الثلاثي البافاري.. ثماني سنوات معا ولا يمكن الاستغناء عنهم
صلاح شرارة
١٢ ديسمبر ٢٠١٦
روبن، مولر وريبيري ثلاثي فاز بكل ما يمكن من ألقاب محلية ودولية مع بايرن ميونيخ. يلعبون سوية منذ 2009، ويفهمون بعضهم جيدا. وبعد رجوع أنشيلوتي عن طريقته المحفوظة في اللعب، عادوا للتألق معا، رغم تقدم سن اثنين منهم.
إعلان
التحق فرانك ريبيري (33 عاما) بفريق بايرن ميونيخ عام 2007، عندما كان سنه 24 عاما. أما أرين روبن (32 عاما) فانضم للفريق عام 2009 وكان عمره 25، بينما صعد توماس مولر (27 عاما) إلى الفريق الأول في نفس العام وكان يبلغ من العمر آنذاك 20 عاما. والآن مرت ثمانية مواسم على الثلاثي وهم يلعبون بجوار بعضهم في تشكيلة الفريق. وأصبحوا كتلة واحدة في ظل المدربين السابقين: لويس فان خال، ويوب هاينكس، وبيب غوارديولا.
تغيير نظام اللعب أعادهم للتألق
ويقول موقع فوكوس الألماني إن هذا الثلاثي (مولر وروبن وريبيري) لا يمكن الاستغناء عنه وما زال في غاية الأهمية للفريق البافاري. بل إن الطريقة الجديدة، التي يلعب بها المدرب كارلو أنشيلوتي، أظهرت أنه يعتمد عليهم حاليا أكثر من أي وقت مضى.
فللمرة الثانية على التوالي يتحرر المدرب الإيطالي من طريقة لعبه التقليدية، المحفوظة عنه "4-3-3"، حيث لعب بطريقة 4-2-3-1، أمام فولفسبورغ السبت الماضي ونجح في الفوز 5- صفر بعد أن طبقها لأول مرة أمام ماينز وفاز 3-1. وقال روبن بعد مباراة فولفسبورغ: "أنا بكل بساطة مستمتع (باللعب)، وكل شيء على مايرام من الناحية الجسمانية حاليا، وأشعر بالانتعاش."
الطريقة الجديدة التي يلعب بها أنشيلوتي، تجعل روبن جناحا أيمن وإلى جواره مولر كصانع ألعاب، وبجانبه ريبيري كجناح أيسر. ويذكر هذا النظام بزمن المدرب يوب هاينكس، آخر من فاز مع البافاري بدوري أبطال أوروبا. كما كان يستخدمه أيضا غوارديولا، لكنه كثيرا ما كان يتحول إلى 4-1-4-1. وكيفما كان الأمر فإن نتيجة تحول أنشيلوتي هي تحرر توماس مولر من الطريقة السابقة للمدرب الإيطالي، التي جعلته يلعب كجناح وبدا وكأنه جناح مكسور.
أما الآن فقد بدأ مولر يظهر من جديد واستطاع تسجيل هدف في مباراة فولفسبورغ، بعد صيام عن التهديف دام 13 جولة في الدوري. وقال روبن إن طريقة اللعب الجديدة "ليست جيدة فقط بالنسبة له (يقصد مولر) وإنما للفريق أيضا، فحركاته وتواجده في الأمام شيء رائع." أما مولر نفسه، وبحسب موقع فوكوس، فقال "الأمر يتعلق بأن أجد منطقتي، التي أكون فيها خطيرا. وتلك كانت دائما المنطقة التي تنتهي مساراتها في العمق (الدفاعي للخصم)، وهذه ليست لوغاريتمات ولا تحتاج لتفسيرات، يجري باستمرار الحديث عنها."
