العزوف عن الإنجاب مردّه عادة أسباب، كالعقم والعوز الاقتصادي إلى غير ذلك. ولكن يبدو أن التغيرات المناخية باتت هي الأخرى سببا بالنسبة للكثيرين للعزوف عن الإنجاب.
إعلان
يربط الكثيرون بين إنجاب الأطفال والشعور بالسعادة أو الاكتفاء، إلا أن أعداد متزايدة من البشر خلال السنوات الأخيرة يبدون عزوفا عن الإنجاب. فقد توصلت دراسة حديثة في الولايات المتحدة إلى ارتفاع نسبة البالغين الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا وليس لديهم أطفال، من 37 بالمئة في عام 2018 إلى 47 بالمئة في عام 2023، وفقًا لموقع سي إن إن الأمريكي.
وتحاول الدراسة، التي أجراها مركز بيو الأمريكي للأبحاث PEW، التعرف على أسباب إحجام البعض عن الإنجاب ومدى تأثير هذا على علاقاتهم من خلال استطلاع للرأي شمل أكثر من 3000 شخص.
ووجد الباحثون أن الأسباب وراء عدم الإنجاب تتعدد ما بين مخاوف من العبئ الاقتصادي وأسباب صحية كالإصابة بالعقم. إلا أن السبب الرئيسي بالنسبة للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً، خاصة لدى النساء، فكان ”عدم الرغبة في الإنجاب". ويري هؤلاء أن عدم إنجاب الأطفال منحهم المزيد من المواردللتقدم في حياتهم المهنيةومتابعة هواياتهم وشغفهم، وفقًا لنتائج الدراسة.
وأشارت مجموعة من المشاركين في الدراسة إلى ”مخاوف بشأن وضع العالم ومخاوف تتعلق بالمناخ" كأسباب رئيسية وراء قرار عدم الإنجاب.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي يظهر فيها ذلك النوع من المخاوف كسبب للعزوف عن الإنجاب. إذ توصلت دراسة أخرى إلى أن مجموعة كبيرة ومتزايدة من الأشخاص في سن المراهقة والعشرينيات والثلاثينيات من العمر يشيرون إلى تغير المناخ كسبب رئيسي لترددهم في إنجاب الأطفالأو اختيارهم لعدم الإنجاب، وفقًا لموقع Phys العلمي.
كيف يمكننا إنقاذ المناخ؟
26:06
وشملت هذه الدراسة 10 آلاف شخص تتراوح أعمارهم ما بين 16 و25 عامًا في عشرة دول وهي: أستراليا والبرازيل والبرازيل وفنلندا وفرنسا والهند ونيجيريا والفلبين والبرتغال والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
وتشير أستاذة الاجتماع بجامعة باث البريطانية والباحثة المشاركة في الدراسة، كارولين هيكمان، إلى أن عددا كبيرا من المشاركين يعتقدون أن ”المستقبل مخيف بسبب تغير المناخ وأن الحكومات لا تحميهم أو تحمي الكوكب أو الأجيال القادمة من هذا التهديد".
د.ب.
10 خيارات غذائية بديلة قد تساعد في إنقاذ الكوكب!
مع ازدياد فضائح تلوث اللحوم إلى جانب مخاوف بشأن تغير المناخ، يلجأ كثير من الناس إلى نظام غذائي نباتي. بالصور يستعرض لك هذا الألبوم 10 طرق أخرى لتناول الطعام بطريقة صحية وبنفس الوقت صديقة للبيئة.
صورة من: DW/V. Kern
من الطبيعة
فضائح اللحوم المتكررة والمخاوف حول تأثير تغير المناخ على الزراعة عناوينٌ تتصدر الأخبار هذه الأيام، الأمر الذي يدفع كثير من الناس لاتباع نظام غذائي نباتي. ولكن هناك طرق أخرى لتناول طعام صحي دون إلحاق ضرر بالبيئة . فعلى الرغم من أن منتجات لحوم الرعي الطليق شائعة، مع ذلك نادراً ما يتم تربية الأبقار في مثل هذه الجنة كمروج الألب.
صورة من: imago/Eibner
المطبخ الخضري
في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، لم يكن يمتنع النباتيون عن المنتجات الحيوانية كلياً. فقد كان غذاؤهم يتضمن الحليب والبيض. أما في الوقت الحاضر فقد تغيرت الأمور. إذ أثار كتاب جوناثان سافران فوير "تناول لحوم الحيوانات" التفكير ملياً حول اللحوم التي يتناولها الناس. ومن الممكن ملاحظة ازدياد المطاعم النباتية التي تنتشر في كل مكان. في الصورة بعض الأطباق من مطعم 'Pêle-Mêle' النباتي في برلين.
