التعاون الأوروبي في مجال البحث العلمي: عقبات وآمال
١٨ أكتوبر ٢٠١٣ يحظى مركز تطوير البحوث العلمية في جمهورية التشيك بالمكانة التي يجب أن يكون بها، وتعتبر هذه الحرفة مزدهرة في البلاد، بعدما احتضنت الشركات الخاصة مراكز التطوير والبحوث، مما حقق لها مردودات كبيرة لهم ولقطاع الصناعة بشكل عام، متجاوزة بذلك دور الحكومة.
ويعتبر جيري دراهوس، رئيس الأكاديمية في التشيك، "أن المشكلة في هذه الحرفة، أنها تنفق معظم أموالها على نفسها".
وأشار البروفيسور دراهوس خلال حديثه الى DW ، إلى أنهم لا يستثمرون في أبحاث مشتركة مع الجامعات، أو مراكز أبحاث أو مع الأكاديمية العلمية".
يعتقد أن المنهج المخصص في تطوير الأبحاث، يتواءم ذلك مع الشركات على المدى القصير، وخصوصا عندما تسلم نتائج احتياجات هذه الصناعة".
لكن ينتاب كثير من الباحثين الخوف في الانخراط في عمل مشترك مع جهات فاعلة، الذي من الممكن أن يخلق "قلاع في الصحراء"، كما أن كثيرا من الأبحاث بحاجة لان ترى النور بمساعدة من قبل بعض الشركاء.
هل يجد التعاون المشترك آذان صاغية ؟
وتكافح مراكز الأبحاث والجامعات في إيجاد سبل للاتصال، في ظل المنافسة الدولية الكبيرة التي يتركها الاتحاد الأوروبي لتواجه اقتصاديات أكثر تكاملا مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
وذلك طالب عدد من مراكز الأبحاث العلمية الرائدة في أوروبا، ومن ضمنهم، المعهد الألماني ماكس بلانك، الاتحاد الأوروبي إلى بذل مزيد من الجهود في سبيل "التعاون المشترك" ، أي إيجاد آلية تدعم الشراكات بين البلدان والجهات الفاعلة في البحوث الإقليمية.
تعزيز علاقات العمل المشترك بين الشركات في أوروبا لابد أن يكون أكثر تماسكا، وذلك يرتكز على التقارب في الأهداف ونطاق العمل، بغض النظر عن البعد الجغرافي.
هناك العديد من قصص النجاح في هذا المضمار، مثل الشراكة بين معهد جامعة ماطا وجامعة ليوفن في بلجيكا يتعاونون في مجال التغير المناخي. وأيضا هناك اتفاق شراكة بين وزارة العلوم البولندية وجامعة كامبريدج الانجليزية.
آفاق التعاون المشترك
رحبت المفوضية الأوروبية في هذا المنهج على حد سواء من حيث النتائج أو الفلسفة الكامنة وراء جلب أوروبا معا، الذي يعتبر جزءا من "مبادرة أفق" التي تندرج ضمن برنامج المفوضية لدعم وتعزيز العمل المشترك بين دول الاتحاد الأوروبي بشكل أكثر تماسكا، إضافة إلى لردم الهوة بين الدول الفقيرة والغنية.
من جانبه، دعا ستيفان ماركينفيسكي، عضو سابق في مجلس إدارة شركة BASF الألمانية العملاقة في مجال الكيمياء ، إلى تركيز أموال البحث والتطوير العلمي على المراكز المحترفة في هذا المجال.
كما أكد ماركينيفسكي، خلال حديثه في معهد ماكس بلانك في بروكسل، "انه ينبغي على دول الاتحاد الأوروبي أن تركز قوتها على ما لديها، ولا يحاولوا نسخ مخططات من ألمانيا أو الصين أو أي دولة أخرى". ويَعتبر فنلندا من الأمثلة الناجحة في المعرفة المترجمة في مجال الغابات.
مع العلم أن بولندا من بين الدول التي تركز جهودها في بناء القدرات الوطنية بمجال التطوير والبحث، بدلا من التركيز فقط على الشراكات الدولية.
وفي ذات السياق، دعا جاكي كوزنكي، مدير المعهد الدولي لعلم الجزيئات والخلايا في وارسو، إلى تشجيع الشباب وتحفيزهم على العمل في هذا المجال، وأضاف: "نحن بحاجة إلى خلق الإمكانية، الحوافز، ومزيد من الأرباح، لهؤلاء الباحثين. علينا الذهاب إلى وارسو وبراغ وبودابست بدلا من
بدلا من الذهاب الى كامبريدج".
دعوات لتشجيع الشباب
ويضيف كوزنسكي، "أن النهج المعتمد في مؤسسته هو تحديد الباحثين الشباب، ومن ثم نعمل على توفير كل الإمكانيات اللازمة فضلا عن إعطاءهم الحرية التي يحتاجونها لتنفيذ أبحاثهم". ويعتقد أن هذا الأسلوب يؤدي إلى تحقيق اختراعات حقيقية.
ومع ذلك، مازل باحثون آخرون، يخشون من حقيقة أن الاتحاد الأوروبي يَصرف أكثر من إمكانياتهِ مقارنة مع الولايات المتحدة، بالرغم من تعدد نماذج التطوير والبحث العلمي سواء المحلية أو الإقليمية أو الوطنية.
وفي سياق متصل، يرى روبرت يانسميتس، مدير وحدة البحوث والابتكار في الاتحاد الأوروبي، أن الذي يدعو للقلق الحقيقي هو نسبة الانفاق السنوي على البحوث في الصين والهند التي زادت بنسبة 22. "وهذا يعني أن هذه البلدان حقا تبني اقتصادا مبنيا على المعرفة ، لا يمكن لأوروبا أن تحمل البقاء وراءه".
ويصف يانسميتس، "أن تقليص الإنفاقات في قطاعات : التعليم ، الابتكار، العلوم هو غباء" ، وقال "أن الناس الذين تسن هذه السياسة ليست هي القيادات الحقيقية لأوروبا !".