1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"التعليم مفتاح نجاح اندماج المسلمين في المجتمعات الغربية"

آيغول تشزمجيولو / شمس العياري٢٦ ديسمبر ٢٠١٢

"التطرف لا علاقة له بالتدين، وأوروبا لن تشهد زحفا من قبل المسلمين. كما أن اندماج المهاجرين في المجتمعات الأوروبية مسؤولية كلا الطرفين"، هكذا يفند الصحفي دوغ ساوندرس في حوار مع DW المخاوف التي يريد البعض بثها في أوروبا.

صورة من: Randy Quan/Karl Blessing Verlag

في كتابه "أسطورة الاغتراب" يفحص دوغ ساوندرس نظريات بعض نقاد سياسات الهجرة تحت المجهر ويفندها الواحدة تلو الأخرى انطلاقا من حقائق جمعها. وفي حديث خاص مع DWيتحدث الكاتب والصحفي البريطاني الكندي عن الخوف من الأجانب وعن الاندماج الناجح.

DW: السيد ساوندرس، سياسيون على غرار الألماني تيو ساراتسين والهولندي خيرت فيلدرز يزعمون أن المسلمين سيزحفون على الغرب – على الأقل ديمغرافيا. هل تؤيد هذا الرأي؟

دوغ ساوندرس: لا، الحقائق تتحدث عن واقع آخر. أنا شخصيا عشت في دول إسلامية كثيرة، مثل إيران وبنغلاديش، وقمت رفقة فريق من العلماء بأبحاث حول الظروف المعيشية للمهاجرين. وتوصلنا إلى أن نسبة الولادات في هذه الدول تضاهي أحيانا معدل الولادات في الاتحاد الأوروبي. بالإضافة إلى أن المسلمين لا يمثلون أغلبية المهاجرين في أوروبا وفي أمريكا الشمالية. كما أن نسبة الولادات لديهم ليست أكبر مقارنة بالفئات الأخرى. ربما كان ذلك لدى الجيل الأول من المهاجرين، ولكن الأمر يختلف لدى الجيل الثاني والثالث، حيث أن نسبة الولادات لديهم تضاهي المعدل في المجتمع.

منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول ترسخت في رؤوس كثيرة صورة المسلم المستعد لاستخدام العنف بنزعة نحو التطرف...

نعم، للأسف. على الرغم من أننا قمنا بمقارنة العديد من الدراسات ذات المصادر المختلفة، من الأمم المتحدة والإحصائيات الوطنية وتقارير المخابرات، وكلها وصلت إلى نفس النتيجة: وهي أنه ليس للمسلمين المتدينين قابلية للفكر المتطرف. وإنما العديد من المتطرفين يستخدمون الصورة الدينية لتحقيق أهدافهم السياسية دون أن يكونوا فعلا متدينين. بعد 11 من سبتمبر/أيلول عام 2001 قامت الشرطة في نيويورك بمراقبة الجالية المسلمة – وخاصة المتدينين منهم. ولكنها لم تعثر على أي مؤشر يثير الشبهات، ذلك لأنها لم تكن تبحث في الجهة الصحيحة. 

ماذا يعني ذلك؟

يعني أن تقريبا كل المسلمين الإرهابيين المعروفين ينحدرون من الطبقة الوسطى وليس من أحياء المهاجرين الفقيرة. كما يتشابه المتطرفون – بغض النظر عن ألوانهم – في واقعهم وفي تفكيرهم. لنأخذ مثلا النرويجي أندرس بريفيك الذي قتل 77 شخصا، مبررا ذلك بأنه كان يريد وقف تسلل الإسلام وانتشاره في المجتمع النرويجي. وفي الوقت نفسه كان من كبار المعجبين بالإرهابي أسامة بن لادن. إذن نرى بأن القناعات الدينية لا تلعب أي دور في تحول المرء إلى متطرف من عدمه.

إذن من أين أتت هذه المخاوف؟

في أعماق داخلنا. إنها مخاوف من الآخرين الذين لا نعرفهم. حتى أنا لا يمكنني أن أحرر نفسي من هذه المخاوف. وهذا هو السبب الذي دفعني إلى الاهتمام بهذا الموضوع، ففي جواري في لندن لاحظت أن أحد المتطرفين المنتسبين إلى تنظيم القاعدة قد بدأ بفرض فكره المتطرف في المسجد الكائن في الحي الذي أسكنه. وفي عام 2005 أصيب أحد أصدقائي بجروح بليغة في الهجوم الذي تعرض له مترو الأنفاق في لندن. عندها بدأت أسأل نفسي: هل أن عالمي الغربي الليبرالي مهدد من الإسلام؟

كتاب دوغ ساوندرس يتحدث فيها عن "أسطورة الاغتراب" ويفند فيه نظريات البعض عن الإسلام وزحفه على أوروبا...

ماهي العوامل التي تصعّب من عملية التخلص من الأفكار المسبقة؟

نحن دائما نتحدث عن المسلمين بصفة عامة. ولكن المسلمين ليسوا وحدة متجانسة، بل هناك اتجاهات عديدة ومختلفة، من ليبراليين على غرار العلويين إلى محافظين متشددين على غرار الوهابيين. فعائلة باكستانية هاجرت من قرية صغيرة إلى لندن تختلف عن عائلة إيرانية مهاجرة من الطبقة الوسطى.  

هل هذا يعني أن الدين ليس العامل المحدد لنجاح الاندماج من عدمه وإنما الانتماء الاجتماعي؟

نعم. دراسات كثيرة تظهر أن مهاجرين من نفس المنطقة يواجهون نفس المشاكل التي تزيد من صعوبة اندماجهم على الرغم من أنهم ينتمون لديانات مختلفة.

هل أن المناطق التي تسكنها أغلبية تركية وعربية، على غرار تلك الموجودة في برلين، دلالة على وجود مجتمع مواز؟

لا، هذا ليس صحيحا. لنأخذ نيويورك كمثال تاريخي، ففي الجانب الشرقي للمدينة كان يعيش ولعقود طويلة مهاجرون من دول مختلفة وبخلفيات عرقية ودينية مختلفة: يهود من أوروبا الشرقية وكاثوليك من جنوب أوروبا وأرثوذكس من اليونان – وكان لكل جالية حي خاص بها. وكان يُنظر آنذاك إلى هذه الجاليات بشك وريبة، واليوم هي من أكثر الجماعات المهاجرة نجاحا في الولايات المتحدة، على الرغم من أن كلا منها كان يعيش في حيه الخاص.

إذا ما قارنت سياسات الهجرة الأوروبية ببعضها البعض، أين ترى الفوراق بينها؟

الدول الاسكندنافية مثل السويد أو النرويج بدأت مبكرا بمنح المهاجرين الذي يعيشون فيها الجنسية وطورت برامج تعليم وتأهيل وفقا لمتطلباتهم. ألمانيا كانت للأسف بطيئة، حيث تم تجاهل - ولمدة ثلاثين عاما - حقيقة أنها دولة مستقبلة للمهاجرين. الجدير بالاهتمام أن المهاجرين المنحدرين من نفس القرية في الأناضول والذين هاجروا إلى بريطانيا اندمجوا بسرعة أكبر في المجتمع البريطاني، حيث قاموا بفتح محلات صغيرة واهتموا بتعليم أبنائهم، بشكل أبكر من أولئك الذي قدموا إلى ألمانيا.   

إذن مفتاح الاندماج يكمن في التعليم والرفاهية؟

طبعا! عندما لا يتم قبول المهاجرين كمواطنين عاديين في المجتمع، وعندما توضع عراقيل تحول دون تسلقهم في سلم التحصيل العلمي أو الرقي الاقتصادي، عندها يصبح الوضع خطيرا. الإقصاء يحول دون الاندماج. وهذا الأمر ليس له أي علاقة بالدين.

دوغ ساوندرس، من مواليد عام 1967، كاتب وصحفي كندي-بريطاني. وتثمينا لعمله الصحفي حصل أربع مرات على جائزة الصحيفة الوطنية الكندية (National Newspaper Award )، نظيرة جائزة بولتزر التي تمنحها جامعة كولومبيا الأمريكية في مجال الصحافة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW