شائعات تتردد في مواقع التواصل، وخاصة تويتر، عن أخطاء وتلاعب في فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. بعض تلك الشائعات صدرت عن الرئيس دوناد ترامب نفسه وبعض أفراد أسرته أو أعادوا تغريدها. فريق DW يفرز لكم الغث من السمين في السباق الرئاسي المحتدم إلى البيت الأبيض.

عدم القدرة على مراقبة فرز الأصوات؟

غرد ترامب مقالاً يحوي فيديو يعود لموقع إعلامي من أقصى اليمين يظهر عاملا في مركز اقتراع في ديترويت يغطي النوافذ في الوقت الذي كان فيه متفرجون في الخارج يحاولون مشاهدة عملية الفرز:

الحقيقة:

رجعت الشرطة إلى الوراء الجمهور الذي أخذ في التدافع على النوافذ وكان يصيح "أوقفوا العد!". ولم يذكر المقال الذي وضعه ترامب على صفحته بتويتر أن سعة المركز لم تكن تسمح بدخول المزيد من الناس. وقد سُمح بالفعل لمراقبين من الجمهوريين والديمقراطيين والمستقلين ووسائل الإعلام ومحامين بالدخول.

"قانون الولاية ينظم مراقبة الانتخابات، غير أن بعض الولايات تترك الأمر لتقدير مسؤولي الانتخابات. ونظراً لجائحة كورونا سُمح لعدد محدود من المراقبين بالدخول"، حسبما يقول تقرير عن الانتخابات الأمريكية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا صدر في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر.

الرقم 23.277 الغامض

تداول مناصرو ترامب رقم 23.277، وهو عدد الأصوات التي قيل إن بايدن حصل عليها بالإجماع في إحدى دفعات أوراق الاقتراع من فيلاديلفيا في ولاية بنسلفانيا. وقد أعاد دونالد ترامب الابن تغريد الادعاء.

الحقيقة: يضع أناس يقولون إنهم غير جمهوريين ولا ديمقراطيين علامات استفهام حول معقولية مثل هذا الادعاء.

الرقم بحد ذاته مصدره موقع صحافة البيانات والاستطلاعات FiveThirtyEight، والذي تعود ملكيته لشبكة ABC الإعلامية. وذكر الموقع أنه في تمام الساعة العاشرة من مساء الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر بتوقيت وسط أوروبا نُشرت نتيجة دفعتين من نتائج الاقتراع في ولاية بنسلفانيا، أحدهما من فيلاديلفيا ذهبت جمع أصواتها البالغ عددها 23.277 لجو بايدن.

وقد تواصلت DW مع الموقع المذكور لسؤاله عن مصدر الرقم، بيد أنها لم تتلق أي رد. الموقع المذكور أصدر توضيحاً على تويتر في تمام الساعة الثانية والنصف من صباح السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر بتوقيت وسط أوروبا جاء فيه: "في بعض الأحيان يدخل مسؤولو الانتخابات والعاملون على الاستطلاعات تحديثات لمرشح واحد في نفس الوقت عوضاً عن إدخال تحديثات كل المرشحين في نفس الوقت". ولم تتمكن DW من التأكد من صحة ما ذكره الموقع.

DW نظرت في الساعة الحادية عشر من قبل ظهر يوم الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر في نتائج كل مراكز الاقتراع التي أنهت الفرز والبالغ عددها 1665. في ثمانية من تلك المراكز حصل بايدن على كل الأصوات بما يقارب 1286. وعند النظر في المراكز الأربعة التي حصل بايدن فيها ومرشحون آخرون على كل الأصوات ولم يحصل ترامب على أي صوت فيها، نجد أنها 426. والرقم في أحسن أحواله يصل إلى 1712 صوتا، وهو بعيد عن 23.277.

أقلام خاصة تبطل ورقة الاقتراع

أعاد ابن ترامب، إيرك، تغريد ادعاء بأن أقلاما خاصة أعطيت لأنصار ترامب في ولاية أريزونا لملأ ورقة الاقتراع بما يجعل آلة الفرز لا يمكنها قراءة الورقة وبالتالي تصبح لاغية.

الحقيقة: نفى المسؤولون في ولاية أريزونا صحة تلك المزاعم. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن وزيرة خارجية الولاية قولها إن "المسؤولين اتخذوا على نحو خاص إجراءات لكي لا يتسبب الحبر بإبطال ورقة الاقتراع".

التصويت أكثر من مرة

أدعى محامي ترامب، رودي جولياني، يوم الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر في فيلادلفيا أنه "لا جمهوريا واحدا كان بوسعه النظر إلى تلك الصناديق، التي قد تكون قادمة من المريخ أو من لجنة الانتخابات التابعة للديمقراطيين أو تكون أصواتاً لموتى. المراقبون تم إبقائهم ما بين 6 و9 أمتار عن الصناديق. جو بايدن قد يكون صوت 50 مرة أو 5000 مرة".

الحقيقة: لم يقدم جولياني دليلاً على كلامه.

طُلب من المراقبين البقاء على مسافة 1.8 متر كإجراء احترازي لمنع انتشار فيروس كورونا، حسب موقع الانتخابات الخاص بولاية بنسلفانيا.  

وعلاوة على ذلك، ليصوت الناخب بالبريد يجب أن يكون مسجلاً بما يمنحه القدرة على التصويت مرة واحدة فقط لا غير. لا أحد يمكنه التصويت 50 أو 5000 مرة، لا جو بايدن ولا غيره.

البرفيسور جاستن ليفت من مدرسة القانون "Loyala Law School" في لوس أنجيلس وجد فقط 31 حالة تزوير في الانتخابات من عام 2000 وحتى عام 2014، والتي أدلي فيها بما يقارب مليار صوت: "التزوير في الواقع نادر جداً جداً جداً".

سام باكر، أوتى شتاينفير، يوشا فيبر/ خ.س