1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التعليم لازال ينتظر ربيعه العربي!

٢٥ يونيو ٢٠١٢

يعتبر الشباب القلب النابض والعقل المدبر للانتفاضات في العالم العربي. شباب لم يجدوا بديلا لتغيير حالتهم المزرية سوى التظاهر. فحظوظهم لولوج سوق العمل ضعيفة بالرغم من تكوينهم العالي الذي يفوق في كثير من الأحيان تكوين آبائهم

صورة من: AP

يد ممدودة إلى السماء تهتف بسقوط النظام وأخرى تحمل شهادة جامعية: صور لمتظاهرين من الشباب التونسي والمصري ذوي الشهادات العليا عرضتها القنوات التلفزيونية في مختلف أنحاء العالم. فبالرغم من مؤهلاتهم وكفاءاتهم العالية لم يجد هؤلاء الأكاديميين الشباب عملا.

البطالة بالنسبة لهذا الجيل من الشباب ليس لها تأثير على وضعهم المالي الخاص فحسب، بل على حياتهم الاجتماعية والشخصية أيضا. ففي المجتمعات العربية المحافظة يصعب تكوين أسرة أو علاقة زوجية دون دخل مادي ثابت. ولهذا لم يكن أمرا غريبا أن ترى آلاف الأكاديميين الشباب يفجرون غضبهم واستياءهم عبر الاحتجاجات والمظاهرات. أما مسؤولية محنتهم فيحملونها بالدرجة الأولى للسياسات التعليمية والاقتصادية المتبعة من الحكومات العربية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

تظاهرات شبابية بسبب الأوضاع المزرية بسبب ارتفاع البطالة والظلم الحكوميصورة من: AP

نمو اقتصادي لا يلبي حاجيات سوق العمل

هذا بالرغم من استثمار معظم البلدان العربية في السنوات الأخيرة مبالغ كبيرة في مجال التعليم وارتفاع ملحوظ لعدد خريجي الجامعات. بالإضافة إلى ذلك، فقد سجلت الاقتصاديات العربية معدلات نمو مرتفعة خلال السنوات العشر الماضية. ولكن الحكومات فشلت في توجيه وهيكلة سياستها الصناعية والاستثمارية بشكل يساعد على خلق فرص عمل لخريجي الجامعات والأكاديميين، وهذا ما يؤكده النهج الاقتصادي التونسي. فالاقتصاد التونسي نما ​​في السنوات الأخيرة بشكل كبير وفوق المتوسط، إلا أنه ظل يعتمد على تصدير منتجات النسيج إلى أوروبا وقطاع السياحة بشكل كبير. وهي قطاعات يصعب على الأكاديميين الشباب والمؤهلين تأهيلا جيدا إيجاد وظائف مناسبة فيها.

وبالإضافة إلى سياسة الاقتصاد الأحادية البعد والموجهة من طرف الدولة، تحول الرشوة والفساد وسوء الإدارة والبيروقراطية المفرطة واقتصاد الريع دون خلق فرص عمل للشباب المؤهل، خاصة عن طريق مستثمرين من القطاع الخاص أو مقدمي الخدمات.

مناهج تعليم متجاوزة

وبالرغم من الاستثمارات الكبيرة للدول العربية في قطاع التعليم، إلا أنه ليس هناك نجاحات تذكر. ولهذا تحذر صباح صافي، الخبيرة في شؤون التعليم من "فجوة معرفية متزايدة"، من شأنها أن تعرقل التطور العلمي والمعرفي في الدول العربية.

استثمارات الدول العربية في قطاع التعليم لم تعطي ثمارها بعدصورة من: picture alliance/chromorange

صباح صافي التي تعمل منذ 25 سنة في جامعة الملك عبر العزيز بالرياض، تشير إلى ضعف مستوى الجامعات العربية. وهو ما يؤكده، على حد تعبيرها، العدد الضئيل للاختراعات المسجلة مقارنة مع باقي دول العالم:"عدد الاختراعات المسجلة من طرف الدول العربية متدني بشكل مهول". ففي الوقت الذي سجلت فيه كوريا الجنوبية وحدها في السنوات الأخيرة أكثر من 16 ألف اختراع، سجلت جميع الدول العربية في نفس الفترة أقل من ألق اختراع.

طرق تعليم قديمة وغياب توجه مهني واضح

سبب هذه الأزمة حسب صباح صافي راجع بالأساس إلى قدم الأنظمة والمناهج التعليمية. مناهج عادة ما تقمع النشاط الفكري وتتبع سياسات تعليمية متجاوزة ترتكز مثلا على الحفظ عن ظهر قلب. الشيء الذي له علاقة أيضا بضعف تكوين المعلمين والأساتذة الذين يعانون من سوء الدخل". هذه المنهجية التعليمية المتجاوزة تجعل "خريجي الجامعات العربية يفتقرون إلى المهارات الأساسية، مما يؤدي بالتالي إلى عدم قدرتهم على المنافسة على المستوى الدولي", وذلك حسبما صرحت به صباح صافي لإحدى القنوات التلفزيونية السعودية.

وبالرغم من الانجازات الكبيرة في مجال محو الأمية، فشلت الدول العربية في إصلاح التعليم وسياسة التوجيه المهني بشكل ينسجم مع حاجيات سوق العمل. ففي كثير من الدول العربية هناك وفرة في خريجي العلوم الطبيعية، خاصة الأطباء والمهندسين في حين تفتقر هذه الدول إلى صحافيين أكفاء، ومتخصصين في العلوم الاجتماعية والسياسة.

المدارس والجامعات في حاجة إلى ربيع عربي

منهجية تعليمة بعواقب وخيمة، خاصة في الوقت الراهن الذي تعيش فيه الدول العربية تحولات مهمة تحتاج فيها إلى خبراء في العلوم الإنسانية من أجل إعادة بناء مؤسسات المجتمع المدني وعلى رأسها الأحزاب والنقابات والمساهمة في بناء إعلام قوي. فمن أجل تحرير العالم العربي من دوره الاستهلاكي السلبي يرى العديد من الخبراء الدوليين أن مفتاح النجاح يبقى هو تحقيق المزيد من الديمقراطية والشفافية وإشراك التلاميذ والطلاب في بناء المجتمع واتخاذ القرارات.

سونيا حجازي: " الدولة تحاول بكل الوسائل كبح مشاركة الشباب"صورة من: Oliver Möst

ولكن هذا بالضبط هو ما يجعل المدارس والجامعات في منطقة الخليج وشمال إفريقيا لا تزال متخلفة عن تحولات الربيع العربي، وهو ما تؤكده سونيا حجازي، نائبة مدير مركز الدراسات الشرقية الحديثة في برلين حيث تقول "إنها مشكلة كبيرة أن تتم عرقلة مشاركة الطلاب والتلاميذ بكل الوسائل من طرف المؤسسات القديمة، وذلك على الرغم من التحولات العميقة التي يعرفها العالم العربي". وتضيف حجازي في هذا الصدد "حتى في الجامعة الألمانية في القاهرة يهدد الطلاب، الذين يرغبون في خلق تنظيمات، بعقوبات."

لؤي المدهون/ أمين بنضريف

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW