الثعلب "رينارد" قادر على قيادة "الأسود" لأبعد الحدود
هشام الدريوش
٢٥ يناير ٢٠١٧
نجح المدرب هيرفي رينارد في قيادة المغرب للتأهل لربع نهائي كأس أمم إفريقيا 2017، ومن خلال مباريات الدور الأول أظهر رينارد الملقب بالثعلب، على أنه يملك مقومات للذهاب مع أسود الأطلس إلى أبعد الحدود في البطولة الحالية.
إعلان
دَون القائد بنعطية ورفاقه في المنتخب المغربي اسمائهم بمداد من الفخر في تاريخ الكرة المغربية، وذلك بعد تحقيقهم أمس الثلاثاء (24 يناير/ كانون الثاني 2017) التأهل لربع نهائي كأس أمم إفريقيا المقامة حاليا في الغابون. وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتأهل فيها أسود الأطلس للدور الثاني من مسابقة كأس إفريقيا منذ 2004، حين بلغوا المباراة النهائية وخسروها بصعوبة أمام مستضيف البطولة تونس.
وجاء تأهل المنتخب المغربي رغم المعاناة، حيث طالت لعنة الإصابات الكثير من لاعبيه قبيل انطلاق البطولة وهو ما جعل كتيبة المدير الفني هيرفي رينارد تدخل بطولة أمم إفريقيا وهي مبثورة من أربعة عناصر أساسية. كما أن الهزيمة في المباراة الأولى أمام الكونغو الديمقراطية عقدت الوضع أكثر وزادت من الشكوك حول قدرة المنتخب المغربي. بيد أن أسود الأطلس أظهروا استماتة وقتالية كبيرة في المباراة الثانية أمام الطوغو والتي فازوا فيها بثلاثة أهداف لواحد، قبل أن يعودوا ويطيحوا بحامل اللقب، منتخب كوت ديفوار في المباراة الثالثة بهدف جميل حمل توقيع المهاجم رشيد عليوي. وكان هذا الهدف كافيا لحسم التأهل وإدخال الفرحة لقلوب المغاربة.
وعن هذا التأهل قال رشيد عليوي "جميع أعضاء الفريق بذلوا جهدا كبيرا في الاستعداد للبطولة وفي المباريات الثلاث بالدور الأول للبطولة وكانوا ينتظرون التأهل للدور الثاني وهو ما تحقق بالفعل" وأضاف عليوي المحترف في نادي نيم الفرنسي "الآن، أصبح أملنا وهدفنا هو مواصلة المشوار حتى النهاية. أفتخر بالهدف الذي أحرزته في مرمى المنتخب الإيفواري لكنه جاء نتيجة جهد الفريق بأكمله".
دهاء رينارد
أداء المنتخب المغربي في بطولة أمم إفريقيا الحالية اتسم بالقتالية والروح الجماعية وهو ما افتقده المنتخب المغربي في فترات سابقة. وكانت لهذه الروح دورا كبيرا في تحقيق التأهل. ولعل صورة اللاعب بوصوفة الذي قاوم الدموع لحظة تسجيل المغرب للهدف في شباك كوت ديفوار خير دليل على ذلك.
وإلى جانب روح الفريق، لعب المدير الفني هيرفي رينارد دورا مهما في إحراز المغرب لبطاقة التأهل لدور الثمانية. وأظهر هذا المدرب الذي سبق له الفوز باللقب الإفريقي مع زامبيا وكوت ديفوار، أنه فعلا مدرب من طينة الكبار.
وتعتبر قوة الشخصية من أحد الميزات الأساسية لرينارد الذي لم يرضخ لضغط النقاد ولوسائل الإعلام المغربية التي انتقدته كثيرا لعدم استدعاء اللاعب حكيم زياش، أفضل لاعب في هولندا. بيد أن المدير الفني للمنتخب المغربي، ظل متشبثا برأيه ومؤكدا على أن روح الفريق أهم بالنسبة له من لاعب واحد، ولو كان في قيمة حكيم زياش.
نفس الشيء ينطبق على الشابين حمزة منديل ويوسف الناصيري اللذين انتقد الكثيرون في البداية تفضيل المدرب لهما على أشرف لزعر ويوسف العربي. غير أن نتائج المباريات في بطولة أمم أفريقيا الحالية أظهرت أن رينارد كان محقا في ذلك، حيث تألق منديل في الرواق الأيسر ومزج بين الدور الدفاعي والهجومي. كما أن الشاب الآخر الناصيري أنعش خط هجوم المنتخب المغربي وسجل الهدف الثالث في شباك الطوغو.
