الجالية التركية في ألمانيا تنظم مساعدات للمتضررين من الزلزال
٧ فبراير ٢٠٢٣
أطلقت الجالية التركية في ألمانيا حملة تضامن مع المتضررين بمناطق الزلزال في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا. لكن الجالية الكردية بألمانيا حذرت من ذهاب المساعدات لأغراض أخرى. وتوقعات بطول مدة أعمال تنظيف المنطقة.
إعلان
دعت الجالية التركية في ألمانيا إلى مد يد المساعدة إلى تركيا بعد الزلزال المدمر، الذي وقع أمس الاثنين، بغض النظر عن الخصومات السياسية.
وقال رئيس الجالية غوكاي سوفوغلو لشبكة التحرير الصحفي في ألمانيا (RND): "إنني أدعو منظمات الإغاثة الألمانية إلى تقديم مساعدة فورية إلى الناس على الأرض ، كما فعلوا في عام 1999. سواء كان ذلك بالخيام أو الملابس التي توفر الدفأ". وأضاف سوفوغلو "الناس في عين المكان بحاجة إلى كل المساعدات في الوقت الحالي".
بالإضافة إلى الدعم قصير المدى، يحتاج الناس أيضًا إلى مساعدة طويلة الأمد. وقال سوفوغلو "لقد فقد الكثير من الناس منازلهم وبالتالي فقدوا سبل عيشهم. كما ستفقد الوظائف. وأعلن سوفوغلو أنه سيتم إحياء برنامج الرعاية الذي تأسس في عام 1999 بين ألمانيا وتركيا. "بمجرد أن نحصل على لمحة عامة عما يحتاجه الناس في المناطق المتضررة من الزلزال سنبدأ حملة تضامن"، بحسب موقع شبكة التحرير الصحفي في ألمانيا.
ناجية من زلزال تجمع التبرعات للمنكوبين
وفي برلين سمعت نداءات عفوية لجمع تبرعات لضحايا الزلزال، وقالت عاملة التعليم الاجتماعي، زليخة كافاكاس أوزتورك أمس الاثنين: "أبدأ على الفور في البكاء عندما تصلني صور من تركيا". وأضافت أنها بدأت بالتعاون مع معهد الموسيقى التركية في حي كرويتسبرغ واحدة من العديد من حملات جمع التبرعات في برلين.
ويتم جمع ما يمكن أن يحمي الأشخاص من البرد مثل البطانيات والسترات وقبعات التدفئة لأن الزلزال ضرب الأشخاص في البرد القارس في منتصف الليل. وقالت أوزتورك: "أشعر بسعادة غامرة عندما أرى عدد الأشخاص الذين يأتون إلى هنا للمساعدة".
وفي نفس المساء، وبمساعدة القنصلية التركية في برلين ، سيتم إرسال التبرعات إلى المناطق المتضررة.
وأوزتورك نفسها هي إحدى الناجيات من زلزال في تركيا في أوائل التسعينيات. وقالت: "ما زلت أتذكر كيف جرت مساعدتي في ذلك الوقت. بعد أن فقدت ممتلكاتي، كانت تبرعات الآخرين هي التي أبقتني على قيد الحياة". وقالت إن حقيقة وصول الكثير من الأشخاص المتعاونين بحقائب وصناديق مليئة بالتبرعات على الرغم من حزنهم تجعلها فخورة.
"المساعدة أمر طبيعي"
أما بونيامين بيكتاش (37 عاما)، وهو خباز، فقد سمع عن الزلزال في الساعات الأولى من صباح الاثنين وهو في طريقه إلى العمل. فقال "بالنسبة لنا، من الطبيعي أن نساعد".
ويعيش بيكتاش وزوجته في الحي وسمعا عن حملة جمع التبرعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف: "يجب أن يكون هناك استعداد لمساعدة مثل هذه في كل مكان في العالم. بغض النظر عن البلد الذي أتيت منه أو الدين الذي تنتمي إليه. يحتاج الناس جميعا إلى التكاتف أكثر. ثم يمكنك إحداث فرق كبير".
الجالية الكردية تنتقد التوظيف الخاطئ للمساعدات
ومن جهتها أفادت الجالية الكردية في ألمانيا، أن الزلزال حصد أيضًا عددًا كبيرًا من الضحايا في المناطق الكردية في تركيا وسوريا. ولذلك فإن "الجالية الكردية تدعو بالتالي إلى تقديم تبرعات هادفة وإجراءات مساعدة لا ينبغي أن تذهب إلى حكومتي أنقرة ودمشق، بل إلى السكان المحليين". وتابعت الجالية الكردية في ألمانيا أن التجربة أظهرت أن "إمدادات المساعدات والتبرعات لا تصل في كثير من الأحيان إلى المحتاجين بسبب القرارات السياسية ويتم استغلالها بعيدا عن غرضها"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الكاثوليكية (ك ن ا).
"أعمال التنظيف ستستغرق وقتا طويلا"
وأشارت توقعات منظمة إغاثية ألمانية إلى أن أعمال التنظيف في تركيا وسوريا بعد كارثة الزلزال ستستغرق فترة طويلة.
وفي تصريحات للقناة الثانية بالتلفزيون "زد دي إف"، قال ياسكو فايكرت من المنظمة الألمانية للمساعدات الغذائية العالمية في عاصمة محافظة غازي عنتاب مساء أمس الاثنين إن إصلاح مثل هذه الكارثة الكبيرة سيستغرق وقتا.
وأضاف أن المدينة التي يبلغ عدد سكانها 5ر2 مليون نسمة بها العديد من المباني متعددة الطوابق" الناس يستخدمون الغاز في التدفئة. بمقدوركم أن تتخيلوا مدى الجهد اللازم فقط للتأكد من أن هذه المباني لن تنهار وللتأكد من عدم وجود انفجارات غازية. كل هذا سيستغرق وقتا طويلا جدا جدا". وأردف:" لم أشهد مثل هذا الأمر أبدا".
