حضرت التغطية الصحفية للصراع بين إسرائيل وحماس في "منتدى الإعلام العالمي"، الذي تنظمه سنوياً مؤسسة DW الإعلامية. ولكن ماذا عن تغطية DW نفسها؟ وهل هناك فرق في التغطية بين الإعلام الألماني وبين الإعلام الأمريكي والبريطاني؟
إعلان
قد تكون القضية الأكثر سخونة بالنسبة للصحفيين في الوقت الراهن: كيف ينبغي تناول وتغطية الحرب في غزة والصراع في الشرق الأوسط؟ الصراع لا يؤدي إلى استقطاب في المنطقة فحسب، بل وصل إلى شوارع المدن الغربية وجامعاتها.
كان عنوان النقاش في اليوم الثاني من منتدى DW الإعلامي العالمي في بون: "محاولة أن يكون الصحفي موضوعياً ولكن دون أن يتخلى عن مشاعره، واستخدام التوصيف الصحيح للصراع الشرق الأوسط".
المشاركون: ندى بشير من شبكة "سي إن إن" الأمريكية، التي قدمت تقارير عن الحرب في قطاع غزة، والإسرائيليان المقيمان في برلين، شاني روزانيس من مؤسسة DW الإعلامية، وسوزان نيمان، رئيسة "منتدى-أينشتاين" الألماني، والصحفية الهندية بارخا دوت، ومن قطاع غزة عبر تقنية الفيديو الصحفي حازم بعلوشة.
سلطة اللغة
"التوصيف الدقيق واستخدام الكلمات الصحيحة" هو صميم موضوع اللغة الحساس. اللغة تصف وتقيّم، وتنقل الأفكار والدلالات، سواء بقصد أم من غير قصد. على سبيل المثال، هل يصف الصحفيون هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على أنه هجوم إرهابي أو مذبحة؟ وهل ما يفعله الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة هو حرب أم انتقام أم حتى إبادة جماعية بحق الفلسطينيين؟ وأخيراً: هل المظاهرات في برلين وأماكن أخرى ضد تصرفات إسرائيل في غزة معادية للسامية؟
ساد اتفاق واسع النطاق بين المتحاورين على أن المهمة الأولى للصحفي هي وصف ما يراه بأكبر قدر من الموضوعية. وقالت الصحفية في شبكة "سي إن إن" ندى بشير: "ليست مهمتنا إصدار حكم. ولكن ينبغي علينا في نفس الوقت تقديم سياق أحداث السابع من أكتوبر وشرح كيف حدثت".
في المقابل، رأت سوزان نيمان رئيسة "منتدى-أينشتاين" الألماني الأمر بشكل مختلف قليلاً: "هجوم حماس كان مذبحة وجريمة حرب". لكن هذا لا يمنعها من رؤية معاناة الطرف الآخر؛ إذ أن قتل الرضع أمر فظيع، سواء من هذا الطرف أو ذاك، على حد تعبيرها. وأضافت سوزان نيمان إن ما يزعجها هو الانحياز إلى أحد أطراف الصراع كما الحال في الرياضة: "هذه ليست لعبة كرة قدم!".
الصحفية الهندية بارخا دوت تشعر بالانزعاج بشكل خاص من خطأ المساواة بين الفلسطينيين وحماس، وكل الإسرائيليين وحكومة نتنياهو.
الأطفال يضطرون للعمل في قطاع غزة لمساعدة عائلاتهم
02:06
بين ألمانيا وأمريكا وبريطانيا
من الواضح أن هناك فرقاً كبيراً بين الطريقة التي يتم بها تغطية الصراع في الشرق الأوسط في ألمانيا وفي بلدان أخرى. وقالت سوزان نيمان إنها عندما تتابع الصراع في وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية والألمانية، ينتابها شعور تقريباً بأن الأمر يتعلق بصراعات مختلفة: "التقارير الألمانية متحيزة إلى حد ما. وواضح في التغطية الألمانية أن حياة اليهودي أكثر قيمة من حياة الفلسطيني. وهذا بدوره يعزز معاداة السامية في ألمانيا".
ولكن ماذا عن تغطية DW؟ تقول شاني روزانيس من مؤسسة DW الإعلامية: "دويتشه فيله مؤسسة ألمانية، نحن لا نعمل أبداً في فراغ".
تستخدم مؤسسة DW الإعلامية مصطلح "هجوم إرهابي" لوصف هجمات يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، بينما تستخدم العديد من وسائل الإعلام الأنجلوسكسونية، على سبيل المثال، مصطلحات أكثر حيادية لتوصيف ما جرى ويجري.
التنوع في فرق التحرير
وأضافت شاني روزانيس إنها لاحظت أنه يندر أن يغطي زملاؤها في إسرائيل ما يجري في غزة: "لم تصحوا إسرائيل من صدمة السابع من تشرين الأول (أكتوبر) بعد. في السابق كان الأمر يتعلق بحدود عام 1967، والآن يتعلق الأمر بوجود إسرائيل ذاتها. يشعر الإسرائيليون بأن العالم كله يقف ضدهم. وتؤدي الضغوط الدولية إلى مفاقمة عزلة إسرائيل". ومع ذلك، يخرج المتظاهرون في إسرائيل إلى الشوارع ضد سياسات حكومة نتنياهو.
وعلى الجانب الفلسطيني، هناك أيضاً آراء مختلفة حول حماس والهجوم الذي وقع يوم 7 أكتوبر، حسب ما قال الصحفي حازم بعلوشة من غزة: "احتفل الكثيرون بهجوم حماس على إسرائيل، لكن رواد مواقع التواصل يهينون أيضاً أعضاء حماس على المنصات الرقمية".
ومن جهتها تطالب ندى بشير من شبكة "سي إن إن"، بوجود آراء مختلفة في فرق التحرير وتتحدث من وحي تجربتها في مكان عملها في لندن: "المزيد من التنوع يساعد على تبني وجهات نظر مختلفة، وهذا إثراء مهم لعملنا".
وأجمع المشاركون في الندوة الحوارية على ضرورة عدم انحياز الصحفي إلى جانب أو آخر.
من طرفها اشتكت الصحفية الهندية بارخا دوت من قلة التغطية عن أفغانستان وخاصة الصعوبات التي تواجه المرأة هناك: "في تغطية كل الصراعات في جميع أنحاء العالم تكون مهمتنا هي منح صوت لمن لا صوت لهم".
أعده للعربية: خالد سلامة
لقطة ألم امرأة فلسطينية تفوز بجائزة أفضل صورة صحفية عالمية
تغير المناخ، والحرب، وفقدان الأحباء: كل ذلك طغى بشكل بارز على الصور الفائزة بمسابقة الصور الصحفية العالمية لهذا العام، من تنظيم مؤسسة "ورلد برس فوتو"، ومقرها أمستردام.
صورة من: Mohammed Salem/REUTERS/2024 World Press Photo Contest
الصورة الفائزة من قطاع غزة
فازت هذه الصورة بجائزة صورة العام في مسابقة الصحافة العالمية. هذه الصورة من المصور محمد سالم من رويترز تلتقط لحظة من الألم لا تطاق: إيناس أبو معمر تحتضن جثمان ابنة أختها سالي، التي قُتلت بضربة صاروخية إسرائيلية في غزة. تتحدث الصورة عن الألم الكبير لفقدان طفل، وكتب سالم "تلخص الصورة بشكل أوسع ما يحدث في قطاع غزة".
صورة من: Mohammed Salem/REUTERS/2024 World Press Photo Contest
ما بعد الهجوم على مهرجان سوبرنوفا
أطلقت إسرائيل حملتها العسكرية في غزة بعد الهجوم واسع النطاق الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. كجزء من هذا الهجوم، قُتل المئات، وتم أسر العشرات في مهرجان سوبرنوفا الموسيقي. التقط المصور ليون نيل المشهد في 12 أكتوبر، عندما واصلت القوات الإسرائيلية البحث في الموقع عن المتعلقات الشخصية للقتلى والمفقودين.
صورة من: Leon Neal/Getty Images/2024 World Press Photo Contest
دمار بعد الغارات الإسرائيلية على غزة
اختارت لجنة التحكيم الصورة السابقة من المهرجان وهذه الصورة من غزة، التي التقطها مصطفى حسونة لوكالة الأناضول، لجائزة تنويه خاص. قالت لجنة التحكيم: "بينما تظهر كل صورة فردا واحدا في أعقاب هجوم مروع، يساعد التباين بين اللقطات المشاهدين على فهم الاختلاف في مقاييس الدمار دون التقليل من معاناة الأفراد".
صورة من: Mustafa Hassouna/Anadolu Images/2024 World Press Photo Contest
ألم أب فقد ابنته
في السادس من فبراير/شباط 2023، ضرب زلزال قوي مناطق في سوريا وتركيا، ما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف ودمار كبير في البنى التحتية. التركي مسعود هانتشر، في الصورة، فقد ابنته إيرماك البالغة من العمر 15 عاما في الزلزال. على الرغم من البرد القارس والمطر، استمر في إمساك يد ابنته المتوفاة. "خذ صورا لطفلتي"، قال الأب للمصور أديم ألتان من وكالة محلية، الذي التقط هذه الصورة الفائزة في فئة الأفراد في أوروبا.
صورة من: Adem Altan, Agence France-Presse/2024 World Press Photo Contest
العودة من الحرب في إثيوبيا
تُظهر هذه اللقطة التي التقطها المصور فنسنت هايجيس، الذي فاز بفئة الأفراد الإفريقية، اللحظة التي استقبل فيها كيبروم برهاني البالغ من العمر 24 عاما والدته للمرة الأولى منذ انضمامه إلى قوات دفاع تيغراي (TDF) قبل عامين. قاتلت هذه القوات ضد الحكومة الإثيوبية من عام 2020 إلى عام 2022. أراد المصور عبر هذا المشهد "إظهار آثار الحرب وكشف عواقبها الخفية".
صورة من: Vincent Haiges/Real 21/2024 World Press Photo Contest
قاوم ولا تغرق!
في هذه اللقطة التي التقطها إيدي جيم في جزيرة كيوا، في فيجي. يقف لوتوماو فيافيا البالغ من العمر 72 عاما مع حفيده جون في المكان الذي يتذكر فيه الخط الساحلي عندما كان صبيا. الصورة، التي احتلت المرتبة الأولى في فئة الأفراد في جنوب شرق آسيا وأوقيانوسيا، تُظهر سرعة ارتفاع مستويات سطح البحر نتيجة لارتفاع درجات الحرارة وتغيّر المناخ.
صورة من: Eddie Jim, The Age/Sydney Morning Herald/2024 World Press Photo Contest
تجارب الحرب في أوكرانيا
مع استمرار حرب روسيا على أوكرانيا، تعد هذه الصورة التي التقطتها يوليا كوتشيتوفا جزءا من مشروع حصل على جائزة "أوبن فورما"، وكتبت لجنة التحكيم أن كوتشيتوفا أنشأت موقعا إلكترونيا يجمع بين التصوير الصحفي والتوثيق الشخصي على هيئة مذكرات، "لتظهر للعالم كيف يعني العيش مع الحرب كواقع يومي". يتضمن المشروع كذلك الشعر ومقاطع صوتية وموسيقى.
صورة من: Julia Kochetova/2024 World Press Photo Contest
الجفاف في أمازون
ما يبدو وكأنه صحراء هو في الواقع فرع جاف لنهر الأمازون: التقط لالو دي ألميدا صورة لصياد وسط المناظر الطبيعية المدمرة في هذه الصورة لصحيفة "فولها دي ساو باولو". تجسد الصورة بشكل صارخ أشد حالات الجفاف التي شهدها حوض الأمازون على الإطلاق، والتي نتجت جزئيا عن ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وأضرّت بشكل خاص بمجتمعات السكان الأصليين. فازت اللقطة بالجائزة الفردية في أمريكا الجنوبية.
صورة من: Lalo de Almeida for Folha de São Paulo/2024 World Press Photo Contest
مرافقة رجل إطفاء أثناء مهامه
تُظهر هذه اللقطة التي التقطها تشارلز فريدريك أويليت رجل الإطفاء ثيو داجنود وهو يفصح المكان بعد حرائق الغابات الهائلة التي اجتاحت أجزاء كبيرة من كندا. كانت الحرائق أطول مدة وأكثر كثافة من المعتاد. زعمت دراسة أجرتها الحكومة الكندية أن الظروف المعرضة لحرائق الغابات تضاعفت بسبب تغير المناخ. فازت هذه الصورة بالفئة الفردية في أمريكا الشمالية والوسطى.
صورة من: Charles-Frédérick Ouellet for The Globe and Mail/CALQ/2024 World Press Photo Contest