التوصل لاتفاق هدنة جديد وإجلاء المدنيين والمقاتلين من حلب
١٤ ديسمبر ٢٠١٦
أكد فصيلان بالمعارضة السورية إن اتفاقا لوقف إطلاق النار في حلب تم تفعيله من جديد وإن عملية إجلاء المدنيين من مشرق المدينة ستبدأ بعد ساعات مقابل عمليات إجلاء من بلدتين تحاصرهما قوات المعارضة في إدلب.
إعلان
قال مسؤولون بالمعارضة السورية اليوم الأربعاء (14 ديسمبر/ كانون الأول 2016) إن اتفاقا لوقف إطلاق النار في حلب عاد إلى مساره وإن تنفيذه، بما في ذلك الإجلاء من آخر المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب، سيبدأ خلال ساعات.
وقال عبد السلام عبد الرزاق المتحدث العسكري لجماعة نور الدين الزنكي لرويترز إنه جرى التوصل إلى اتفاق وسيبدأ تنفيذه خلال الساعات المقبلة. وأضاف أن الاتفاق يشمل أيضا إجلاء أشخاص من قريتين تحاصرهما قوات المعارضة في محافظة إدلب وهو شرط وضعه الجانب الحكومي لإبرام اتفاق الهدنة الذي تعثر اليوم وسط قتال شديد في حلب ليُستأنف العمل به من جديد.
وأكد مسؤول في تحالف عسكري موال لدمشق أن اتفاق الهدنة سار وأن نحو 15 ألف شخص سيغادرون قريتي الفوعة وكفريا مقابل خروج المسلحين وأسرهم وأي شخص يريد المغادرة من المدنيين من حلب. وأضاف أنهم سيتوجهون إلى محافظة إدلب.
وقال مسؤول بالجبهة الشامية إن التنفيذ سيبدأ في الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (اي الرابعة صباحا بتوقيت غرينتش) غدا الخميس. وذكر مسؤول ثان بالجبهة الشامية أن التنفيذ سيشمل إجلاء مقاتلي المعارضة والمدنيين من الأحياء المتبقية تحت سيطرة المعارضة في حلب مقابل إجلاء الأشخاص من الفوعة وكفريا.
وكانت المتحدثة الرسمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنجي صدقي قد ناشدت في مقابلة مع DW عربية ضمن برنامج مسائية الإخباري جميع الأطراف للتوصل لاتفاق في أقرب وقت لإنقاذ حياة المدنيين. وقالت المتحدثة إن المدنيين في بعض أحياء شرق حلب ليست لديهم أي أماكن آمنة يذهبون إليها. وأشارت صدقي بالخصوص إلى النقض الشديد في المواد الغذائية والرعاية الصحية.
في غضون ذلك أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الأربعاء عن لقاء تركي إيراني روسي بموسكو بخصوص سوريا في السابع والعشرين من الشهر الجاري. وقال جاويش أوغلو "نبذل جهوداً لتحقيق وقف إطلاق نار في عموم سوريا واستئناف المفاوضات بخصوص الحل السياسي".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان قد أكدا في اتصال هاتفي اليوم الأربعاء على ضرورة التطبيق التام للتفاهم بخصوص وقف إطلاق النار الجزئي في حلب، الذي تم التوصل إليه، مساء أمس، ومنع انتهاكه.
يذكر أن اتفاقا تركيا روسيا أعلن أمس الثلاثاء بشأن وقف إطلاق النار في حلب قد انهار. وكان الاتفاق يهدف لإجلاء المدنيين وخروج أفراد المعارضة المسلحة من أحياء حلب الشرقية .
ي.ب/ أ.ح (ا ف ب، رويترز، د ب أ)
معركة حلب.. ساعات أخيرة مليئة بالمآسي
بعد معارك عنيفة وغارات جوية كثيفة على شرقي حلب، استطاعت قوات النظام والميليشيات المتحالفة معه السيطرة على معظم الأحياء التي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة. وسبق المعارك حصار شديد لتلك الأحياء وتفاقم الكارثة الإنسانية.
صورة من: Getty Images/AFP/Stringer
مع اشتداد حدة المعارك والقصف الجوي والمدفعي بعد حصار خانق، حاول المدنيون الهروب من أحياء شرقي حلب باتجاه مناطق أخرى في المدينة أكثر أمنا.
صورة من: Reuters/A. Ismail
معظم المحاصرين في شرقي حلب كانوا من الأطفال والنساء، اضطروا للسير على الأقدام ولمسافات طويلة تحت القصف المتواصل والطقس السيء للوصول إلى منطقة آمنة.
صورة من: Getty Images/AFP/Stringer
المدنيون في شرقي حلب يعانون من الحصار الخانق المفروض على المدينة ويحاولون النجاة والهروب بكل وسيلة ممكنة وحمل ما يمكن أن يبقيهم على قيد الحياة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الكثير من الأسر فقدت معيلها وتحاول كل أم مثل هذه إنقاذ أطفالها من براثن الموت واللجوء معهم إلى مكان يقيهم وابل الرصاص والقذائف الذي يتعرض له من بقي في شرقي حلب.
صورة من: Getty Images/AFP/Stringer
سبقت العمليات البرية لقوات النظام وحلفائه في شرقي حلب، قصف مكثف ومتواصل لأيام عديدة دمرت ما تبقى من مستشفيات ومرافق صحية، فاضطر الناس إلى معالجة جرحاهم مثل حال هذه العائلة مع طفلها، في الشارع.
صورة من: Reuters/A. Ismail
يعاني الكثير من الأطفال في حلب من صدمة نفسية وذهول نتيجة القصف والمعارك ورؤيتهم الموت والقتل أمام أعينهم، وباتوا بحاجة إلى معالجة نفسية أيضا.
صورة من: REUTERS/A. Ismail
بعد ضغط من المجتمع الدولي على روسيا والنظام السوري، توصلت موسكو إلى اتفاق مع تركيا لإجلاء من تبقى من المدنيين في شرقي حلب. لكن الاتفاق لم ينفذ وتجددت المعارك والقصف وبقيت الباصات فارغة تنتظر السماح لها بالدخول شرقي حلب وإجلاء المدنيين.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
قبل المعارك والعمليات والقصف الجوي، تم فرض حصار خانق على شرقي حلب فاقم معاناة المدنيين وبات الوضع الإنساني كارثيا مع عدم السماح بدخول المواد الإغاثية ولاسيما الأدوية والأغذية إلى الأحياء المحاصرة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
حل الدمار والخراب في الأحياء التي كانت تحت سيطرة المعارضة نتيجة المعارك والقصف والغارات الجوية، وتحول الجزء الشرقي من المدينة إلى أنقاض.
صورة من: picture-alliance/dpa/TASS/T. Abdullayev
قبل بدء الأزمة السورية والحرب قبل نحو ست سنوات، كانت حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا ويبلغ عدد سكانها نحو 4,5 مليون نسمة وتم اختيارها عام 2006 عاصمة للثقافة الإسلامية.