التهابات وانتقال للأمراض.. ما مدى خطورة حلاقة شعر العانة؟
٢٧ يونيو ٢٠١٩
كما أن لحلاقة شعر العانة فوائد هناك أيضا مخاطر. فالحلاقة سواء باستخدام الشفرات أو حتى الأجهزة الحديثة يمكن أن تسبب أضرارا للشخص. وينصح باحثون مختصون بمراعاة أشياء معينة عند حلق شعر المناطق التناسلية.
إعلان
بشكل عام، من الواضح أن شعر العانة يؤدي وظيفة مهمة لجسمنا، فهو يعتبر حاجزا أمام الأجسام الغريبة والبكتيريا ومسببات الأمراض، بل وحتى الأوساخ. إنه مثلا يمنع الجراثيم من دخول المهبل وبذلك يحميه. وشعر العانة يمكنه أيضا تقليل خطر الإصابة بالتهابات مختلفة، كما يمنع وقوع احتكاك قوي أثناء العلاقة الحميمة، وبالتالي يمنع حدوث إصابات، لكن رغم ذلك فإن معظم الناس في ألمانيا يزيلون شعر العانة.
ووفقا لمجلة "fit FOR FUN" يحلق 67 في المائة من النساء شعر المنطقة التناسلية تماما، بينما 33 في المائة يحلقنه جزئيا. وبالنسبة للرجال، هناك 50 في المائة يزيلون شعر العانة كاملا بينما 39 في المائة يحلقونه جزئيا. وشفرات الحلاقة ما تزال الوسيلة الأكثر شعبية للتخلص من شعر العانة.
هذا ما قد تسببه حلاقة شعر العانة
وخلصت دراسة جديدة من كاليفورنيا إلى أن النساء اللاتي يحلقن شعر العانة بشكل منتظم، لديهن مخاطر أعلى للإصابة بفيروس هربس الأعضاء التناسلية والثآليل التناسلية أو فيروسات الورم الحُلَيمِيّ. ويقول طبيب الأمراض الجلدية البروفسور نوربرت بروكماير "نحن نعلم أن فيروس الورم الحُلَيمِيّ البشري- أي الفيروسات التي يمكن أن تسبب الثآليل في المنطقة التناسلية - تظهر بكثرة وبشكل متكرر".
ويتابع مدير مركز الصحة الجنسية في بوخوم "من خلال إزالة شعر العانة، تتوزع فيروسات الورم الحليمي، التي استقرت فيها، بطريقة أكثر سهولة. وهذا ينطبق بشكل خاص على عظم العانة، ومن هنا غالبا تتمدد رقعة ثآليل". ومع ذلك، فإن بروكماير لا يخشى من إمكانية انتقال أمراض تناسلية أخرى بسهولة أكبر.
أكبر المخاطر خلال إزالة شعر العانة هو احتمال أن تتسبب شفرات الحلاقة في حدوث جروح. لكن حتى عند إزالة الشعر باستخدام جهاز نتف الشعر "إيبلير"، فإن سحب الشعر من الجذر، يمكن أن يسبب التهابات. ويمكن ألا يخرج الشعر النامي من الجلد، وينمو في الاتجاه الخاطئ، أي للداخل. بعد ذلك يستمر في النمو تحت الجلد. ويتفاعل الجسم بعد ذلك من خلال الالتهابات، والتي يمكن أن تتطور في أسوأ الحالات إلى دمامل قيحية.
ويقول بروكماير إن مسببات المرض يمكن أن تؤدي إلى التهابات وتشكيل قيح "والتي تحدث غالبا عند منبت الشعر أي في المناطق التي يخرج الشعر عندها من الجلد، ويمكن أن يسبب ذلك بثورا والتهابات وقيحا في قنوات الشعر".
عند استخدام شفرات الحلاقة فإن أهم شيء هو أن تستخدم بحذر وأن تكون ملطفة للبشرة قدر الإمكان "وفي النهاية يجب وضع كريم على البشرة حتى لا تجف، وعند حلاقة شعر المناطق التناسلية ينبغي الانتظار حتى يومين قبل القيام بالعلاقة الحميمة مرة أخرى"، ينصح بروكماير. وفي هذه الحالة فإن الجروح الصغيرة تلتأم لدرجة أن "خطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، لا يصبح كبيرا بشكل خاص" حسب بروكماير.
حماية ضد غزاة مقززين
غير أن حلاقة العانة لها أيضا مزايا. فقمل العانة أو طفيليات العانة المقززة تستقر في المنطقة التناسلية للإنسان. إنها ليست نادرة كما يعتقد. وتتغذى الطفيليات على دم الشخص وتكون ما يعرف بصيبان الشعر، وأماكن وضع البيض.
ويقول بروكماير إن حلاقة شعر المناطق الحساسة يجعل من الصعب أو حتى من المستحيل أن يستقر القمل في منطقة الأعضاء التناسلية. "الشعر الذي يحتاجه القمل ليتكاثر لا يكون موجودا، وبهذا يحرم القمل من مقومه الأساسي، وينتقل القمل عن طريق الاتصال الجسدي الوثيق، على سبيل المثال أثناء الجماع".
حلاقة المناطق الحساسة ليست من اختراعات العصر الحديث، فحتى المصريين القدماء كانوا يزيلون شعر المناطق التناسلية مستخدمين شمع العسل أو شفرات من البرونز. وكذلك كان الرومان يعتبرون أن الجلد الخالي من الشعر هو علامة على الجمال. وكانت نساء الرومان يستخدمن حَجَرُ الخَفّافِ لإزالة الشعر.
غودرون هايزه/ ص.ش
"أُمِّ قِرْفَةَ".. ضحية لوصفات الطب التقليدي والعجز الجنسي
على الرغم من أن حراشفه المتقرنة تحميه من أعدائه في الطبيعة، إلا أنها تجذب إليه الصيادين من البشر، الذين يتاجرون بحيوان "أُمِّ قِرْفَةَ" أو "آكل النمل الحرشفي"، بشكل جعله مهدداً بالانقراض.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Firdia Lisnawati
"أمْنَعُ مِنْ أُمِّ قِرْفَةَ"
حراشفه جعلته مضرباً للأمثال، حتى أن العرب قالوا قديماً: "أمْنَعُ مِنْ أُمِّ قِرْفَةَ" للدلالة على حسن التحصن والقوة. لكن يبدو أن الحراشف الحامية لأم قِرْفَةَ، المسمى أيضاً بـ "آكل النمل الحرشفي"، لم تمنع الإفراط في صيده لدرجة أنه بات على وشك على الانقراض. وتوجد 8 أنواع من هذا الحيوان في العالم، وهو من الثدييات. تعيش أربعة منها في جنوب إفريقيا، والأربعة الأخرى في آسيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Lalit
الضحية الأولى
يؤكد خبراء البيئة وحماية الحيوان أن "أُمِّ قِرْفَةَ"، المسمى أيضاً بـ "آكل النمل الحرشفي"، تأتي على رأس قائمة الحيوانات التي تتم المتاجرة بها بشكل غير قانوني. ويوضحون أنه في العقد الماضي وحده تم اصطياد أكثر من مليون حيوان منه وبيعه بشكل غير قانوني.
صورة من: picture-alliance/Zuma/I. Damanik
حظر دولي
برغم حظر دولي للمتاجرة بأُمِّ قِرْفَةَ لكن واقع هذا الحيوان مرير للغاية، إذ تكتشف منظمة حماية البيئة WWF سنوياً نحو 200 ألف حيوان خلال التهريب، لكن العدد الحقيقي للحيوانات المُهربَة يبقى غير معروف. في 2017 ضُبط في أسواق إندونيسيا السوداء وحدها عدد هائل من حيوانات أُمِّ قِرْفَةَ مُعدة للتهريب بقيمة 1.5 مليون دولار أمريكي.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Elkareem
علاجات تقليدية
ما يجذب الصيادون إليه حراشفه التي تدخل في وصفات علاجية تقليدية في آسيا وإفريقيا، إذ يعتقد السكان هناك أنها تساعد غي معالجة الحمى ولها تأثير مطهر، وتدر الحليب من الأمهات الشابات، إضافة رفع القدرة الجنسية. لكن الحقيقة العلمية تقول إن هذه الحراشف تشبه تماماً الأظافر البشرية، فكلاهما مكون من الكيراتين.
صورة من: Getty Images/AFP/Wahyudi
وجبة شهية!
وليست الحراشف وحدها ما تجعله ضحية الصيد الجائر، فرغم اختلاف العادات الغذائية بين سكان دول غرب إفريقيا والصين وبعض دول جنوب شرق آسيا، إلا أن الكثير منهم يجدون في لحم هذا الحيوان المهدد بالانقراض وجبة شهية!
صورة من: picture-alliance/dpa/Traffic
تجارة دولية
مؤخراً تمكنت السلطات الماليزية من مصادرة نحو 30 طناً من لحوم هذا الحيوان وحراشفه. واكتشف المحققون قرابة 1800 صندوق تحتوي لحم أُمِّ قِرْفَةَ المجمد، و61 حيواناً حياً. وفي فيتنام (كما يظهر في الصورة)، وهونغ كونغ وأوغندا تم خلال الأسابيع الماضية اكتشاف 10 أطنان من اللحوم المهربة.
صورة من: picture-alliance/Save Vietnam’s Wildlife
حماية غير كافية
وعند شعور هذا الحيوان بالخطر فإنه يلتف على نفسه مبرزاً حراشفه بحافاتها الحادة إلى الخارج في استراتيجية دفاعية مثالية أمام الحيوانات المفترسة. لكن الاستراتيجية تجعل من أم قرفة صيداً سهلاً للصيادين من البشر الذي يمسكون بها دون أدنى مشكلة أو مطاردة.
صورة من: picture-alliance/imagebroker/N. Dennis
حركية محدودة
وتعيش أُمِّ قِرْفَةَ على الأرض أو أغصان الأشجار وتنشط ليلاً. وغالباً ما تتنقل على الأرض بتثاقل رافعة أطرافها الأمامية مثل الكنغر وتستخدمها للارتكاز والتوازن. وتختلف القائمتان الأماميتان لهذا الحيوان عن بقية الثدييات بسبب الحراشف.
صورة من: picture-alliance/Photoshot
قدرة فائقة
يقتات هذا النوع من الحيوانات في المقام الأول على النمل والأَرَضَة، ويحدد مكان فريسته من خلال حاستي الشم والسمع الفائقتين. ومن أجل الوصول إلى مستعمراتها فإنه يستخدم مخالبه وبوزه الذي يشبه الأنبوب وفكه الخالي من الأسنان، ولسانه اللزج البالغ طوله نحو 70 سم.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Rahman
أشهر طويلة من الرعاية
لا تعيش أُمِّ قِرْفَةَ في مجموعات بل هي حيوانات منفردة ولا تلتقي إلا في وقت التزاوج. وتنجب الأنثى بعد 140 يوماً من التلقيح. وتُولد الصغار بحراشفها لكنها تكون لينة عن الولادة وتتصلب بعد أيام قليلة. وتتشبث الصغار على ذيل الأم التي تتولى رعاية صغيرها لأشهر طويلة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Firdia Lisnawati
نحو ضوابط صارمة
قبل نحو عامين أُدرجت جميع الأنواع الثمانية لحيوان أُمِّ قِرْفَةَ في "أعلى مستوى حماية" على قائمة منظمة حماية الأنواع CIT في واشنطن. ومنذ ذلك الحين تم حظر التجارة الدولية بهذا الحيوان. لكن هذا الإجراء لم يغير من الواقع المرير لهذا الحيوان، فالطلب عليه لا يتوقف والتجارة مربحة للغاية. وقد يمكن حمايته بالعقوبات الجنائية وبث الوعي العام لحمايته من الانقراض. ألكسندر فرويند/ ع.غ