رينارد قادر على التحليق بالأسود عاليا
وإلى جانب قوة الشخصية أظهر رينارد مرونة في خططه التكتيكية، حيث انتقل من اللعب بـ"أربعة أربعة اثنين" إلى اللعب بخطة "ثلاثة خمسة اثنين"، وذلك لتحصين الدفاع والوسط وتعويض النقص الذي خلفته إصابة أربعة من العناصر الأساسية في خط الوسط. وقد أتت هذه الخطة أكلها حيث سجل المنتخب المغربي أربعة أهداف في دور المجموعات ولم يدخل شباكه سوى هدف واحد. كل ذلك يؤكد على نجاعة أسلوب "الثعلب"، وهو لقب رينارد، ويعتبر أيضا بمثابة رد قوي على الذين شككوا في قدرته على تحقيق نتائج إيجابية مع التشكيلة التي اختارها والطريقة التي يلعب بها.
وفي تعليقه على هذا الأمر قال رينارد في المؤتمر الصحفي الذي تلى مباراة المغرب وكوت ديفوار "ثمة لاعبون سابقون ومدربون سابقون يعطون آراءهم. من الأفضل لهم القيام بعملهم حيث هم حاليا. ما يثير سخطي في كرة القدم اليوم هو أن الجميع يملك الحل". وأضاف "كنت انتظر هذا الانتصار لأطلق أمامكم هذه الصرخة لأني وُضعت في موقف مماثل مع فريق ليل (أقيل قبل عطلة نهاية العام 2015). لم يتركوا لي الوقت. في كرة القدم يلزمنا الوقت".
وهناك مجموعة من العناصر التي ترجح كفة رينارد لتحقيق المزيد من النجاح مع المنتخب المغربي في بطولة إفريقيا الحالية، "فالثعلب" يعرف جيدا خبايا الكرة الإفريقية وشارك مع منتخبات مختلفة في كأس أمم إفريقيا، كما أنه يعد المدرب الوحيد الذي فاز مع منتخبين مختلفين بالكأس القارية.
ويتمتع رينارد أيضا بالقدرة على اللعب بالإمكانات المتاحة أمامه وتحقيق النتائج المرجوة بها وهو ما قام به من قبل مع زامبيا، وأكده حاليا مع المغرب في مبارتي طوغو وكوت ديفوار. وإذا ما تمكن رينارد من تحسين الأداء الهجومي للاعبيه فقد ينجح أسود الأطلس في إدخال مزيد من الفرحة لقلوب المغاربة وقد يعيدون في دورة الغابون 2017 إنجاز دورة تونس 2004 ولما لا، إحراز اللقب الثاني في تاريخهم.
أحداث رياضية مهمة في عام 2017
رغم أنه لا يوجد في عام 2017 مونديال لكرة القدم أو دورة أوليمبية إلا أنه سيشهد بطولات رياضية مهمة. ومنها كأس أفريقيا لكرة القدم، وكأس القارات، وكأس العالم لكرة اليد وبطولة العالم لألعاب القوى، التي ستكون آخر ظهور لبولت.
صورة من: Getty Images/B. Streubel
ستتوجه أنظار عشاق كرة القدم إلى الغابون لمتابعة كأس الأمم الإفريقية التي تقام بين 14 يناير/ كانون الثاني و 5 فبراير/ شباط. وتشهد البطولة عودة مصر بعد غيابها في النسخ الثلاثة الأخيرة. كما تشارك أيضا المغرب وتونس والجزائر. وسيشارك نجوم من ألمانيا في البطولة وأبرزهم المهاجم الغابوني أوباميانغ.
صورة من: Sanogo/AFP/Getty Images
"البرق" أو العداء الجامايكي أوساين بولت يخوض هذا العام للمرة الأخيرة، السباقات التي يهيمن عليها. وستفقد "أم الألعاب" باعتزاله، أحد أفضل رياضييها على الاطلاق، حالها كحال السباحة التي ودعت الاميركي مايكل فيلبس في 2016.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/Li Ming
كبطل لأوروبا يدخل منتخب ألمانيا لكرة اليد كمرشح رئيسي للفوز بكأس العالم التي تقام في فرنسا بين 11 و 29 يناير/كانون الثاني. كما يشارك في تلك البطولة فرق عربية هي: تونس والسعودية وقطر ومصر والبحرين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kulczynski
يتبارى حوالي 600 متسابق من المتزلجين على الجليد في الفترة بين 6 و 19 فبراير/ شباط للحصول على ميداليات بطولة العالم للتزلج. وستكون المنافسة في ستة تخصصات، وتقام البطولة للمرة الخامسة في تاريخ كأس العالم في المنتجع السويسري الأنيق سانت موريتس. وأبرز الرياضيين الألمان أصحاب الفرص للفوز بميداليات ذهبية هما فيليكس نويرويتر (الصورة) في سباق التعرج وفيكتوريا ريبينسبورغ في سباق التعرج الكبير.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Onorati
في الفترة بين 5 و 21 مايو/ أيار تقام نهائيات كأس العالم لهوكي الجليد بنظام مجموعتين إحداهما في كولونيا بألمانيا والأخرى في باريس. وكان منتخب ألمانيا قد حصل على المركز الرابع عندما أقيمت البطولة في ألمانيا عام 2010. أما هذه المرة فطريقه ليس سهلا. حيث يلتقي في الدور التمهيدي مع روسيا والولايات المتحدة والسويد وسلوفاكيا ولاتفيا والدنمارك وإيطاليا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K.-J. Hildenbrand
في 26 مارس/ آذار في أستراليا ينطلق أول سباق لبطولة العالم للفورمولا1 لعام 2017. وتتضمن البطولة 20 سباقا، سينظم آخرها في أبوظبي في نوفمبر/ تشرين الثاني. وبعد اعتزال الألماني نيكو روزبرغ بطل العالم الموسم الماضي، أصبحت حظوظ البريطاني لويس هاميلتون سائق مرسيدس كبيرة في الفوز ويمكن أن ينافسه الألماني سيباستيان فيتل إذا كانت سيارته الفيراري قادرة على المنافسة بشكل أقوى من العام الماضي.
صورة من: Getty Images/M. Thompson
تستضيف روسيا كأس القارات بين 17 حزيران/ يونيو والثاني من تموز/ يوليو. ويحتمل بموجب توزيع المنتخبات، أن تتواجه في النهائي ألمانيا بطلة العالم مع البرتغال بطلة اوروبا. ففي الدور الأول، تواجه ألمانيا تشيلي وأستراليا وبطل كأس أمم إفريقيا، بينما تلاقي البرتغال روسيا والمكسيك ونيوزيلندا.
صورة من: picture-alliance/dpa
وفي شهر يوليو/ تموز تقام في هولندا كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم للسيدات. ولا شك أن منتخب ألمانيا للسيدات، حامل اللقب وصاحب الرقم القياسي، هو المرشح للفوز هذه المرة أيضا. وسيقابل في دور المجموعات السويد وإيطاليا وروسيا وألمانيا. وقالت مدربة منتخب ألمانيا شتيفي جونز بثقة: "نحن نريد اللقب!"
صورة من: picture alliance/dpa/D. Calagan
في الفترة بين الأول والثالث والعشرين من يوليو/ تموز تقام الدورة 104 من سباق فرنسا الدولي للدراجات "تور دو فرانس"، أعرق سباق للدراجات في العالم. وسيقطع المتسابقون مسافة تبلغ 3516 كيلومتر. وينطلق السباق هذه المرة من مدينة دوسلدورف الألمانية ثم يختتم كالعادة في باريس.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Bonaventure
في العاصمة المجرية بودابست تقام النسخة 17 من بطولة العالم للسباحة في الفترة بين 14 و30 يوليو/ تموز. وستفتقد تلك البطولة ولاشك حضور السباح الأميركي الأسطوي مايكل فيلبس، الذي اعتزل بعد أولمبياد ريو دي جانيرو، منهيا مسيرة حصد خلال 28 ميدالية أولمبية، منها 23 ذهبية.
صورة من: Getty Images/C. Rose
بين الخامس والثالث عشر من آب/أغسطس، ستطغى بطولة العالم لألعاب القوى، المقررة في لندن على كل ما عداها، إذ سيكون المضمار في موعد أخير مع "البرق" لأن العداء الجامايكي أوساين بولت يخوض للمرة الأخيرة، السباقات التي يهيمن عليها. وستفقد "أم الألعاب" باعتزاله، أحد أفضل رياضييها على الاطلاق، حالها كحال السباحة التي ودعت الاميركي مايكل فيلبس في 2016.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/Li Ming
بداية من 31 أغسطس/ آب تستضيف أربعة مدن كأس الأمم الأوروبية لكرة السلة. وستلعب ألمانيا في المجموعة التي تستضيفها مدينة تل أبيب وتشارك فيها أيضا إسرائيل، ليتوانيا، إيطاليا وأوكرانيا وجورجيا. ولن يشارك ديرك نوفيتسكي مع منتخب ألمانيا هذه المرة. وستلعب باقي المجموعات في إسطنبول و كلوج نابوكا وهيلسنكي. الكاتب: أندرياس شتن-زيمونس/ صلاح شرارة.