1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التمييز العنصري ظاهرة عالمية بأشكال متجددة

٢١ مارس ٢٠٠٦

اليوم العالمي لمكافحة التمييز العنصري يمر من دون اهتمام، على الرغم من وجود التمييز على وجود أساس العرق والدين. يبدو أن القوانين والتشريعات الموجودة فشلت في الحد من التمييز والعنصرية. هل تستطيع المبادرات الشعبية ذلك؟

العدالة لا تتحقق الا بالمساواةصورة من: bilderbox

قبل اكثر من أربعين عاماً أطلقت شرطة جنوب أفريقيا النار فقتلت 69 شخصا كانوا مشتركين في مظاهرة سلمية ضد قوانين المرور المفروضة من قبل نظام الفصل العنصري آنذاك في مدينة شاربفيل في جنوب أفريقيا. بعدها أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة المناسبة يوماً عالمياً تتضاعف فيه الجهود من أجل القضاء على جميع أشكال التمميز العنصري. إن مستوى التمييز على العرق ولون البشرة لا يزال يمثل "واقعاً يبعث على الحزن"، كما أفاد بيان صحفي مشترك لبعض المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان كمنظمة العفو الدولية وجمعية "المبادرة الشجاعة ."Aktion Courage والتقرير يطرح الكثير من التساؤلات عن أسباب وأشكال التمييز في ألمانيا اليوم. إن أكثر حالات التمييز العنصري الموجودة في أوروبا في وقتنا الحاضر تظهر بوضوح ازاء العمال المهاجرين في البلدان الأوروبية، إذ تتأثر بالسياسات الهادفة إلى تقليص أعدادهم من ناحية، وبتنامي موجة جديدة من العنصرية تحض على كراهية الأجانب. وقد تصل إلى حد استخدام العنف في التعامل مع المهاجرين وبخاصة من أصول عربية وأفريقية.

نوع جديد من التمييز

التمييز العنصري من أكبر العوائق أمام الاندماج في المجتمعصورة من: dpa

بعد فترة الحكم النازي في ألمانيا أصبح الحديث عن تمييز عنصري بسبب اللون والعرق من الأمور الحساسة جداً في المجتمع الالماني. ولكن اجتاحت ألمانيا في بداية التسعينات موجة عنف يمينية جديدة ظهرت في أماكن عدة مثل مولن وتسولنغن وروستوك. فهناك الكثير من الشكاوى عن مضايقات بسبب التمييز. يرى رالف- أريك بوسيلت من منظمة "مبادرة التخلص من التمييز"، الذي التقته دويتشه فيله، أن حالات التمييز الموجودة حالياً في ألمانيا ما هي إلا "سموماً من الماضي تناقلتها الأجيال". ويضيف بوسيلت أن التمييز اخذ أشكالاً جديدة مع مرور الوقت، فهناك اليوم تمييز يقوم على الديانة، لاسيما الديانة الاسلامية على وجه الخصوص. وتعد السياسة ووسائل الأعلام من المسببات الأولى لهذا النوع من التمييز، إذ أنها تبالغ كثيراً في طرح التساؤلات حول إمكانية التعايش مع المسلمين في المجتمعات الغربية. يقدم بوسيلت أمثلة على ذلك منها المناقشات داخل أروقة الاتحاد المسيحي الديمقراطي حول حملة لجمع التواقيع ضد انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. من الأمثلة الأخرى على ذلك "اختبار المواطنة" الذي تم إدخاله فعلاً في بعض الولايات الألمانية. الأمر الذي دفع الكثير من المنظمات والمبادرات المجتمعية الرافضة للعنصرية وللتميز إلى مطالبة الأحزاب السياسية بعدم استخدام مثل هذه المواضيع في حملاتها الانتخابية.

