قبل أكثر من قرنين توصل عالم ألماني إلى نظرية مفادها أن نوعا خطيرا من الأسماك قادر على القفز من الماء وصعق الجياد كهربائيا وقتلها. لكنه أتهم آنذاك بالمبالغة. دراسة أمريكية جديدة أنصفت العالم وأكدت صحة نظريته.
إعلان
أثبتت تجارب أجريت في جامعة فاندربيلت صحة ملاحظة رصدت قبل 200 عام بأن أسماك الثعابين الرعاشة تستطيع القفز من المياه وأن تصيب الحيوانات بصدمة كهربائية قاتلة وهو زعم يرجع في الأصل إلى ألكسندر فون هومبولت عالم الاحياء والمستشكف الذي عاش في القرن التاسع عشر.
وقال هومبولت إنه شاهد أثناء زيارة ميدانية إلى حوض نهر الأمازون في عام 1800 ثعابين رعاشة تقفز من المياه وترسل شحنة كهربائية تكفي لقتل حصان. لكن في ظل عدم توافر دراسات علمية عن الموضوع وعدم وجود ملاحظة مماثلة منذ عام 1980 إنتهى الكثيرون إلى الاعتقاد بأن عالم الطبيعة الشهير كان يبالغ.
حوض الأمازون.. بيئة للأسماك والحيوانات الفريدة
يعد نهر الأمازون أحد اكبر أنهر العالم وأغزرها من حيث حجم المياه، ويعيش في مياه الأمازون أكثر من 3000 نوعا من الأسماك والكثير من الحيوانات الغريبة والنادرة، مثل اسماك بيرانا وكسارة البندق ومولدة الكهرباء والدلفين الوردي.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Leonhardt
أسماك بيرانا
تتميز أسماك بيرانا بامتلاكها أسنان حادة تصل إلى 30 سنا وتعيش في الأمازون وفي أنهر أخرى عذبة في أمريكا الجنوبية. واسم بيرانا مشتق من لغة "غواراني". وتعني "بيرا" السمك وتعني "انا" "الشيطان". ويوجد نحو 40 نوعا من سمك البيرانا وتتنقل في مجموعات كبيرة ولا تحافظ على مكان واحد لها.
صورة من: Rainer Dückerhoff
سمك زورو
أغلب أنواع سمك البيرانا تلتهم اللحوم، لكن هنالك أنواع أخرى منها تأكل البذور والثمار والخضار فقط. ويدعى هذا النوع الغريب من بيرانا بـ "ميلوبلوس زوروي" ويختصر اسمه بـ"زورو" وتم التعرف عليه ووصفه حديثا وعثر عليه في مقدمة نهر الأمازون في البرازيل ويصل طوله إلى 45 سنتيمترا.
صورة من: CC-BY-Douglas Bastos
موطن الحيوانات والأسماك الغريبة
يعد الأمازون وحوض الأمازون الذي تصب فيه الكثير من الأنهر الفرعية للأمازون من المناطق الطبيعية الفريدة في العالم. وتعيش في حوض الأمازون أكثر من 3000 نوعا من الأسماك، ومنها أنواع كثيرة من الحيوانات الغريبة والنادرة.
صورة من: Getty Images/C. Simon
سمك الباكو- كسار البندق
اسماك الكراسين هي أسماك شعاعية الزعانف وتعيش في المياه العذبة، ومنها أسماك باكو التي يصل طولها إلى متر واحد، ولا تحبذ هذه الأسماك التهام اللحوم. وسمك الباكو العملاق متخصص في تكسير البندق ويملك فكا كبيرا وأسنانا قوية يمكنها تكسير البندق دون مشاكل.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Leonhardt
أنقليس رعاد مولد الكهرباء
هو سمك طويل ورفيع يستطيع إحداث تيار كهربائي قوي عبر حركته في الماء. ويستخدم هذا السمك خاصية التفريغ الكهربائي للكشف عن الأشياء الموجودة في الماء وللاتصال بأسماك الأنقليس الأخرى ولشل حركة الفريسة. ويعيش الأنقليس الرعاد في المياه الوحلة وفي المياه العذبة ذات مستوى أوكسجين منخفض.
صورة من: imago/Olaf Wagner
أسماك سوروبي
أما أسماك سوروبي فتشتهر بوجودها في موائد الطعام في أمريكا الجنوبية بسبب طعمها الطيب وأحجامها الكبيرة، إذ يصل طولها إلى متر ونصف المتر.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Sayao
اسماك أربيمة
تنتمي هذه الأسماك إلى رتبة عظمية اللسان ويصل طولها إلى أكثر من مترين ويصل وزنها إلى 130 كيلوغرام. وتحتوي هذه الأسماك على عضو للتنفس شبيه بالرئة يمكنها من خلاله تنفس الأوكسجين بعد صعودها إلى فوق الماء، وهو ما يجعلها قادرة على الحياة حتى في الأنهار التي لا تحتوي على كميات عالية من الأوكسجين.
صورة من: picture-alliance/dpa/L.T. Linh
الدلفين الوردي
تعيش في نهر وحوض الأمازون الكثير من الحيوانات البحرية، مثل الدلفين. ويصل طول دلفين الأمازون إلى مترين وبعضها تحمل ألوان وردية. والسكان الأصليون للأمازون يربطون الكثير من الاعتقادات مع الدلافين الوردية، مثل أن الغرقى يتحولون إلى دلافين وردية بعد غرقهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Valentim
"أسماك الإحليل"
سمك "الإحليل الجنسي" أو "سمك القضيب" ويسمى أيضا بسمك كانديرو ويمكنه تحريك خياشمه وامتصاص دماء الشريان الأبهر عند الحيوانات. ويمكنه أيضا امتصاص دماء البشر عبر "الإحليل الجنسي للإنسان".
صورة من: Robbie Cada
شعاب مرجانية نادرة
أكشف العلماء مؤخرا مناطق شعاب مرجانية طبيعية كبيرة وفريدة عند التقاء نهر الأمازون بالمحيط الأطلسي. وتنمو في هذه المنطقة أنواع من الإسفنجيات وطحالب البحار، وبعض الأنواع النادرة من جراد البحر "كركند".
صورة من: picture-alliance/Arco Images/F.Schneider
10 صورة1 | 10
وقال كين كاتانيا أستاذ علوم الأحياء بجامعة فاندربيلت في ناشفيل بولاية تنيسي الامريكية حيث أجريت التجارب الحديثة "عندما قرأت قصة هومبولت لأول مرة إعتقدت أنها غريبة تماما... لماذا تهاجم الثعابين الرعاشة الجياد بدلا من السباحة بعيدا؟"
ووفقا لكاتانيا فإن الاجابة هى أن الثعابين تشعر بأنها محاصرة ومهددة. وقال كاتانبا -وهو عالم أحياء يعكف منذ سنوات على دراسة الثعابين الرعاشة- إنه لم يثبت فقط صحة الرواية الأصلية بل وجد أيضا أدلة على أن الثعابين الرعاشة اثناء قفزها كانت أكثر رعبا مما إعتقد هومبولت.
وأضاف أنه عندما تغمر المياه ثعبانا فإن قوة نبضاته الكهربائية تتوزع في المياه ليتجمد هدفه في حالة من الصدمة. وعندما يقفز من المياه فإن الشحنة الكهربائية عالية الجهد تنطلق إلى الهدف مباشرة من خلال البشرة القريبة من فك الثعبان وهو ما يزيد من التأثير. ومولت المؤسسة الوطنية للعلوم هذا البحث ونشرت نتائجه في منشورات الأكاديمية الوطنية للعلوم هذا الأسبوع.