1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التفجيرات في مصر- فوبيا مبررة أم "بروباغندا" حكومية؟

مصطفى هاشم ـ القاهرة١٧ أكتوبر ٢٠١٤

باتت الانفجارات والهجمات في مصر هماً إضافياً يقلق المصريين ويحد من حريتهم. لكن هناك من يشكك في حقيقة بعض هذه التفجيرات، ويعتبرها "بروباغندا حكومية وإعلامية" لاستهداف الإخوان المسلمين ولتبرير إجراءات مكافحة الإرهاب.

Ägypten Anschlag auf Polizeihauptquartier in Kairo
صورة من: picture-alliance/AP

غالباً ما تنقل وسائل الإعلام المصرية أن مجموعات جهادية أبرزها "أنصار بيت المقدس" و"أجناد مصر" تتبنى التفجيرات والهجمات المسلحة التي تستهدف القاهرة وبعض المدن المصرية للثأر من السلطات بسبب الإجراءات التي تتبعها ضد الإخوان المسلمين. لكن هناك من يشكك في حقيقة وقوف هذه الجماعات وراء هذه التفجيرات، بل وهناك من يعتقد بعدم وجود هذه التفجيرات أصلا، فيما يرى طرف ثالث أن الإعلام والسلطات يضخمان بعض الأعمال الإرهابية التي تحدث هنا وهناك. DWعربية استطلعت آراء الشارع المصري حول هذا الجدل.

في هذا السياق تقول لمياء عمارة، أستاذة موسيقى، إنها تتعامل بحذر شديد مع الأخبار التي تنشرها وسائل الإعلام حول الانفجارات التي تحدث في البلاد، وتقول "من كثرة سماعي لهذه الأخبار أصبح الأمر بالنسبة لي طبيعيا أن أسمع عن انفجار هنا و ناس ماتت ...هناك إصابات". ورغم بساطة ما تقوله لمياء إلا أنه أصبح لسان حال الكثيرين من المصريين الذين أصبحوا يتعاملون بشكل يومي مع الأخبار التي تتحدث عن انفجار هنا أو تفكيك عبوة هناك. وتؤكد الشابة المصرية (25 عاما) أن هذه الأخبار لم "تعد مؤثرة بشكل قوي.. لدرجة وصلت لمرحلة لم أعد أصدقها أصلا". ليس هذا فحسب، بل لم تعد لمياء تخاف أن تسير في أي مكان سمعت أنه حدث فيه انفجار قبل ذلك، كما قول وتستطرد ضاحكة أن "أخبار الانفجارات الوهمية أصبحت أسمعها أكثر مما أسمع عن إعلانات مسلسلات رمضان للسنة الجديدة".

فقدان الثقة في الإعلام

بدورها تقول هبة حسن (36 عاما) "عندما أسمع عن تفجيرات أخاف بشدة لكني لا أصدق الروايات الحكومية بأن الإخوان هم السبب وأنهم إرهابيون وأنهم هم الذين يقومون بهذه التفجيرات..لأنه ليس هناك ثقة أبدا في الإعلام، فكل يعمل حسب أهوائه ويستغل الناس لتوجيه أفكارهم". وتعرب حسن عن خوفها وقلقها لأنه لم تعد "هناك دولة قانون ولا أمن" وهي تخاف بشدة على أولادها كما تقول "ولا أذهب بهم إلى المدرسة عندما تكون هناك مظاهرات أو اشتباكات عنيفة، لأن هناك احتقان في الشارع، وأعجز في نفس الوقت عن إفهامهم أي شيء، لأني في الأساس لا أفهم ما يحدث. وتؤكد أنها ليست مع أي طرف "سواء الإخوان أو العسكر".

"تفجيرات حقيقية وأخرى وهمية"

من ناحيته يقول الدكتور صيدلي محمود سليمان (31 عاما) إن "البروباغندا الحكومية والإعلامية التي تصاحب الانفجارات تجعلني أفقد مصداقيتهما تماما، إلى أن أصبحت أضحك بشدة عندما أسمع أخبار التفجيرات". ويفكر محمود كثيرا حسب قوله، في من يكون المستفيد من هذه الانفجارات، ويرى أنه "بالتأكيد ليست في مصلحة الطلاب ولا الإسلاميين". ويذهب سليمان إلى حد اتهام الحكومة بهذه الأعمال، فالنظام ـ في رأيه ـ "هو المستفيد الوحيد بعدما غطت أخبار تظاهرات الطلاب على الأحداث..ولذلك كان يجب أن يحدث انفجار مثل الذي حدث في وسط القاهرة مؤخرا ليعطي مبررا لمزيد من القمع ضد الطلبة".

الدكتور صيدلي محمود سليمانصورة من: Privat

ويتفق معه الصحفي محمد الفقي المتخصص في تغطية الأحداث المتعلقة بالإسلاميين فيقول "أتعامل مع الانفجارات كأنها حدث عادي متكرر وأصبحت لا أفاجأ بها، لأن أغلبها تكون مفبركة..لكن هناك انفجارات تحدث أضرارا كبيرة وضحايا وإصابات، وبالطبع أنتبه لها وأتصل بأقربائي الذين يعملون في منطقة الانفجار أو يقطنون فيها.. وبعد كل انفجار أشعر أنني من الممكن أن أموت في أي وقت، وتحديدا لو كنت أسير بجانب قسم شرطة أو تجمع للشرطة في الشارع، وخاصة بالليل، لأن التفجيرات الحقيقية تنفذ في آخر الليل". لكنه يزعم أن هناك "هناك انفجارات وهمية ومفبركة ليظل مصطلح محاربة الإرهاب قابلا للاستمرار وإلصاق أي تهمة بالإسلاميين. وهم المعارضين الرئيسيين".

الصحفي محمد الفقيصورة من: Privat

"تفسير تأمري ضد السلطات"

في المقابل يرى شهاب وجيه المتحدث باسم "حزب المصريين الأحرار" أن السبب في هذه التفجيرات هي حملات الكراهية التي تشنها الجماعات المتطرفة ووسائل الإعلام التابعة لها، بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي والتي أوصلت بعض الشباب إلى أن يقتنعوا بأن العنف هو الوسيلة الوحيدة للتغيير. ويصف وجيه اتهام الأمن بأنه وراء هذه التفجيرات بأنه "تفسير تآمري وغير منطقي" حيث يؤكد أن مصلحة الأمن أن تستقر البلاد حتى تكون هناك فرص جيدة للاستثمار.

الإعلام يضخم الأحداث

وحول حديث الكثير ممن قابلناهم عن فقدان الثقة في الإعلام، يرى الدكتور أحمد كمال أستاذ الإعلام بجامعة حلوان أن تناول وسائل الإعلام لكثير من الأحداث يتسم بـ"التضخيم والتهويل وعدم الموضوعية وافتقاد الرؤية فيمكن وصف حادث لقنبلة بدائية الصنع مثلا تسمع في التحليلات لوسائل الإعلام بأنه تحول نوعي للعمليات الإرهابية التي تحدث وسط تجمعات المواطنين. وفي الحقيقة أن هذه التفجيرات لقنابل بدائية الصنع تكررت كثيرا، وبدلا من أن يقوم الإعلام بطمأنة المواطنين بأن هذه العمليات في تراجع وأن الوضع أفضل بكثير عن ذي قبل، نجده يسير في اتجاه آخر مما يعطي انطباع سلبي وغير حقيقي عن الأوضاع في البلاد".

الدكتور أحمد كمال أستاذ الإعلام بجامعة حلوانصورة من: Privat

الأنظمة الشمولية تستثمر الخوف

من جانبه يؤكد الدكتور أحمد عبدالله أستاذ علم النفس بجامعة الزقازيق أن أكثر شعور عند المصريين في السنوات الثلاثة الماضية عقب ثورة 25 يناير هو "الخوف"، حيث يصفه بأنه "عميق جدا"، مشيرا إلى كيفية التعامل مع هذا الخوف يختلف من شخص لآخر، "البعض يصدر لنفسه فكرة أنه لا يخاف الموت.. والبعض الآخر يصدر فكرة الإرهابيين.. وبعضهم لا يقول أي شيء بالرغم من خوفه على أطفاله وتأثير ذلك عليهم. وأكثر الأشخاص الذين نجد لديهم هذا الخوف هم الذين لديهم أطفال أو الذين يفرض عليهم عملهم التحرك كثيرا في الشارع كالبائعين مثلا.

وأضاف أستاذ علم النفس أن المشكلة تكمن في عدم وجود خطاب للمصريين يوجه إليهم ويرشدهم إلى كيفية التعامل مع الشعور بالخوف، "منذ يومين جاءت لي استشارة من طالبة في الجامعة حكت لي عن خوفها الذي أدى إلى عدم استطاعتها النوم بسبب خوفها من الاعتقال لأن كثيرا من أصحابها تم اعتقالهم".

وأشار عبدالله إلى أن "أكثر شيء تستثمره الأنظمة الشمولية هو الخوف"، مشيرا إلى أن هناك ما يسمى بـ"بيزنس الخوف" حيث يتم الاستفادة من هذا الخوف لتبرير سياسات أمنية، "لأن كلما زداد الخوف يزداد الاحتياج للأمن والبحث عمن يوفر هذا الأمن".

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW