1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"التوصيف وسلطة اللغة" ـ نقاش في منتدى DW حول تغطية حرب غزة

كريستوف هاسلباخ
٢٠ يونيو ٢٠٢٤

حضرت التغطية الصحفية للصراع بين إسرائيل وحماس في "منتدى الإعلام العالمي"، الذي تنظمه سنوياً مؤسسة DW الإعلامية. ولكن ماذا عن تغطية DW نفسها؟ وهل هناك فرق في التغطية بين الإعلام الألماني وبين الإعلام الأمريكي والبريطاني؟

حاز الصراع الدائر في الشرق الأوسط على اهتمام في "منتدى الإعلام العالمي"
حاز الصراع الدائر في الشرق الأوسط على اهتمام في "منتدى الإعلام العالمي"صورة من: Philipp Böll/DW

قد تكون القضية الأكثر سخونة بالنسبة للصحفيين في الوقت الراهن: كيف ينبغي تناول وتغطية الحرب في غزة والصراع في الشرق الأوسط؟ الصراع لا يؤدي إلى استقطاب في المنطقة فحسب، بل وصل إلى شوارع المدن الغربية وجامعاتها.

كان عنوان النقاش في اليوم الثاني من منتدى DW الإعلامي العالمي  في بون: "محاولة أن يكون الصحفي موضوعياً ولكن دون أن يتخلى عن مشاعره، واستخدام التوصيف الصحيح للصراع الشرق الأوسط".

المشاركون: ندى بشير من شبكة "سي إن إن" الأمريكية، التي قدمت تقارير عن الحرب في قطاع غزة، والإسرائيليان المقيمان في برلين، شاني روزانيس من مؤسسة DW الإعلامية، وسوزان نيمان، رئيسة "منتدى-أينشتاين" الألماني، والصحفية الهندية بارخا دوت، ومن قطاع غزة عبر تقنية الفيديو الصحفي حازم بعلوشة.

سلطة اللغة

"التوصيف الدقيق واستخدام الكلمات الصحيحة" هو صميم موضوع اللغة الحساس. اللغة تصف وتقيّم، وتنقل الأفكار والدلالات، سواء بقصد أم من غير قصد. على سبيل المثال، هل يصف الصحفيون هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على أنه هجوم إرهابي أو مذبحة؟ وهل ما يفعله الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة هو حرب أم انتقام أم حتى إبادة جماعية بحق الفلسطينيين؟ وأخيراً: هل المظاهرات في برلين وأماكن أخرى ضد تصرفات إسرائيل في غزة معادية للسامية؟

ساد اتفاق واسع النطاق بين المتحاورين على أن المهمة الأولى للصحفي هي وصف ما يراه بأكبر قدر من الموضوعية. وقالت الصحفية في شبكة "سي إن إن" ندى بشير: "ليست مهمتنا إصدار حكم. ولكن ينبغي علينا في نفس الوقت تقديم سياق أحداث السابع من أكتوبر وشرح كيف حدثت".

في المقابل، رأت سوزان نيمان رئيسة "منتدى-أينشتاين" الألماني الأمر بشكل مختلف قليلاً: "هجوم حماس كان مذبحة وجريمة حرب". لكن هذا لا يمنعها من رؤية معاناة الطرف الآخر؛ إذ أن قتل الرضع أمر فظيع، سواء من هذا الطرف أو ذاك، على حد تعبيرها. وأضافت سوزان نيمان إن ما يزعجها هو الانحياز إلى أحد أطراف الصراع كما الحال في الرياضة: "هذه ليست لعبة كرة قدم!".

الصحفية الهندية بارخا دوت تشعر بالانزعاج بشكل خاص من خطأ المساواة بين الفلسطينيين وحماس، وكل الإسرائيليين وحكومة نتنياهو.

الأطفال يضطرون للعمل في قطاع غزة لمساعدة عائلاتهم

02:06

This browser does not support the video element.

بين ألمانيا وأمريكا وبريطانيا

من الواضح أن هناك فرقاً كبيراً بين الطريقة التي يتم بها تغطية الصراع في الشرق الأوسط في ألمانيا وفي بلدان أخرى. وقالت سوزان نيمان إنها عندما تتابع الصراع في وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية والألمانية، ينتابها شعور تقريباً بأن الأمر يتعلق بصراعات مختلفة: "التقارير الألمانية متحيزة إلى حد ما. وواضح في التغطية الألمانية أن حياة اليهودي أكثر قيمة من حياة الفلسطيني. وهذا بدوره يعزز معاداة السامية في ألمانيا".

ولكن ماذا عن تغطية DW؟ تقول شاني روزانيس من مؤسسة DW الإعلامية: "دويتشه فيله مؤسسة ألمانية، نحن لا نعمل أبداً في فراغ".

تستخدم مؤسسة  DW الإعلامية مصطلح "هجوم إرهابي" لوصف هجمات يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، بينما تستخدم العديد من وسائل الإعلام الأنجلوسكسونية، على سبيل المثال، مصطلحات أكثر حيادية لتوصيف ما جرى ويجري.

التنوع في فرق التحرير

وأضافت شاني روزانيس إنها لاحظت أنه يندر أن يغطي زملاؤها في إسرائيل ما يجري في غزة: "لم تصحوا إسرائيل من صدمة السابع من تشرين الأول (أكتوبر) بعد. في السابق كان الأمر يتعلق بحدود عام 1967، والآن يتعلق الأمر بوجود إسرائيل ذاتها. يشعر الإسرائيليون بأن العالم كله يقف ضدهم. وتؤدي الضغوط الدولية إلى مفاقمة عزلة إسرائيل". ومع ذلك، يخرج المتظاهرون في إسرائيل إلى الشوارع ضد سياسات حكومة نتنياهو.

وعلى الجانب الفلسطيني، هناك أيضاً آراء مختلفة حول حماس والهجوم الذي وقع يوم 7 أكتوبر، حسب ما قال الصحفي حازم بعلوشة من غزة: "احتفل الكثيرون بهجوم حماس على إسرائيل، لكن رواد مواقع التواصل يهينون أيضاً أعضاء حماس على المنصات الرقمية".

ومن جهتها تطالب ندى بشير من شبكة "سي إن إن"، بوجود آراء مختلفة في فرق التحرير وتتحدث من وحي تجربتها في مكان عملها في لندن: "المزيد من التنوع يساعد على تبني وجهات نظر مختلفة، وهذا إثراء مهم لعملنا".

وأجمع المشاركون في الندوة الحوارية على ضرورة عدم انحياز الصحفي إلى جانب أو آخر.

من طرفها اشتكت الصحفية الهندية بارخا دوت من قلة التغطية عن أفغانستان وخاصة الصعوبات التي تواجه المرأة هناك: "في تغطية كل الصراعات في جميع أنحاء العالم تكون مهمتنا هي منح صوت لمن لا صوت لهم".

أعده للعربية: خالد سلامة

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW