1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التعاون الاقتصادي عصب التقارب بين ألمانيا وبلاد العم سام

زيارة شرودر للرئيس بوش ستكون الأخيرة له كمستشار على الأرجح. الزيارة تأتي وسط أجواء توتر في العلاقات السياسة رغم ظهروها بشكل طبيعي. غير أن ما يخفف من وطأة ذلك قوة التعاون الاقتصادي الذي يشكل عصب التقارب بين البلدين.

شرودر في لقاء مع الصحفيين على متن الطائرة التي أقلته إلى أمريكاصورة من: dpa

عندما زار الرئيس الأمريكي جورج بوش ألمانيا في شباط /فبراير الماضي والتقى المستشار الألماني شرودر جرى الحديث عن عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين إلى مجراها الطبيعي. يومها مدح جورج بوش ألمانيا على جهودها المشتركة مع فرنسا وبريطانيا بغية التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي. وفي خطابه أما القادة الأوروبيين في بروكسل قال بوش خلال جولته الأوروبية الأخيرة أنه لا يوجد قوة تفصل بين ضفتي الأطلسي بسبب القيم المشتركة وسعيهما إلى جعل العالم أكثر أمناً وديمقراطية. وبعد تصويت الفرنسيين والهولنديين ضد الدستور الأوروبي ودخول الاتحاد الأوروبي في أزمة سياسية تحدث بوش عن حرصه على اتحاد أوروبي قوي ومتماسك يتمتع بثل على مسرح السياسة الدولية. ويتوقع من الرئيس بوش التأكيد على ذلك خلال استقباله للمستشار شرودر مجدداً هذا الاثنين (27 يونيو/حزيران 2005) في واشنطن.

علاقات طبيعية ولكن ظاهرياً فقط

شرودر يتحدث إلى أحد عناصر الأمن الألماني في الإمارات العربية المتحدة حيث يقوم مع زملائه بتدريب قوات الشرطة العراقية هناكصورة من: AP

ظاهرياً تبدو العلاقات بين حكومتي برلين وواشنطن طبيعية، غير أن الوقائع تشير إلى أن التوتر حكم هذه العلاقات منذ وصول تحالف الحمر- الخضر بزعامة شرودر إلى السلطة. ولعل آخر ما يشير إلى ذلك إلغاء وزير الدفاع الألماني بيتر شتروك زيارة كانت مقررة له إلى واشنطن بشكل مفاجيء. ويعود السبب في ذلك إلى عدم استعداد زميله وزير الدفاع الأمريكي دونالد رمسفلد لتخصيص وقت كاف لاستقباله وإجراء محادثات حول قضايا تهم الجانبين. ويعكس هذا الأمر على الأرجح قناعة رمسفيلد بأن برلين لن تستجب لمطالبه بتقديم دعم عسكري ألماني مباشر في العراق من خلال إرسال وحدات عسكرية من قواتها إلى هناك. ولكن وعلى الرغم من رفض برلين للحرب على العراق وتقديم مثل هذا الدعم فإنها تستمر في المساهمة بتدريب قوات تابعة للشرطة والأمن العراقيين في دولة الإمارات العربية المتحدة. كما أعلنت مراراً استعدادها لتقديم الدعم المباشر في إعادة تأهيل مؤسسات الدولة العراقية. يُضاف إلى ذلك أن واشنطن استخدمت قاعدة رامشتاين الجوية في غرب ألمانيا عندما شنت الحرب على العراق وأسقطت نظام صدام حسين. وتُعتبر هذه القاعدة أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في أوروبا.

رغبة أمريكية لن تتحقق

جرى من القوات الأمريكية العاملة في العراق بعيد وصولهم إلى قاعدة رامشتاين العسكرية غرب ألمانياصورة من: AP

ليس خافياً على أحد أن لدى واشنطن رغبة قوية بالحصول على دعم عسكري مباشر من قبل حكومتي باريس وبرلين. ويعود السبب في ذلك إلى الوضع الحرج التي تواجهه قواتها هناك حسب ميشائيل اوهنلون الخبير بمعهد البحوث السياسية/ مؤسسة بروكينك الأمريكية. " يمكن لفرنسا ولألمانيا مساعدتنا إذا أرادتا، لكن ذلك لن يحصل. وعليه فإن الرئيس الأمريكي لن يناقش الموضوع مع شرودر". من جهة أخرى لم تنس واشنطن أن عزف شرودر على وتر معارضة حرب العراق كان على راس الأسباب التي أوصلته إلى الحكم في الانتخابات الألمانية السابقة. على صعيد آخر تعرف واشنطن أن الانتخابات الألمانية في سبتمبر/ أيلول القادم ستؤدي إلى تغيير حكومي في برلين على الأرجح. وعليه فإن أيام شرودر في الحكم أصبحت معدودة. ويتوقع من خليفته انجيلا ميركل زعيمة المعارضة المسيحية المحافظة اتباع سياسة أكثر تقارباً من واشنطن. ومن المعروف أن حزبها، الحزب الديمقراطي المسيحي يتبع سياسيات أقرب إلى الولايات المتحدة من تلك التي يتبعها الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي ينتمي إليه شرودر.

رفض مؤدب

الوزير فشر مع زميلته رايسصورة من: AP

مواقف برلين الرافضة لإرسال قوات عسكرية إلى العراق لم تمر في واشنطن دون ردود سلبية. فقد استقبلت إدارة بوش على سبيل المثال رغبة ألمانيا بالحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن بالبرود. وهذا ما ظهر خلال لقاء كونداليزا رايس لزميلها الألماني يوشكا فشر في واشنطن مؤخراً. فخلال هذا اللقاء لم تخف وزيرة الخارجية الأمريكية تردد بلادها في تأييد الرغبة الألمانية داعية إلى مزيد البحث في حيثيات الموضوع. وجاء كلام رايس بعدما أثنت على الصداقة الأمريكية الألمانية ودورها الفعال في حفظ السلام ونشر الحرية. وعلى العكس من ذلك عبرت رايس عن دعمها للرغبة اليابانية ولرغبات دول أخرى بهذا الخصوص.

الاقتصاد ابتعد عن تأثير السياسة

فولكسفاغن أحد أهم الشركات الألمانية في الولايات المتحدةصورة من: AP

وبعيداً عن السياسية والمواقف الدبلوماسية التي تعكس بعض التوتر في العلاقات الألمانية الأمريكية يستطيع المستشار شرودر الاعتزاز بالعلاقات الاقتصادية بين بلاده والولايات المتحدة. وهذه العلاقات لم تتأثر بالتوتر الذي ساد العلاقات بين البلدين على الصعيد الرسمي. فما تزال الولايات المتحدة ثاني أهم سوق للمنتجات الألمانية بعد السوق الفرنسية. فخلال العام الماضي بلغت حصيلة الصادرات الألمانية إلى الولايات المتحدة 65 مليار يورو. أما الواردات الألمانية منها فسجلت نحو 48 مليار يورو خلال العام المذكور. ويقدر المحللون الماليون حجم حركة رؤوس الأموال الخاصة بالاستثمارات والخدمات بين البلدين بنحو 30 مليار يورو كل ثلاثة أشهر. وتمتلك مئات الأمريكية فروعاً ضخمة لها في ألمانيا. وكذلك الأمر بالنسبة للشركات الألمانية التي تستثمر في الولايات المتحدة بسخاء وخاصة في قطاعي صناعة السيارات ووسائل الاتصال. وعلى ضوء هذه الحصيلة الممتازة من التعاون الاقتصادي يتوقع أن يلقى المستشار الألماني ترحيباً حاراً وحقيقياً في غرفة التجارة الأمريكية على عكس البيت الأبيض. وسيظهر ذلك بشكل جلي خلال الكلمة التي سيلقيها الزعيم الألماني خلال زيارته للغرفة.

د. ابراهيم محمد

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW