1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الثمن الإنساني الباهظ للعنف في اليمن.. عجز وعاهات ومعاناة

٢٨ نوفمبر ٢٠١١

أخيرا وقع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على المبادرة الخليجية، ولكن بعد أن خلف قمع الاحتجاجات الشعبية العديد من الضحايا، ومنهم من لحقت بهم إعاقات مستديمة، أصبح الكثيرون عاجزين عن مواجهة متطلبات الحياة اليومية.

صورة من: dapd

نتج عن الاستخدام المفرط للقوة في موجة الاحتجاجات السلمية في اليمن، وكذلك المواجهات بين القوات الموالية للرئيس صالح وتلك المنشقة عنه، سقوط ما يزيد عن ألف قتيل سواء بين المتظاهرين أو القبائل أو القوات الحكومية، إضافة إلى حوالي ثلاثين ألف مصاب وجريح، لحقت يبعضهم عاهات وإعاقات دائمة، فأصبحوا يشكلون فئة خاصة في المجتمع تجتر معاناتها وتواجه احتياجات خاصة. دويتشة فيله زارت بعض المصابين والجرحى واستمعت إلى معاناتهم.

جرحى المظاهرات السلمية

القمع العنيف للاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ مطلع شباط / فبراير الماضي، خلف 1155 قتيلا 26145 مصابا وجريحا، 6000 منهم أصيبوا بطلقات نارية أو شظايا لقذائف، 256 في حالة إعاقة مستديمة،حسب بيانات حصلت عليها دويتشة فيله من اللجنة التنظيمية للثورة ومؤسسة الجرحى، ومؤسستي "هود" و"مساواة" الحقوقيتين. محمد حميد القباطي، 54 سنة، أستاذ جامعي في اللغة الانجليزية، أصيب برصاصتين أثناء مشاركته في مسيرة سلمية بجولة (كنتاكي) بصنعاء في 19 من سبتمبر الماضي، صرح لدويتشه فيله قائلا إن "إحدى الطلقات أصابت المعدة والأخرى أصابت القولون" وأضاف "أسعفت في المستشفى الميداني ونتيجة لخطورة الإصابة تم تحويلي للمستشفى الاستشاري وأجريت لي عملية لا أعرف حتى الآن نوعها. ثم نقلت إلى مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا لتعديل العملية". ويخضع المحاضر الجامعي حاليا للمتابعة الطبية اليومية في المستشفى الميداني. كما يتابع علاج المثانة التي تضررت بالإصابة في انتظار عملية أخرى لإصلاح القولون إذ لا تزال عملية الإخراج كما يقول القباطي تتم بواسطة جهاز طبي.

المستشفى الميداني في صنعاء الذي يستقبل ضحايا أعمال العنف.صورة من: DW

أما صالح النويرة، الذي يرقد حاليا في مستشفى أزال التخصصي بصنعاء منذ إصابته في 16 من أكتوبر الماضي، فقال لدويتشه فيله "أصبت بطلق ناري في الفخذ الأيسر أثناء مشاركتي في مظاهرة سلمية أمام مؤسسة الكهرباء بصنعاء" ويضيف النويرة " أدت الإصابة إلى تهشيم عظم الفخذ وقد أجريت عدة عمليات ومازلت محتاجا لعمليات أخرى" ويشكو صالح من عسر الهضم وفقدان القدرة على التبرز بشكل طبيعي.

ويروي إبراهيم العمري، 23 سنة فيله قصة الاعتداء عليه من قبل عناصر مؤيدة للرئيس صالح أثناء مشاركته في مسيرة القاع ( إشارة إلى الحي المعروف سابقا بقاع اليهود وحاليا بقاع العلفي ) فيقول:"عندما هاجم المسلحون المسيرة، حاولت الفرار عبر أحد الشوارع الخلفية، ولكنه كان مغلقا فحاولت العودة وكان (البلاطجة) في انتظاري وحاولت التخلص منهم مرة أخرى بالتعلق على سيارة لنقل المياه ولكنها اصطدمت بأحد (المطبات) فوقعت على الأرض، فلحق بي (البلاطجة) وانهالوا عليَّ بالعصي وقضيب من الحديد، فأصبت بكسرين في مشط الرجل" ويستطرد العمري "وحاليا أتابع العلاج في المستشفى الميداني".

ضحايا حروب القبيلة

صورة لجرح لم يندمل بعد للطفل أكرم النور في صنعاء، أحد ضحايا الاستعمال المفرط للقوة ضد المتظاهرين.صورة من: DW

تأييد القبائل وبعض الوحدات العسكرية، للثورة السلمية أدى لمواجهات مسلحة مع القوات العسكرية الموالية للرئيس صالح، نتج عنها العديد من الإصابات بين صفوف الطرفين. الشيخ هادي القانصي،عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني ينتمي لقبائل بدبدة بمحافظة مأرب شرق اليمن، أصيبت ساقه اليمنى بطلق ناري، مساء 21 من أكتوبر الماضي أثناء تواجده بحي صوفان شمال غرب العاصمة، قال لدويتشه فيله، "أدت الإصابة إلى كسرين بعظم الساق" ويضيف هادي الذي يرقد حاليا بأحد فنادق صنعاء "أجريت عملية جراحية في الساق بمستشفى العلوم والتكنولوجيا وأتابع العلاج الآن على نفقتي الخاصة". أما عبد الله هزام، 27 سنة متوسط التعليم، يعمل مزارعا بمنطقة أرحب، فيصف ما حدث له بقوله "أصبت بطلق ناري أدى إلى تهشيم عظم مرفق اليد اليمنى وشظية في الساعد وأخرى في مؤخرة الرأس والثالثة في الظهر"، ويضيف "أجريت عملية لإصلاح المرفق ولكن يبدو أنها لم تنجح ولا تزال الشظية في الساعد ساكنة ". ويشكو هزام من عدم قدرته على العمل بسبب الإعاقة .

قصف الأحياء السكنية

الأحياء السكنية في مدينة تعز كانت عرضة لقصف عشوائي فيما كانت ساحة الاعتصام قد اقتحمت مساء 29 مايو الماضي وأحرقت بعض الخيام بمن فيها، ظهر يوم الجمعة 15 يوليو الماضي حين قصفت الدبابات حي المسبح، وسقط جرى ذلك العديد من الضحايا كان أحدهم الشاب عمار حميد الذي أصابت الشظايا يداه ورجليه فكسرت اليد اليسرى وتعطلت أعصاب الرجلين، وفقد القدرة على الحركة. وفي مساء الخامس من أكتوبر الماضي أصابت إحدى القذائف العشوائية منزل الفنان اليمني عبد الحكيم النور بحي الروضة، فقتل الأب فورا وأصيب الابن أكرم 11سنة بشظايا القذيفة، حسب التقرير الطبي. دخلت شظية من الجانب الأيمن للظهر وأخرى أصابت الفقرة الظهرية السادسة، ففقد الطفل أكرم القدرة على الحركة، وبعد العملية الجراحية في مستشفى اليمن الدولي يقول التقرير الطبي أن "حالته استقرت وعاد الإحساس و حركة الرجل اليسرى 35مع استمرار عدم القدرة على تحريك الرجل اليمنى". ولكن التقرير الطبي يوصي بـ "العلاج الدوائي التحفظي، وتزويده بكرسي مدولب، مع الخضوع لجلسات علاج طبيعي وتمارين مع متابعة عيادة جراحة المخ والأعصاب شهرياَ".

سعيد محمد الصوفي / صنعاء

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW