فيما لوح الاتحاد الأوروبي بعقوبات ضد تركيا على خلفية النزاع بينها وبين اليونان، طالبت أنقرة التكتل بـ"التصرف بمسؤولية والتحلي بالإنصاف والحيادية والموضوعية"، وتجنب التصريحات الاستفزازية.
إعلان
أعلن وزير الخارجية الفرنسي اليوم الأحد (6 سبتمبر/ أيلول 2020) أن المجلس الأوروبي المقرر عقده في نهاية أيلول/سبتمبر، سيخصص في المقام الأول للمسألة التركية والتوتر في شرق البحر المتوسط، وبخاصة درس فرض عقوبات على أنقرة.
وتشهد علاقات عدة دول في الاتحاد الأوروبي وفي مقدمتها فرنسا مع تركيا توترا شديدا وخاصة حول القضية الليبية ومسألة الهجرة فضلا عن احتياطيات الأمن والغاز في شرق البحر المتوسط، حيث تتهم أنقرة باتباع سياسة توسعية.
وأوضح وزير الخارجية الفرنسي "نقول لتركيا: من الآن وحتى عقد المجلس الأوروبي يجب إبداء القدرة على مناقشة شرق المتوسط أولاً"، مضيفا أن "أمر مناقشة هذه المسألة يعود للأتراك (...). هذا ممكن!". وقال "حينها، ندخل في مرحلة فعالة حول جميع المشاكل المطروحة".
وأصبح الوضع متقلبا بشكل خاص في المنطقة بعد شهر من التصعيد الذي بدأ في 10 آب/أغسطس عندما أرسلت تركيا سفينة المسح الزلزالي إلى المياه التي تطالب بها أثينا.
وعززت فرنسا وجودها العسكري في شرق البحر المتوسط في نهاية آب/أغسطس، في إشارة إلى دعم شريكها اليوناني داخل الاتحاد الأوروبي. وتتبادل العاصمتان منذ أشهر الاتهامات.
ورفض لودريان تحديد طبيعة هذه العقوبات المحتملة. وأكد أن "هناك سلسلة كاملة من الإجراءات التي يمكن اتخاذها. لسنا عاجزين على الإطلاق وهو يعرف ذلك جيدًا".
لكنه ألمح إلى مجموعة من العقوبات الاقتصادية، متهماً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخلق "جو إسلامي-قومي" يهدف إلى "إخفاء حقيقة الوضع الاقتصادي" في تركيا.
سياسة العصا والجزرة
ويعقد المجلس الأوروبي الذي يضم رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي اجتماعا يومي 24 و 25 أيلول/سبتمبر الجاري.
وفي نفس السياق ذكرت وكالة سي.إن.إن ترك أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ناقش اليوم الأحد مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل التطورات في شرق البحر المتوسط. ولم يرد تأكيد رسمي للمحادثات.
وقال ميشيل يوم الجمعة إن زعماء الاتحاد الأوروبي سيتخذون قرارا بشأن نهج "العصا والجزرة" مع تركيا عندما يلتقون يومي 24 و25 سبتمبر أيلول. واقترح ميشيل عقد مؤتمر لتخفيف حدة التوتر في شرق البحر المتوسط.
وفي نهاية شهر أغسطس الماضي قال دبلوماسي كبير بالاتحاد الأوروبي، مشترطا عدم نشر هويته، "كما توجد عصا (العقوبات) سيكون هناك جزر لجعل تركيا تنخرط بجدية في حوار. هذا الجزر قد يكون إحراز تقدم على صعيد اتحاد جمركي جديد ومزيد من الأموال لبرنامج الاجئين.
من جانبه قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن التصريحات الاستفزازية والخطوات التي يتخذها الساسة الأوروبيون في القضايا الإقليمية لن تساعد على التوصل لحل.
ونقل مكتب أردوغان عنه قوله لرئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل اليوم الأحد " إن تصرف الاتحاد الأوروبي في شرق البحر المتوسط سيكون اختبارا للصدق من منطلق القانون الدولي والسلام الإقليمي". وحسب مكتب الرئاسة التركية "دعا الرئيس أردوغان مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء إلى التصرف بمسؤولية والتحلي بالإنصاف والحيادية والموضوعية في كل القضايا الإقليمية لا سيما شرق المتوسط".
تحفل منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط بعدد غير قليل من حقول الغاز الطبيعي بعضها يعد الأكبر في العالم من حيث التوقعات بحجم الغاز الذي يمكن استخراجه منها. فما هي أهم خطوط الغاز في هذه المنطقة؟
صورة من: picture-alliance/dpa/
1- خط الغاز القطري - التركي
تمتلك قطر ثالث أكبر احتياطي للغاز في العالم (نحو14 بالمئة من الاحتياطي العالمي) وتعتزم قطر نقل الغاز إلى تركيا عبر خط أنابيب يمر عبر السعودية وسوريا ومنها إلى تركيا التي ستتولى توزيعه إلى أوروبا.
صورة من: picture-alliance/Construction Photography/Photoshot
1- خط الغاز القطري - التركي
وترجع أهمية هذا الخط إلى أن روسيا لن تصبح مصدر الغاز الوحيد لأوروبا. ويربط كثير من الخبراء والمحللين الأزمة الخليجية الأخيرة مع قطر بأطماع في ثرواتها الهائلة من الغاز.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/V. Salemi
2 - خط غاز شرق المتوسط
تم إنشاؤه في البداية لنقل الغاز الطبيعي المصري من العريش بمصر إلى عسقلان بإسرائيل داخل المياه الإقليمية المصرية ثم الإسرائيلية في البحر المتوسط بطول 100 كم. وكانت إسرائيل تتسلم الغاز المصري بأسعار تفضيلية. تعرض الخط لعشرات العمليات التخريبية ما كلف مصر مبالغ طائلة.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/STR.
2- خط غاز شركة شرق المتوسط
لكن شركات ديليك دريلينج الإسرائيلية ونوبل إنرجي (مقرها تكساس) وغاز الشرق المصرية اعلنت التوصل لاتفاق لشراء حصة من شركة غاز شرق المتوسط نسبتها 39 بالمئة من الأسهم مقابل 518 مليون دولار، وهي صفقة ستمكن إسرائيل من توريد 64 مليار متر مكعب من الغاز إلى مصرعلى مدى عشر سنوات من حقلي تمار ولوثيان البحريين الإسرائيليين في إطار اتفاق التصدير الموقع سلفاً بين البلدين.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/K. Elfiqi
3- خط الأنابيب الإسرائيلي - الأوروبي
أعلنت حكومات أوروبية وحكومة إسرائيل دعمها لإنشاء مشروع خط أنابيب بالبحر المتوسط لنقل الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى أوروبا وحددت موعداً مستهدفا لاستكماله في عام 2025. ويهدف خط الأنابيب الذي يمتد لمسافة 200 كيلومتر إلى ربط حقول الغاز قبالة سواحل إسرائيل وقبرص باليونان وربما إيطاليا بتكلفة تصل إلي ستة مليارات يورو (6.4 مليار دولار).
صورة من: picture-alliance/dpa/
4 - خط الغاز المصري - القبرصي
وقعت قبرص ومصر اتفاقاً يمهد الطريق لإنشاء أول خط أنابيب تحت المياه في البحر الأبيض المتوسط لنقل الغاز الطبيعي من قبرص إلى الأراضي المصرية لاسالته في المحات المصرية تمهيداً لإعادة تصديره الى أوروبا. وفق الاتفاق سيتم نقل الغاز من حقل "أفروديت" القبرصي إلى مصر ما يفتح الباب أمام جذب استثمارات بمليارات الدولارات للبنية التحتية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Saipem
5 - خط الغاز الأردني - الإسرائيلي
وقعت شركة الكهرباء الوطنية الأردنية ووزارة الطاقة مع إسرائيل وشركة "نوبل إنيريجي" اتفاقا يقضي باستيراد عمان للغاز الإسرائيلي المستخرج من حقل ليفياثان، وهو الاتفاق المعطل حتى اليوم بسبب الرفض الواسع من النقابات والأحزاب والمبادرات الأردنية سواء لأسباب سياسية أو بيئية. من المقرر أن يبلغ طول خط الأنابيب نحو64 كيلومتراً على أن يبدأ استقبال أولى دفعات الغاز الإسرائيلي بنهاية عام 2019 ولمدة 15 عاماً.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/STR.
انفوغرافيك لخطوط الغاز الطبيعي في المنطقة
يوضح الانفوغرافيك أهم خطوط الغاز الطبيعي في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، بعضها يعمل بالفعل والبعض الآخر قيد الإنشاء. ومع تزايد عدد اكتشافات حقول الغاز الطبيعي في المنطقة تعاظمت أهميته وأثره على العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول.