التغير المناخي يحول جبال الألب الساحرة إلى منطقة خطر دائم
٢ ديسمبر ٢٠١٩
تزداد آثار التغير المناخي في كوكبنا الأزرق من يوم إلى آخر، حتى أنها حولت منطقة جبال الألب الساحرة بمناظرها الطبيعية إلى منطقة خطر بسبب الانهيارات الصخرية.
إعلان
تقليد إنزال الماشية من مراعي جبال الألب
04:37
تعد جبال الألب من أشهر المناطق الجبلية بمناظرها الطبيعية الساحرة وثلوجها التي كانت لا تبارح بعض القمم صيفاً وشتاءً. ومن بين السلسلة الطويلة التي تتجاذب أطرافها النمسا وألمانيا وإيطاليا وسويسرا، يعد جبلا مون بلان وماترهورن من أشهر جبالها.
لكن يبدو أن التغير المناخي أخذ يلقي بظلاله القاتمة على هذه المنطقة السياحية العالمية، إذ أكد باحثون أنها باتت تتغير بشدة، حيث تزداد مخاطر سقوط الصخور والأنهار الجليدية المتحركة.
في هذا السياق، قال جان بوتل، وهو دليل جبال وباحث في جامعة إ"ي تي إتش" السويسرية: "في هذه الأيام، لم يعد بالإمكان الإقامة لفترة طويلة في البقاع التي اعتدنا إقامة محطات استراحتنا فيها" جراء خطر سقوط الصخور.
ويضيف الباحث السويسري بالقول: "أي شيء بحجم نصف تفاحة يحتمل أن يكون مميتاً"، موضحاً أن الجبال دائمة التغير، ولكن "لا يوجد شك أن هناك تزايداً في سقوط صخور أكبر حجماً". أحد أسباب هذا التساقط هو ذوبان الطبقات المتجلدة من الصخور والترسبات التي عادة ما تتجمد طوال العام.
بدورها، تقول جانيت نويتزلي، وهي خبيرة في المعهد الاتحادي السويسري لأبحاث الجليد والانهيارات الجليدية في دافوس: "نرى اتجاهاً واضحاً في زيادة درجات الحرارة بالطبقات المتجلدة خصوصاً منذ عام 2010".
وفي الصيف، تذوب الأمتار العليا من الطبقات المتجلدة. وتقول نويتزلي: "هناك ميل واضح لهذه الطبقة الذائبة لأن تصبح أكبر بشكل متزايد". ويضيف بوتل أنه بالإضافة إلى ذوبان الطبقة المتجلدة، يؤدي ذوبان الجليد إلى تدفق المياه إلى الشقوق، ما يشكل ضغطاً هائلاً ويمكن أن يتسبب في انفصال كتل الصخور بشكل عنيف.
ع.غ/ ي.أ (د ب أ)
من كوخ إلى كوخ.. 150 عاماً من نادي جبال الألب الألمانية
في 9 مايو/ أيار 1869 أُنيطت بجمعية جبال الألب الألمانية مسؤولية تنظيم المسارات على تلك الشواهق وعلى الأكواخ المترامية فيها، وتعتبر أكبر جمعية لهواة تسلق الجبال في العالم وتتميز بالتزامها بالحفاظ على طبيعة جبال الألب.
صورة من: picture-alliance/DUMONT Bildarchiv
أعلى كوخ
تمتلك الجمعية 321 كوخاً. يقع أحد أكواخها ويثطلق عليه "بيت ميونيخ" على قمة تسوغشبيتسه، وهي أعلى قمة لجبال الألب داخل الحدود الألمانية، إذ يصل ارتفاعها إلى نحو 2962 متراً عن مستوى سطح البحر. ويحتوي الكوخ الذي تم افتتاحه عام 1897 على 36 سريراً. أما محطة الأرصاد الجوية ببرجها البارز إلى جواره فقد شُيدت بعد ثلاث سنوات من ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Jansen
الكوخ الأقدم
لكن كوخ "بيت ميونيخ" ليس الأقدم، إذ يعد كوخ "أوبلرير" في منطقة "سيلتيرال الألب" هو الأقدم، إذ شُيد عام 1881. في الأصل كان يتسع لـ 16 سريراً مزدوجاً في مساحته الواسعة. وكان على متسلقي الجبال إحضار الحطب والطعام، ولكن تمت إعادة بنائه وتوسيعه عدة مرات، غير أن ممصيره انتهى إلى الهدم عام 2006.
صورة من: DAV/B. Johannes
كوخ جديد وقانون للقمامة
ولم يتم افتتاح كوخ "أوبلرير" الجديد إلا بعد عام من هدمه، لكنه بات يتسع 60 سريراً، ويتم تقديم الطعام بواسطة مطعم، لكن على المتنزهين حمل القمامة معهم. وتستغرق الرحلة إلى القمة التي يقع عليها الكوخ، حوالي أربع ساعات. وتقع على ارتفاع 3476 متراً فوق مستوى سطح البحر.
صورة من: DAV/C. Reiff
كوخ "بيت براندنبورغ"
تقع معظم أكواخ جمعية جبال الألب الألمانية على الجانب النمساوي من الجبال. ومن بينها كوخ "بيت براندنبورغ" المُشيد على ارتفاع 3277 متراً ليصبح أعلى كوخ للحماية. ومن يرغب في الوصول إليه، فيجب أن يكون عارفاً بالمكان ومتمرساً في مناطق الألب العالية. ويقع على قمة صخرية تبرز وسط حقول الجليد المترامية المليئة بالصدوع.
صورة من: DAV/F.Kaiser
طريق "هندلانغر كلترشتايغ"
تتكون جمعية جبال الألب الألمانية من العديد من الروابط المحلية التي تتولى بشكل مستقل رعاية أكواخها ومساراتها. شُيد طريق "هندلانغر كلترشتايغ" بواسطة قسم " آلغوي إيمنشتاد" في سبعينيات القرن الماضي، وهو طريق تسلق شهير متوسط الكثافة، وغالباً ما يكون مكتظاً في فصل الصيف. وتم تجديده آخر مرة عام 2003.
صورة من: picture-alliance/K. Kreder
الطريق إلى قمة "هيرتسوغشتاند" في بافاريا
تعد صيانة مسارات التجوال على الجبال وطرق التسلق واحدة من أهم مهام جمعية جبال الألب الألمانية. كما هو الحال هنا في "هيرتسوغشتاند" وهو أحد الجبال الواقعة قرب ميونيخ بين بحيرتي "كوخلزيه" و"فالشنزيه" حيث يقوم العاملون بجولات منتظمة مشياً على الأقدام من أجل صيانة الطرق وإصلاح أضرار التآكل واستبدال أجهزة السلامة.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Müller
كوخ "بيت فالتينبرغ"
الحفاظ على الطبيعة بات جزءا من ميثاق جمعية جبال الألب الألمانية منذ عام 1994، لذا لم يتم بناء أكواخ إضافية جديدة في جبال الألب منذ ذلك الحين. لكن كوخ "بيت فالتينبرغ" المُشيد أغلبه من الخشب بُني عام 2017 محل بيت صخري عمره أكثر من 130 عاماً. ويقع الكوخ على ارتفاع 2084 متراً وفق مستوى سطح البحر، ويعد محطة هامة على طريق "هايل برونيرفيغ" أحد أشهر المنحدرات الصخرية في الجزء الشمالي من جبال الألب.
صورة من: DAV/M. Hill
احتجاجات للحفاظ على الطبيعة
في منطقة "ريدبيرغر هورن" حذت جمعية جبال الألب الألمانية حذو دعاة حماية البيئة. فبعد احتجاجات طويلة أوقفت حكومة ولاية بافاريا الألمانية خططها لرفع الحماية عن المنطقة وجعلها أكثر جاذبية لممارسة الرياضات الشتوية مع ساحة للتزلج.
صورة من: DAV/J. Bodenbender
حديقة للتسلق
كما تقدم جمعية جبال الألب الألمانية العديد من أنشطة التسلق في المرتفعات الأقل انخفاضاً. وتدير الجمعية العديد من صالات التسلق والحدائق في جميع أنحاء ألمانيا. ومنذ 1990 أقامت الجمعية حديقة تسلق في موقع أعمال الحديد المتوقفة في حي "ميدريش" بمدينة ديسبورغ. وفي الحديقة يوجد أكثر من 500 طريق لتسلق الصخور على مستويات مختلفة من الصعوبة.
صورة من: picture-alliance /N. Schmidt
متحف جبال الألب في مدينة ميونيخ
يرجع تاريخ جمعية جبال الألب الألمانية إلى 150 عاماً وأقامت الجمعية متحفاً لها في مدينة ميونيخ البافارية. ويحتوى المتحف على تذكارات كثيرة من جبال الألب. وبدأت جمعية جبال الألب في ألمانيا ومثيلاتها في النمسا وإيطاليا عام 2019 فعاليات عدة تحت شعار: جبال الألب جميلة. ما يزال بها شيء يستحق الدفاع عنه.