صورة من: DW/V. Kern
تأثير الكربون والماء
اتباع نظام غذائي نباتي يمكن أن يقلل من آثار الكربون واستهلاك المياه في جميع أنحاء العالم. تقدر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أن صناعة اللحوم تنتج ما يقرب من خمس انبعاثات الغازات الدفيئة من الصناعة البشرية والتي تسهم في تغير المناخ. يقول العلماء أيضاً أن هناك حاجة إلى ما بين 13 ألف إلى 15 ألف لتر من المياه لإنتاج كيلوغرام واحد فقط من اللحم البقري.
صورة من: Fotolia/Janis Smits
لحوم مختلفة
إثر الفضيحة الأخيرة حول لحوم الخيول التي كانت تباع على أنها لحوم أبقار في هولندا، كثير من الأوروبيين يفضلون الآن ببساطة تناول كميات أقل من اللحوم. ولكن بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون الاستغناء عن اللحوم، قد يكون مشروع "Meine kleine Farm" (مزرعتي الصغيرة)-وهو موقع لبيع اللحوم عبر الانترنت يهدف إلى تحقيق الشفافية مع المستهلكين- مناسباً لهم.
صورة من: picture-alliance/dpa
معرفة ما تحصل عليه
موقع مزرعة "Meine kleine Farm" التي مقرها بوتسدام بألمانيا، على شبكة الإنترنت يعرض الظروف المعيشية للحيوانات ومنح العملاء فرصة للتصويت عبر الإنترنت حول أي حيوان يريدون ذبحه في المرة المقبلة. ونظراً لأنهم يبيعون بشكل رئيسي للعملاء في المناطق المجاورة، فإن مشروع "Meine kleine Farm" لا يحتاج لقطع مسافات طويلة للنقل- وبالتالي الغازات الدفيئة- ستكون عند الحد الأدنى.
صورة من: picture-alliance/dpa
الأغذية المحلية في أسواق المزارعين
يساعد تناول الطعام من إنتاج محلي وفي موسمه أيضاً على تقليل الغازات الدفيئة لأنه يختصر طرق النقل الطويلة. ناقش الكنديان أليسا سميث و ج.ب. ماكينون معلومات حول المطبخ المحلي في كتابهما : "حمية الـ100 ميل: عام من الأكل المحلي". أمضى الزوجان سنة واحدة في تناول الأطعمة تنمو على بعد مائة ميل من منزلهما فقط. وقاموا بالاحتفاظ ببعض الأطعمة لاستهلاكها في فصل الشتاء.
صورة من: DW/E. Shoo
الزراعة الأحادية ضعيفة
إن ممارسة الزراعة الصناعية الحديثة المتمثلة في الزراعة الأحادية مثل الذرة وفول الصويا، يمكن أن تجعل المحاصيل أكثر عرضة للآفات والأمراض. الأمر الذي يعزز استخدام المبيدات على نطاق واسع. من ناحية أخرى، غالباً ما يشجع أصحاب المزارع الصغيرة على تنوع المحاصيل مما يكسب النباتات قوة بشكل طبيعي، حتى في فترات الجفاف.
صورة من: picture-alliance/dpa
حديقة الأميرات في برلين
زراعة المحاصيل الخاصة ممكنة حتى في المدن الكبرى، كما يبدو من مشروع "حديقة الأميرات" في وسط العاصمة الألمانية برلين، حيث يتم زراعة المحاصيل واستهلاكها محلياً، مع تقديم أطباق الطعام كغداء عمل في الموقع. يقول المزارعون الحضريون هناك إن البستنة ترفع الوعي بالبيئة، ونظراً لأن الحديقة مشتركة، فإنهم يتعرفون على أصدقاء جدد أيضاً.
صورة من: picture-alliance/dpa
تقليل هدر الطعام، وتوفير الموارد
يرمي الألمان ما يقدر بنحو 20 مليون طن من الطعام سنوياً، لذا أصبح تقاسم الأغذية أحد أحدث التوجهات الصديقة للبيئة. تتبرع المطاعم أو محلات البقالة بالأطعمة الفائضة التي لا تزال صالحة للأكل للمنظمات الخيرية. " Foodsharing.de" عبارة عن بوابة إنترنت حيث يمكن للناس مبادلة الأطعمة التي لن يتمكنوا من تناولها.
صورة من: Dietmar Gust
فوائد صحية
يناقش العديد من خبراء التغذية حول الفائدة التي قد يقدمها اتباع نظام غذائي نباتي أو خضري للصحة. إذ تشير دراسات مختلفة إلى أن انخفاض استهلاك اللحوم يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري والسمنة. لويزا شيفر/ ريم ضوا.