التقارب التركي مع إيران وروسيا- أطراف لا تراه بعين الود
٤ أبريل ٢٠١٨التقارب التركي مع إيران وروسيا - أطراف لا تراه بعين الود
تحقيق تقارب بين تركيا وروسيا وإيران رغم اختلاف وجهات النظر حيال الوضع السوري، يوحي بولادة تحالف جديد في المنطقة. هذا الثالوث لن يروق لجهات كثيرة؛ نظراً لتوتر علاقتها مع دوله الثلاث أو إحداها على الأقل.
الغرب في المقدمة
قد يكون الاتحاد الأوربي أول الأطراف غير الراغبة في تشكيل المثلث الروسي التركي الإيراني. فبعد أن كان ينتظر من تركيا أن تلعب دوراً؛ بصفتها عضواً في الناتو، وساعية للانضمام للاتحاد الأوروبي، فتضيق على الجار الروسي اقتصادياً وسياسياً، اختارت أنقرة التحالف مع ذلك الجار. وقد ساهمت محاولة الإنقلاب الفاشلة بتركيا عام 2016 في بداية تشنجات واضحة في العلاقات بين أنقرة والغرب.
السعودية من المتضررين
تشهد العلاقات بين الرياض وأنقرة بروداً شديداً منذ فترة، خاصةً بعد أن صارت السعودية ترى في تركيا منافساً على زعامة العالم الإسلامي، مثلما ترى في إيران منافسا أيضاً لها في دول الجوار، ولذلك صارت السعودية تتجه نحو التعاون مع إسرائيل، ولن تروق لها فكرة "الحلف المحتمل" بين إيران وتركيا، وهو ما جعل مراقبين، يذهبون نحو فرضية إعداد السعودية لخطة استباقية بهدف تشكيل حلف مقابل "الحلف الجديد".
الرياض وطهران
لا يقف مسلسل العداء بين الرياض وطهران عن التنامي يومياً. وفي ظل التحالف الجديد ستكون السعودية في مواجهة مع أعداء اتهمتهم مراراً بالرغبة في السيطرة على العالم الإسلامي. وكان تصريح محمد بن سلمان لمجلة "أتلانتيك" الأميركية (3 أبريل/ نيسان2018) أقوى دليل على استمرار المواجهة العلنية بين بلده وإيران، إذ أشار إلى أن النظام الإيراني يريد نشر فكرة "ولاية الفقيه" المتطرفة، ويعتقدون أن فكرهم سيحكم العالم".
العداء الإسرائيلي الإيراني
التقاء روسيا بتركيا وإيران من الخطوات التي لن تعجب إسرائيل. ويرى مراقبون في تقارب إسرائيل والسعودية خطوة لمواجهة المد الإيراني الشيعي. وتشهد العلاقات بين طهران وتل أبيب توتراً شديداً خصوصاً بسبب البرنامج النووي الإيراني، وقد اعترف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بأن "إسرائيل تقف إلى الجانب نفسه مع السعودية بخصوص معاداة إيران".
الأمل الضائع
عقدت تركيا آمالا عريضة على ترامب، الدي رأت في ولايته بداية عصر جديد للعلاقة بين البلدين. لكن الأمر لم يستمر طويلاً، إذ اختلفت أنقرة وواشنطن بخصوص تحديد الجماعة الأكثر تهديداً في سوريا. وفي الوقت الذي ضاعفت واشنطن دعمها العسكري لوحدات حماية الشعب الكردية؛ رأت أنقرة في هذه الوحدات تهديداً وجودياً لمستقبل الجمهورية التركية. لهده الأسباب اتجهت تركيا للبحث عن متعاونين آخرين، شكلت روسيا وإيران أهمهما.
انهيار العلاقة الروسية الأمريكية
انهارت العلاقة بين واشنطن وموسكو بشكل غير مسبوق بعد حادث تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا. حيث ردت واشنطن بطرد 60 موظفاً في البعثات الروسية في أرجاء البلاد وفي بعثة روسيا في الأمم المتحدة، كما قررت إغلاق القنصلية الروسية في سياتل. وفي المقابل أعلن وزير الخارجية الروسي أن بلاده ستطرد 60 دبلوماسياً أميركياً وستغلق قنصلية الولايات المتحدة في سان بطرسبورغ.
الناتو منزعج!
أكدت تركيا في أكثر من مرة على أن تحالفها مع روسيا لا يعني خروجها من حلف شمال الأطلسي (الناتو). وبالرغم من أن الناتو قد عبر في أكثر من مرة عن قلقه إزاء الصفقات التي تعقدها أنقرة وموسكو، إلا أن هذا لم يمنع تركيا من الإقدام على ربط علاقات مع حليفتها روسيا. ويمكن لهذا القلق أن يتزايد في حالة تشكيل تحالف بين تركيا وروسيا وإيران.
توترات مستمرة
شهدت علاقة الإمارات بتركيا توتراً شديداً في الآونة الأخيرة، وخصوصاً بسبب دعم أنقرة لقطر. وطالبت الإمارات تركيا، في وقت سابق، باحترام سيادة الدول العربية، وقالت إن دعم الجماعات الإسلامية الساعية إلى تغيير الأنظمة بالعنف لا يمثل توجها عقلانياً نحو دول الجوار. بينما هاجم أردوغان وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد بسبب إعادته نشر "تغريدة" تسيئ لقائد عثماني كان مسؤولاً عن حماية المدينة المنورة.
الإمارات وإيران.. عداء وتعاون
تعتبر الإمارات إيران من التحديات التي يلزمها مواجهتها إلى جانب تركيا. وتشهد العلاقة بين الإمارات وإيران، توتراً بسبب جزر أبو موسى، وطنب الكبرى، وطنب الصغرى بمضيق هرمز، والتي تتهم الإمارت إيران باحتلالها. وبالرغم مما تعلنه أبوظبي بوسائل إعلامها من عداء لإيران، إلا أنها تصدرت قائمة الدول العربية من حيث حجم التبادل التجاري مع طهران. إعداد: مريم مرغيش.