التمييز في ملاعب الكرة

اللاعب الكاميروني ايتوو صامويلصورة من: CAF

يبدو إن التمييز لم يقتصر عند حد معين، بل انتقل مؤخراً إلى ملاعب الكرة الأوروبية. فقد سجلت في الآونة الأخيرة الكثير من حالات الاعتداء ذات خلفية عنصرية في ساحات الكرة. انتشرت هذه الظاهرة في الملاعب الإيطالية، عندما حمل مشجعو نادي روما لافتات للنازيين الجدد وشعارات معادية للسامية أثناء احدى مباريات الدوري الإيطالي، الأمر الذي دفع إلى تشريع قانون لوقف المباريات التي يقوم فيها الجمهور برفع أو ترديد شعارات طائفية. ولكنها هذه الظاهرة لم تقتصر على إيطاليا، فقد انتشرت سريعاً الى أسبانيا، كان أخرها تعرض مهاجم نادي برشلونة صامويل ايتوو، كاميروني الأصل، للإساءة من قبل مشجعي ريال سرقسطة، الأمر الذي دفعه إلى محاولة ترك المباراة. وكرد فعل على ذلك صاغت الحكومة الأسبانية مسودة قانون يهدف إلى مكافحة العنصرية في كرة القدم وينص على فرض غرامات كبيرة وخصم نقاط وحتى هبوط الأندية التي ترتكب مخالفات صارخة في هذا الصدد.

مبادرات رافضة للتمييز

منظمة المبادرة الشجاعة تنشط في الكثير من المدارس الألمانيةصورة من: picture-alliance / dpa/dpaweb

بين الفينة والفينة تنطلق مبادرات أو تتشكل جمعيات جديدة ضد التمييز في المجتمع الألماني. من هذه الجمعيات مثلا جمعية "المبادرة الشجاعة" التي تركز عملها على تلاميذ المدارس الألمانية. تم تأسيس هذه الجمعية من قبل العديد من المجموعات والشخصيات المدافعة عن حقوق الإنسان والطبقات السياسية. وهي تتبنى المدارس التي تتمكن من جمع تواقيع ثلثي تلاميذها ومدرسيها، لتحصل بعد ذلك على لقب "مدرسة خالية من التمييز العنصري- مدرسة ذات مبادرة شجاعة"، لتحظى برعاية وتشجيع أحدى الشخصيات المشهورة. ومنذ ذلك الوقت انضمت إلى الجمعية أكثر من 230 مدرسة، وتقدمت مدارس أخرى كثيرة من الولايات التي تنشط فيها معاداة الأجانب بطلبات الى الجمعية. ولكن نشاطات الجمعية لا تلقى صداً في الولايات الألمانية الشرقية حيث التصرفات النابعة عن التميز والعنصرية ضد الأجانب على أشدها، كما تشير الإحصائيات المتعلقة بهذا الشأن. وقد تكون نسبة البطالة المرتفعة هناك من الأسباب المهمة لتزايد هذه الظاهرة هناك.

التمييز في المجتمعات العربية

بالرغم من محاولة معظم دساتير الدول العربية الإقرار والعمل على المساواة وعدم التمييز بين مواطنيها بسبب الجنس، إلا ان الهوة ما تزال واسعة بين واقع المرأة المعاش وبين الاعتراف بالحقوق. يبدو أن ظاهرة التمييز هذه لا تنطلق من التراكمات والممارسات الاجتماعية الخاطئة فحسب، بل تتعداها إلى الحكومات العربية نفسها، إذ ان نصف الحكومات العربية تقريباً لم تصدق بعد على اتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة. أما الدول التي صادقت عليها فقد قامت بوضع العديد من التحفظات عليها. أحد أشكال التمييز العنصري الأخرى داخل المجتمع العربي يتمثل في افتقار العمال المهاجرين في بلدان الخليج العربي الى الحماية القانونية الكاملة. فالعمالة المهاجرة في بلدان الخليج ما زالت تعاني من نظام الكفيل، الأمر الذي يحرمهم من حقوقهم الأساسية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW