التوقيت الصيفي قادم.. هكذا يؤثر تغيير الوقت على صحتك!
٢٤ مارس ٢٠٢٣
سيبدأ العمل بالتوقيت الصيفي نهاية الأسبوع المقبل، الأمر ليس مزعجا لكثيرين من الناس فحسب بل يجعلهم لا يشعرون بالارتياح بعد ذلك. التقرير التالي يشرح تأثير تغيير الوقت على الصحة.
إعلان
يبدأ التوقيت الصيفي نهاية الأسبوع المقبل يوم الأحد 26 مارس/ آذار على الساعة الثانية صباحا. وسيجري تعديل التوقيت حيث يتم تقديم الساعة 60 دقيقة إلى الأمام ليصبح التوقيت الثالثة صباحا، أي كما أعتاد الكثيرون القول سنخسر ساعة نوم.
ويترك تغيير الوقت أثرا ملحوظ بالتأكيد على أجسامنا، فوفقا لاستطلاع للرأي أجرته شركة التأمين الصحي الألمانية DAK عام 2019، كان حوالي 29 في المائة من ألف شخص شملهم الاستطلاع يعانون من مشاكل صحية بعد تغيير الساعة. بل إن النسبة بين النساء وصلت 35 في المائة.
وغالبا ما تكون الأعراض مثل اضطراب الرحلات الجوية الطويلة الذي يحدث عند السفر إلى مناطق زمنية مختلفة، حسب ما جاء في موقع "إينفراكن" الألماني.
تغيير الوقت يفسد الإيقاع الحيوي، حيث يحتاج الجسم لبضعة أيام لكي يستقر التوازن الهرموني لهرمون التعب الميلاتونين وكذلك هرمونات التوتر والكورتيزول والأدرينالين.
لذلك، يشتكي الكثيرون خلال فترة التغيير - حوالي 8 إلى 14 يوما بعد تغيير الوقت - من الشكاوى المختلفة الناجمة عن قلة النوم، كما يشرح الطبيب الباطني غيرارد هيرالد في التقرير الذي نشره موقع "وومن هيلث" الألماني.
آخيم كرامر، رئيس قسم علم الأحياء الزمني في مستشفى شاريتيه ببرلين، قال في مقابلة مع موقع "فوكوس" الألماني: "إن تغيير الساعة يفسد ساعتنا الداخلية". فالساعة الداخلية تتحكم في عمليات التمثيل الغذائي وإزالة السموم بالإضافة إلى دورة النوم والاستيقاظ.
ويضيف كرامر "لتعويض فارق زمني قدره ساعة واحدة ناتج عن رحلة ما، على سبيل المثال، يحتاج الجسم في العادة حوالي يوم واحد". من ناحية أخرى، فإن الأشخاص الذين يجدون صعوبة في النهوض من الفراش في الصباح، سيعانون من اضطراب تغيير الوقت يمكن أن تصل مدته إلى أسبوع أو أسبوعين.
اع.ع
تأثير تغيير التوقيت على الساعة البيولوجية للجسم
في فجر الأحد الأخير من شهر أكتوبر الجاري، تم اعتماد التوقيت الشتوي في وسط أوروبا، وهو ما يحر للتساؤل عن مدى تأثير ذلك على إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، المسؤولة عادة على انضباط الجسم وتحديد موعد دقات القلب وغيرها.
صورة من: picture-alliance/dpa
تشويش إيقاع الحياة
تغيير التوقيت يخلق العديد من المشاكل، منها التشويش على الساعة البيولوجية للجسم. ولهذا السبب يتمنى نصف سكان ألمانيا إلغاء تغيير التوقيت المعتمد مرتين في السنة، مرة عند نهاية أكتوبر/ تشرين أول (التوقيت الشتوي) ومرة بنهاية مارس/ آذار (التوقيت الصيفي).
صورة من: picture-alliance/dpa
تحديد موعد دقات القلب
الساعة البيولوجية هي مصدر مركزي لتوازن إيقاع الجسم. مليارات الساعات تدق في جسمنا، فلكل خلية مقياس وراثي للوقت يبعث إشارات للقلب حول متى عليه أن يدق مثلا ومتى ينبغي لضغط الدم أن يرتفع. وبدون وجود "ساعة مركزية" ستعمّ الفوضى في الجسم.
صورة من: Aaron Amat/Fotolia
مركز التحكم في الدماغ
هناك مركز زمني موجود في الدماغ حيث تتقاطع الأعصاب البصرية. فمن خلال العين يقيس هذا المركز الضوء وساعات النهار، ويضبط ساعات الخلايا فيما بينها. الساعة البيولوجية تتحكم في الهرمونات ومعدل ضربات القلب والأداء العقلي.
صورة من: Fotolia/Andrea Danti
إيقاع الجسم
في الساعة العاشرة صباحا تقريبا نكون أكثر يقظة. وعند منتصف النهار يرتفع الضغط لأعلى مستوى. وفي الثالثة بعد الظهر يكون شعورنا بالألم ضئيلا وفي المساء يتم إفراز هرمون النوم الميلاتونين، فنشعر بالتعب.
العصافير والبوم
تحدد الساعة البيولوجية أيضا ما إذا كنا نحب النوم والاستيقاظ باكرا أم السهر لساعات متأخرة من الليل. واكتشف الخبراء وجود نوعين مختلفين من الأشخاص وهما "العصافير" و "البوم". العصافير يتعبون في المساء باكرا، أما البوم فيذهبون إلى النوم في وقت متأخر. وعندما تكون العصافير قد بدأت يومها منذ وقت طويل، يكون الآخرون قد استيقظوا للتو.
صورة من: Picture-Alliance
معاندة الساعة البيولوجية
معاندة الساعة البيولوجية لها عواقب لا يشعر بها بوضوح سوى من سافر إلى مناطق بعيدة بها توقيت زمني مختلف. ويسبب التحول الوقتي ما يعرف بالفوضى، ما يجعل الإحساس بالجوع والتعب في الوقت الخطأ ويؤثر على المزاج والشهية وقدرة الأداء العام.