"التوأم الخالدي".. الوجه الآخر لغزة بعيداً عن الحرب والحصار
٢٤ مارس ٢٠١٨
يرتبط اسم غزة في الإعلام بالصراع والحرب وتعقيدات السياسة. شابتان من غزة أطلقتا قناة على موقع اليوتيوب. كيف ولد المشروع وما الجديد فيه؟ وما هي ردود الفعل عليه؟ وما الرسالة المراد إيصالها؟
إعلان
يرى الكثير من المتابعين الخارجيين غزة مجرد ساحة صراع وحرب، إلا أن بعض الشباب يؤمن بأن لغزة وجه آخر جميل يتعين أن يراه العالم وأن يتعرف عليه، وأن الحرب ليست المصطلح الوحيد الذي يجب أن يقفز إلى الأذهان عند ذكر اسم غزة.
بابتسامة جميلة وعيون فيها أمل تتجول أسماء وسجى الخالدي (21 عاماً) في أرجاء مدينة غزة. طالبتا الهندسة المعمارية على قناعة تامة أن في كل زاوية من غزة قصة جميلة تستحق أن تروى للعالم. تحمل واحدة منهما الكاميرا والأخرى تروي القصة بكلمات بسيطة ومشوقة باللغة الإنجليزية.
في البدء كانت الفكرة
لم تولد الفكرة بين ليلة وضحاها، واستغرق الأمر "سنة من التفكير والدراسة" تروي أسماء لـ DW عربية وتتابع: "قبل إنتاج الفيديوهات كنا نكتب مقالات باللغة الإنجليزية ونرفق معها صور فوتوغرافية من تصويرنا"، مضيفة أنهما بدأتا بالكتابة بعد الحرب الأخيرة عام 2014. وكان هم الشابتين هو نقل القصص الإنسانية، التي "همشها" الإعلام، أكثر من الإخبارية والسياسية، على حد تعبيرهما.
كانت البداية مع أول فيديو في أيلول/سبتمبر 2016 عن أجواء عيد الأضحى. توضح أسماء ذلك لـ DW عربية قائلة: "قوبل فيديو أجواء عيد الأضحى بإعجاب كبير داخل غزة وخارجها. ومن ثم بدأنا بإنتاج فيديو واحد شهرياً على قناة اليوتيوب". وتحمل قناتهما على اليوتيوب اسم "Khaldi Twins" وتحت الاسم عبارة: "من غزة إلى العالم".
الدعم وردود الفعل
استعارت الشابتان معدات تصوير الفيديوهات من زملاء لهما. وبعد ذلك جاء الدعم من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، سجى تشرح DW عربية أكثر: "أطلقنا حملة على مواقع التواصل في الصيف الماضي وحصلنا على تمويل جماعي من متابعينا لشراء المعدات الخاصة بنا".
أما عن الدعم المعنوي فتقول سجى: "بعد أول فيديو شجعنا الأهل والأصدقاء والمعارف على مواصلة إنتاج الفيديوهات". ومن ثم لقيت الشابتان تشجيعاً من "خارج" غزة: "أخذ الناس بالتعرف على الجانب الآخر لغزة". ولكن الأمور ليست كلها وردية: "تصلنا تعليقات منتقدة وسلبية من بعض المتابعين وشتائم كثيرة. غير أن معظم التفاعل جاء مشجعاً" كما تخبرنا سجى.
والدة التوأم سناء العبسي (45 عاماً) كانت معارضة للفكرة لأنها "خشيت" أن يؤثر ذلك على دراستهما، لكن بعد لمست ردود الفعل الإيجابية "غيرت" رأيها. وتتابع لـ DW عربية حديثها: "النجاح في الموهبة والدراسة معاً يكون له مردود جيد جداً على حياتهما".
"وصلت" الرسالة
تواجه الشابتان عقبات خلال إعداد الفيديو من بينها انقطاع الكهرباء، مما يعرقل إنهاء إنتاج الفيديو، بالإضافة إلى الأحداث السياسية الطارئة.
وفي نهاية الحديث ذكرت سجى النجاحات التي حققتها مع أسماء من خلال المشروع قائلة: "نجحنا في الوصول إلى عدد كبير من المتابعين في الخارج للتعريف بالوجوه العديدة الجميلة لغزة وبعاداتها وتراثها. سنستمر في إيصال الرسالة للعالم إلى أن يعرف الجميع أن غزة مدينة سلام".
بدوره تحدث خالد صافي خبير الإعلام الاجتماعي مع DW عربية عن أسباب اتجاه الشباب في غزة لمواقع التواصل الاجتماعي: "إنه نوع من تحقيق الذات وكسبيل لتحقيق دخل مادي". وعن دوره الداعم كخبير في هذا المجال: "نحن نقوم بتوعية الشباب على كيفية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بصورة جديدة ومميزة واستغلالها لإظهار غزة بحياتها المختلفة عن الحرب والدمار للعالم".
رويدا عامر-غزة
30 عاماً على تأسيس حماس- بين العمل العسكري ودهاليز السياسة
في مثل هذا اليوم قبل ثلاثين عاماً، أعلنت "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) انطلاقتها. ما خلفيات وإرهاصات التأسيس؟ وما أهم المفاصل التاريخية التي مرت بها الحركة؟ وما أهم ما يميز علاقتها مع الإقليم والعالم؟
صورة من: Getty Images/AFP/M. Abed
الجذور والتأسيس
تُعرّف "حركة المقاومة الإسلامية"، المعروفة اختصاراً بـ"حماس"، عن نفسها بأنها "جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين". في 14 كانون الأول/ديسمبر 1987 اجتمعت شخصيات، من أبرزها أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، وأعلنت عن تأسيس الحركة. جاء ذلك الإعلان بعد أسبوع على اندلاع "الانتفاضة الفلسطينية الأولى".
صورة من: Getty Images/AFP/E. Baitel
الميثاق
في 18 آب/أغسطس 1988 صدر "ميثاق حماس" محدداً هوية وأهداف الحركة. وصف الميثاق الصراع مع إسرائيل على أنه "ديني" ودعا "إلى تدمير إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية على كامل فلسطين التاريخية".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Saber
ضد اتفاقات أوسلو
في 14 أيلول/سبتمبر من عام 1993 وبعد يوم من توقيع اتفاقات أوسلو للحكم الذاتي بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، خرج 300 شخص من حماس للتظاهر ضد الاتفاق داعين إلى مواصلة مهاجمة الجيش الإسرائيلي. وفي ذات اليوم، نفذت حماس أول تفجير انتحاري في قطاع غزة.
صورة من: picture-alliance/CPA Media
الفوز في انتخابات 2006
قاطعت حماس انتخابات الحكم الذاتي الفلسطيني في عام 1996 لأنها منبثقة من "اتفاقات أوسلو" حسب ما أعلنت الحركة آنذاك، غير أنها عادت وشاركت في انتخابات 2006 وحققت فوزاً ساحقاً على حساب حركة "فتح".
صورة من: AP
الانقسام والسيطرة على غزة
في 15 من حزيران/يونيو 2007، عقب اندلاع معارك عنيفة أدت إلى مقتل مئات الفلسطينيين بين أفراد القوى الأمنية التابعة لحركتي حماس وفتح سيطرت "حماس" على القطاع وطردت الكوادر الفتحاوية وقواها الأمنية من القطاع.
صورة من: picture-alliance/Zumapress
الاتحاد الأوروبي يصنفها بـ "الإرهابية"
في 26 تموز/يوليو 2017 أيدت "محكمة العدل الأوروبية" قراراً صادراً عن "المجلس الأوروبي" بإبقاء الحركة على لائحة الاتحاد الأوروبي "للإرهاب". وكان الاتحاد الأوروبي قد أدرج حماس لأول مرة على قائمته للمنظمات الإرهابية أواخر عام 2001 على خلفيات تنفيذها عمليات "انتحارية".
صورة من: picture alliance/dpa/J. Kalaene
اغتيالات
في 22 آذار/مارس 2004، قامت إسرائيل باغتيال الزعيم الروحي للحركة أحمد ياسين. وبعد أقل من شهر، تم اغتيال خليفته عبد العزيز الرنتيسي. وقبلها بعامين اغتالت إسرائيل القائد العسكري في الحركة ومؤسس جناحها العسكري "كتائب عز الدين القسام" صلاح شحادة. كما كانت عمليات الاغتيال قد طالت أعضاء بارزين في الحركة كيحيى عياش وغيره.
صورة من: AP
حروب مع إسرائيل
في 12 أيلول/سبتمبر 2005، انسحب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة بقرار أحادي الجانب. وخاضت الحركة وفصائل فلسطينية أخرى عدة حروب مع إسرائيل أبرزها في الأعوام 2008 و2009 و2012 و2014.
صورة من: picture-alliance/dpa
"وثيقة سياسية جديدة"
في الأول من أيار/مايو 2017، أعلنت الحركة من الدوحة عن تعديلات على برنامجها السياسي وافقت بموجبها على إقامة دولة فلسطينية بحدود عام 1967، مؤكدة أن الصراع "سياسي" وليس "دينياً" وبقبولها بفكرة إقامة الدولة الفلسطينية على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. من جانبها رفضت إسرائيل التعديلات قائلة إن حماس "تحاول خداع العالم".
صورة من: Reuters/N. Zeitoon
المصالحة مع "فتح"
في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2017 وقعت حركتا فتح وحماس في مقر "المخابرات العامة المصرية" في القاهرة على اتفاق المصالحة بهدف إنهاء عقد من الانقسامات بين الطرفين. واتفق الطرفان على أن تتسلم السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة الخاضع حالياً لسلطة حركة حماس، بحلول الأول من كانون الأول/ديسمبر "كحد أقصى". وقبل أيام فشلت الحركتان في الالتزام بذلك الموعد وتبادلتا الاتهامات بالمسؤولية عن ذلك.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
علاقات متميزة مع إيران وتركيا وقطر وحزب الله
تقدم إيران مختلف أشكال الدعم السياسي والمالي والعسكري لحركة حماس. كما تقيم الحركة علاقات وطيدة وتنسيق عالي المستوى مع حزب الله. وبالمثل وعلى خلفيته الإسلامية يقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساندة ودعماً للحركة على عدة أصعدة. وبالمثل تفعل قطر التي زار أميرها السابق حمد بن خليفة قطاع غزة في عام 2012.
صورة من: AP
علاقة متوترة مع مصر والسعودية والإمارات
تقدم السعودية ومصر والإمارات وباقي دول الخليج دعماً للسلطة الفلسطينية، في حين تتسم علاقاتها بحركة حماس بالتوتر. وقد ازدادت العلاقات توتراً في السنوات الاخيرة على خلفية صراع السعودية مع الإخوان في مصر وباقي الدول العربية. كما أدت الأزمة الخليجية الأخيرة إلى صب مزيد من الزيت على النار.
صورة من: AP
حماس تتوعد بإسقاط قرار ترامب بشأن القدس
حماس مدرجة على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية. واليوم (14 كانون الأول/ديسمبر 2017) قال رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، خلال مهرجان جماهيري نظمته الحركة في الذكرى السنوية 30 لانطلاقتها في غزة: "سنسقط قرار ترامب مرة وإلى الأبد".
خ.س