مسيرة حافلة وأرقام رائعة
كان الثلاثي مولر وروبن وريبيري هو المسيطر على مشهد مباراة فولفسبورغ، عبر الجري لمسافات طويلة والرفعات من الجانب والانطلاقات السريعة والتمريرات الخطيرة والتسديد على المرمى. وكانت الأفضلية عند المقارنة تذهب لأحدهما في نقطة من النقاط وتذهب وللثاني في نقطة ثانية وللثالث في نقطة ثالثة وهكذا.
ويقول روبن : "وجود توماس (مولر) كرقم 10 (صانع ألعاب) طريقة لعبنا بها كثيرا في الماضي. ومنذ وجودي هنا (في بايرن) كان يتغير فقط رأس الحربة. في البداية كان (ماريو) غوميز، ثم ماندجوكيتش والآن ليفاندوفسكي. وكان الأمر دائما هكذا مع فرانك (ريبيري) وتوماس، فنحن نلعب سوية منذ مدة طويلة جدا ونفهم بعضنا جيداً."
بايرن يعرف قيمة الثلاثي فقد رفض عروضا مغرية لبيع مولر ووقع معه عقدا حتى عام 2021. أما ريبيري فنجح الفريق البافاري في تمديد عقده بحيث ينتهي في يونيو/ حزيران 2018. أما روبن فينتهي عقده في يونيو/حزيران القادم، ومن المنتظر أن تجري مفاوضات بينه وبين الفريق بشأن العقد في فصل الربيع، لكنه يقول: "أنا لست على عجل كما أنني مرتاح جدا."
يتقدم مولر الثلاثي من حيث عدد المباريات مع بايرن فقد لعب 374 مباراة سجل فيها 156 هدفا، وصنع 124. أما ريبيري فهو الأفضل من حيث صناعة الأهداف، فقد لعب 335 مباراة سجل فيها 108 أهداف وصنع 164 هدفا. بينما يتفوق روبن على ريبيري من حيث عدد الأهداف، فقد لعب 232 مباراة سجل فيها 121 هدفا وصنع 79 هدفا، ومن المؤكد أن تلك الأرقام ستتغير في المباريات القادمة.
مولر وروبن وريبيري، ثلاثي يعطي بايرن ميونيخ نكهة خاصة محليا ودوليا منذ عام 2009، واستطاع أن يجلب له الثلاثية (الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا) في عام 2013، كما فاز معه بالدوري والكأس وصعد لنصف نهائي ونهائي أبطال أوروبا مرارا وتكرارا.
بايرن يفوز بالدوري ويكتب تاريخا جديدا في سجله الحافل
فاز بايرن ميونيخ بالدوري الألماني للمرة السادسة والعشرين بتاريخه والرابعة على التوالي، في إنجاز جديد. وحسم اللقب رسميا هذا الموسم (2015 / 2016) في الجولة الـ 33 تاركا المركز الثاني لمنافسه التقليدي بروسيا دورتموند.
صورة من: picture alliance/Perenyi
الجيل الحالي لبايرن ميونيخ بقيادة فيليب لام (32 عاما) ومعه الحارس مانويل نوير (30 عاما) وتوماس مولر (26 عاما) فعلوا ما لم يفعله الأولون وفازوا بالدوري الألماني للمرة الرابعة على التوالي بعد أعوام 2013، و2014، و2015، والآن 2016.
صورة من: Reuters/M.Rehle
الفوز باللقب أربع مرات متتالية إنجاز تاريخي غير مسبوق في الدوري الألماني. فحتى الجيل الذهبي في السبعينيات -بقيادة المدرب الأسطوري أودو لاتيك وفي وجود القيصر بيكنباور- كان أكبر إنجاز له هو الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية في أعوام 1972، و1973، و 1974.
صورة من: picture-alliance/ASA/Werek
ومرة أخرى عاود المدرب أودو لاتيك الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية لكن بجيل جديد في بايرن في أعوام 1985، و1986، و1987. ومن أبرز لاعبي هذا الجيل الحارس البلجيكي بفاف والمدافع الألماني أوغستالر وعميد لاعبي العالم لوتار ماتيوس، وميشائيل رومينيغه.
صورة من: Imago/Werek
وفي عصر المدرب القدير أوتمار هيتسفيلد، الملقب بالجنرال استطاع بايرن أن يفوز بلقب الدوري ثلاث مرات متتالية أيضا في أعوام 1999، و2000، و2001. وكان الفريق آنذاك مرصعا بالنجوم وعلى رأسهم أوليفر كان، وجيوفاني إلبر وسامي كوفور، وفازوا أيضا عام 2001 بدوري أبطال أوروبا.
صورة من: picture-alliance/ULMER
ومنذ انطلاق البوندسليغا في موسم 1963/1964 لم يحقق أي فريق آخر فيما عدا بايرن ميونيخ وبوروسيا مونشغلادباخ الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية. وكان مونشنغلادباخ في جيله الذهبي في السبعينيات بقيادة النجم الأسطوري غونتر نتيستر قد فاز بالبطولة في أعوام 1975، و1976، و1977، وفي مرتين منهما كان المدرب هو أودو لاتيك.
صورة من: picture-alliance/dpa
ويقف وراء الإنجاز الكبير للجيل الحالي في بايرن ميونيخ المدرب الإسباني العملاق بيب غوارديولا (45 عاما)، الذي استلم تدريب الفريق من العملاق يوب هاينكس عام 2013. ونجح غوارديولا في الفوز مع الفريق بالدوري ثلاث مرات متتالية وفاز بالكأس مرة واحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Hassenstein
ورغم إنجازاته في ميونيخ لم يتمكن المدرب الكاتالوني من الفوز مع الفريق باللقب المنشود، دوري أبطال أوروبا. وكان قريبا من الصعود إلى المباراة النهائية هذا العام لكنه خرج من دور قبل النهائي أمام أتليتكو مدريد رغم فوزه في مباراة العود 2-1، حيث أن بايرن كان قد خسر مباراة الذهاب بصفر مقابل هدف.
صورة من: Reuters/S. Perez
وفشل الجيل الحالي مع غوارديولا في تحقيق الثلاثية، التي حققوها مع سلفه يوب هاينكس عام 2013. لكن الفرصة لازالت أمامهم لتحقيق الثنائية، إذا ما فازوا على دورتموند في نهائي الكأس في الملعب الأولمبي في برلين يوم 21 أيار/ مايو، ليكون ختاما جيدا لغوارديولا مع الفريق قبل انتقاله هذا الصيف لتدريب مانشستر سيتي الإنجليزي.
صورة من: Reuters
وإضافة إلى المدرب القدير فإن إنجاز بايرن في الفوز بالدوري للمرة الرابعة على التوالي يعود أيضا لماكينة الأهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي سجل للفريق حتى الآن هذا الموسم 29 هدفا ليتربع على عرش هدافي الدوري متقدما على الغابوني بيير إمريك أوباميانغ هداف دورتموند.
صورة من: Imago/photoarena/Eisenhuth
كما أن الحارس العملاق مانويل نوير كان حافظا أمينا ووحيدا لعرين بايرن ميونيخ خلال المواسم الأربعة، التي فاز فيها الفريق بالدوري الألماني، علما بأنه انتقل إلى بايرن عام 2011 قادما من شالكه. ومدد عقده مؤخرا مع الفريق حتى عام 2021.
صورة من: Getty Images/Bongarts/L. Baron
الوافدون الجدد على بايرن ميونيخ أرتورو فيدال ودوغلاس كوستا وكذلك كينغسلي كومان أثبتوا جدارتهم من أول موسم يلعبونه مع الفريق، حيث سدوا ثغرة في خط الوسط تسببت فيها إصابة أرين روبين وفرانك ريبيري، ونجحوا في تحقيق الإنجاز التاريخي.