصبة للتعارف كالحياة الليلية أو الأعراس وغيرها. وحذر خوري من أن هذه الظاهرة قد تصبح خطيرة إذا ما تحولت للاستغلال الجنسي والمادي والابتزاز الاجتماعي.

طانيوس شربل-بيروت

مراجعة:هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW