التعامل مع كورونا يجبر وزير الداخلية التركي على الاستقالة
١٢ أبريل ٢٠٢٠
بعد سيل الانتقادات بسبب التعاطي مع أزمة فيروس كورونا أُجبر وزير الداخلية التركي سليمان صويلو على الاستقالة. ويأتي القرار في وقت تشدد فيه تركيا تدابير الحجر الصحي في البلاد.
إعلان
قدم وزير الداخلية التركي سليمان صويلو استقالته اليوم الأحد (12 أبريل/ نيسان 2020) بعد يوم من الإعلان المفاجئ عن تطبيق عزل شامل في البلاد بسبب وباء "كوفيد-19"، في قرار أدى إلى احتشاد السكان المذعورين في المتاجر لشراء مؤن.
وقال الوزير في بيان نشر نسخة منه على تويتر: "أرجو أن تعذرني أمتي التي لم أرد أن أسبب لها الضرر، ورئيسنا الذي سأكون وفيا له طوال حياتي. أغادر منصب وزير الداخلية الذي كان لي شرف توليه".
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية عن الوزير قوله إن "مسؤولية تطبيق حظر التجول لمنع الوباء في هذه
المرحلة التي تدار بدقة بجهد ودقة عائدة لي".
وكانت المعارضة قد انتقدت الحكومة لقرارها المفاجئ بفرض الحظر على 31 مدينة بالبلاد بشكل مفاجئ، وقالت إنه أدى إلى مزيد من الارتباك. وكان قد تم الإعلان مساء يوم الجمعة الماضي عن حظر للتجوال في تلك
المدن، ومن بينها اسطنبول والعاصمة أنقرة، ومنع السكان من مغادرة منازلهم بدءا من يوم الجمعة الماضي وحتى منتصف ليل الأحد/ الاثنين. في غضون ذلك التزم الاتراكفي غالبية البلاد بالإغلاق الجزئي لمدة يومين في الـ31 مدينة للحد من تفشي فيروس كورونا، والذي تم الإعلان عنه بقليل من الحذر. وقالت وزارة الداخلية اليوم الأحد، وفقا لوكالة أنباء الأناضول إن عددا قليلا فقط من المواطنين انتهك الإجراء.
ويحظر على الأتراك في تلك المدن، ومن بينها إسطنبول والعاصمة أنقرة، مغادرة منازلهم، ووفقا لوزارة الداخلية، تطال حالة الإغلاق الشامل حوالي 64 مليون شخص في البلاد التي عدد سكانها 83 مليون شخص.
وجاء إعلان حظر التجول قبل ساعتين فقط من منتصف ليل الجمعة/ السبت، ما دفع آلاف الأشخاص للاندفاع إلى متاجر الأغذية والبقالة، غير عابئين بإجراءات مكافحة الفيروس. ولا يتم السماح بالاستمرار في النشاط سوى للمخابز والصيدليات وبعض محطات التزود بالوقود، خلال فترة الحظر.
واعترف صويلو بأنه لم يتوقع حالة الشراء المذعور، لكنه أضاف أنه لم يعتقد أن التجمعات ستشكل مساء أمس الجمعة مشكلة.
وقفزت حصيلة الوفيات بفيروس كورونا في تركيا بواقع 97 حالة في اليوم لتسجل 1198 حالة اليوم الأحد، حسبما قال وزير الصحة فخر الدين قوجة. وزادت حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس إلى 56 ألفا و956 حالة. ويعد الحظر خلال يومي السبت والأحد هو الإجراء الأكثر صرامة في تركيا حتى الآن لمواجهة تفشي الفيروس.
م.أ.م/ ص. ش ( د ب أ، أ ف ب)
ملامح تأثير أوروبا في اسطنبول.. هل تغيرت في ظل الأزمات؟
رغم الأزمة في العلاقة بينهما، فإن أوروبا وتركيا يجمعهما الكثير. اسطنبول مثلا. فالمدينة التي تأوي 15 مليون نسمة ليست فقط من الناحية الجغرافية جزءا من أوروبا. جولة عبر مدينة التناقضات.
صورة من: Rena Effendi
اسطنبول لا يمكن حصرها في أية خانة
اسطنبول هي المدينة الوحيدة في العالم التي تقع في قارتين: أوروبا وآسيا. وفي مدينة البوسفور يلتقي التقليد بالحداثة والدين بأسلوب الحياة العلماني. والكثيرون يقولون بأن هذا ما يطبع سحر المدينة.
صورة من: Rena Effendi
مدينة عالمية ضاربة في التاريخ
اسطنبول يعود تاريخها إلى أكثر من 2600 سنة، وهذا يطبع إلى يومنا هذا مظاهر المدينة. حكام متعاقبون تنافسوا من أجل بسط السيطرة: فرس ويونانيون ورومان وعثمانيون. "القسطنطينية" كانت مركز الامبراطورية البيزنطية وبعدها العثمانية. انطلاقا من 1930 فقط غيرت المدينة اسمها إلى اسطنبول.
صورة من: Rena Effendi
بين ضفاف العالم
البوسفور هو الروح الزرقاء لإسطنبول. هذا المضيق في البحر يفصل الشطرين الأوروبي والآسيوي للمدينة. في كل يوم تنقل عبارات عشرات الآلاف من الناس من ضفة إلى أخرى. 20 دقيقة تقريبا تطول الرحلة بين كراكوي في أوروبا وكاديكوي في آسيا.
صورة من: Rena Effendi
جسور تضمن التواصل
ويمكن مشاهدة السفن بشكل جيد من جسر غالاتا. هنا يصطف الصيادون على أمل الحصول على صيد جيد. وفي تلك الرحاب نلتقي بالتجار والسياح وماسحي الأحذية. هذا الجسر الأول نشأ في 1845 حين كانت اسطنبول تحمل اسم القسطنطينية.
صورة من: Rena Effendi
"أوروبا هي إحساس"
اسمي وقفي، يقول أحد الصيادين، ويشير إلينا بيده. "أشعر بأنني أوروبي. نحن نتمنى حرية أكثر، ولذلك وجب على تركيا والاتحاد الأوروبي التقارب فيما بينهما"، يضيف وقفي الذي هو متقاعد، والصيد هوايته ـ لكن يمثل دخلا إضافيا. فمقابل كيلوغرامين من السمك يحصل في السوق على نحو ثمانية يورو.
صورة من: Rena Effendi
صوامع في قلب المدينة
في ساحة تقسيم في قلب المدينة ترتفع أصوات آلات البناء. في سرعة خارقة يتم هنا تشييد مسجد جديد ـ بقبة تعلو 30 مترا وصومعتين. ومن المتوقع الانتهاء من كل شيء حتى موعد الانتخابات في 2019. والمنتقدون يقولون: الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يفرض على الساحة هوية أخرى: إسلامية محافظة وعثمانية حديثة عوض علمانية وأوروبية.
صورة من: Rena Effendi
أوروبية وتقية
الطابع المحافظ يسود بالأحرى في حي الفاتح بإسطنبول ـ وهذا رغم أن الفاتح يقع في الجزء الأوروبي للمدينة. والكثير من الناس الذين يعيشون هنا جاؤوا من الأناضول بحثا عن العمل وحياة أفضل. والبعض يسمي الفاتح أيضا " حي الأتقياء" ـ والكثيرون هنا أنصار أوفياء للرئيس التركي وحزبه العدالة والتنمية.
صورة من: Rena Effendi
التبضع في ظل المسجد
في كل يوم أربعاء يُقام السوق بجنبات مسجد الفاتح. هنا يحصل التزاحم والتفاوض لبيع وشراء أدوات منزلية وألبسة وأغطية وخضر وفواكه. والأسعار منخفضة أكثر من أي مكان آخر. حتى سعر الإيجار. وفي الأثناء تعيش الكثير من العائلات السورية في الفاتح. أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ استقبلتهم تركيا منذ الحرب السورية في 2011 ـ عدد لم يتحمله أي بلد آخر.
صورة من: Rena Effendi
سوريا الصغيرة وسط اسطنبول
الفاتح بات في الأثناء مشهورا بمطاعمه السورية التي تقدم الوجبات السريعة التي بها قسط أوفر من الثوم. "مسافر" هي التسمية التي تُطلق رسميا على اللاجئين في تركيا. وتصنيف اللاجئ على غرار ما هو سائد في الاتحاد الأوروبي ليس موجودا هنا، لكن الحكومة وعدت عشرات الآلاف من السوريين بالحصول على الجنسية التركية. والمنتقدون يرون في ذلك محاولة لكسب مزيد من أصوات الناخبين.
صورة من: Rena Effendi
الحياة الليلية في اسطنبول
من يرغب في التجول والمتعة، يجب عليه التوجه إلى أحياء أخرى في اسطنبول: إلى كاديكوي على الجانب الآسيوي مثلا أو إلى هنا في كاراكوي أحد أقدم الأحياء. في المقاهي والمتاجر وقاعات العروض يلتقي السكان المحليون بالسياح. لا أحد هنا تعجبه السياسة الإسلامية المحافظة للحكومة.
صورة من: Rena Effendi
أمل استقبال مزيد من السياح
اسطنبول تغيرت كثيرا، تقول عائشة غول شراجوغلو التي تعمل في متجر لمنتجات التصميم في حي غالاتا المحبب لدى السياح. "قبل سنوات كان يأتي عدد كبير من الأوروبيين لقضاء العطلة هنا"، والآن يأتي سياح من مناطق أخرى ومعظمهم عرب، لكن غياب الأوروبيين"سيء لتجارتنا، وآمل أن يتغير هذا قريبا".