وأفاد فايكرت بأن بعض الناس يقيمون في سيارات ومحطات حافلات" وببساطة لا يجرؤون على الدخول إلى شققهم". وقال فايكرت إن تركيا لديها بنية جيدة لتقديم مساعدات الطوارئ.
وضرب زلزال بلغت قوته 7.8 درجة تركيا وجارتها سوريا في ساعة مبكرة من صباح أمس الاثنين، وتسبب في انهيار مبان سكنية بأكملها ودمر مستشفيات وخلف آلاف القتلى والجرحى والمشردين. وكان أكبر زلزال عالمي تسجله هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية منذ هزة أرضية جنوب المحيط الأطلسي في أغسطس آب 2021.
ص.ش/ح.ز (د ب أ)
مشاهد من الزلزال المدمر في جنوب تركيا وشمال سوريا
لا يمكن بعد توقع الحجم الكامل للكارثة، فعدد القتلى والجرحى يتزايد ويتزايد. والمساعدات في طريقها لتركيا وسوريا بعدما ضرب زلزال مدمر منطقة جنوب شرق تركيا وشمالي سوريا موقعا آلافا من القتلى والجرحي وأضرارا كبيرة في البلدين.
صورة من: Louai Beshar/AFP
حجم الكارثة لا يمكن معرفته الآن
بقوة 7,8 درجات على مقياس ريختر وعلى عمق حوالى 17,9 كيلومترا، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، ضرب زلزال مرعب منطقة جنوب شرقي تركيا وشمالي سوريا في ساعة مبكرة من صباح الاثنين (6 فبراير/ شباط 2023)، ما أسفر عن دمار شديد ومقتل أكثر من 2700 شخص في البلدين، بحسب معطيات غير نهائية مساء الاثنين. ولا تكفّ الحصيلة عن الارتفاع، إذ لا يزال عدد كبير جداً من الأشخاص تحت الأنقاض.
صورة من: Mahmut Bozarslan/AP Photo/picture alliance
الزلزال يباغت الناس في نومهم
وقع الزلزال والناس نياما، عند الساعة 04:17 بالتوقيت المحلي (01,17 بتوقيت غرنيتش). وكان مركزه في منطقة بازارجيك بمحافظة قهرمان مرعش على بعد 60 كيلومترا من الحدود السورية. وأعقبه عشرات الهزات الارتدادية، ثم ضرب زلزال جديد بقوة 7,5 درجات عند الساعة 10,24 بتوقيت غرينتش جنوب شرق تركيا. وشعر بالزلزال سكان في كل من لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية واليونان وقبرص وأرمينيا وجورجيا والعراق وبعض مناطق مصر .
صورة من: Erkan Kama/AA/picture alliance
أردوغان يعلن الحداد العام
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحداد العام في عموم البلاد لمدة 7 أيام. وجاء في التعميم الذي وقع عليه أردوغان، مساء الاثنين: "نتيجة الزلازل التي ضربت بلدنا في 6 شباط/ فبراير 2023، تقرر الحداد الوطني لمدة 7 أيام، وتنكيس الأعلام داخل البلاد وفي الممثليات الخارجية حتى الأحد 12 فبراير"، وفقا لوكالة أنباء الأناضول التركية.
صورة من: Depo Photos/ABACA/picture alliance
"أقوى" زلزال في سوريا منذ نحو 30 عاما
وفي سوريا المجاورة تسبب الزلزال في سقوط أبنية في محافظات عدة على رؤوس قاطنيها، بينما لا تزال المئات من العائلات تحت الأنقاض. وتعلن الحكومة السورية تباعاً عن عدد الضحايا فيما تستمر عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض. ونقل عن مدير عام المركز الوطني لرصد الزلازل رائد أحمد قوله "هذا الزلزال هو الأقوى... منذ العام 1995".
صورة من: Omar Albam
حصيلة ضخمة مؤقتة في سوريا للضحايا
وفي أنحاء سوريا قتل 1300 شخص على الأقل جراء الزلزال، في حصيلة غير نهائية لوزارة الصحة السورية وفرق إغاثة. وأعلنت وزارة الصحة مقتل 593 وإصابة 1411 آخرين في حصيلة غير نهائية في مناطق سيطرة الحكومة في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس. كما أفادت منظمة الخوذ البيضاء العاملة في مناطق الشمال الخارجة عن سيطرة دمشق بمقتل 700 شخص وإصابة أكثر من ألفين آخرين. فيما تستمر عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض.
صورة من: Louai Beshar/AFP
استغاثة الخوذ البيضاء بمناطق المعارضة
وفي مناطق سيطرة الفصائل المسلحة والمعارضة بشمال وشمال غرب سوريا، رجّحت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني العامل في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق) "ارتفاع عدد الوفيات بشكل كبير لوجود مئات العائلات تحت الأنقاض". ودعت المنظمة وسط ظروف مناخية قاسية "جميع المنظمات الإنسانية الدولية إلى التدخل السريع لإغاثة المنكوبين وتلبية احتياجاتهم".
صورة من: Mohammed Al-Rifai/AFP
أوضاع كارثية وتصدع آلاف المباني
سنوات الحرب الطويلة تسببت في تصدّع آلاف الأبنية في محافظات عدة خصوصاً تلك التي شهدت معارك ضارية وقصفاً جوياً. ودفعت موجات النزوح المتكررة والفقر المدقع سوريين كثر إلى السكن في مباني متضررة أو شبه مدمرة. وتشهد مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في إدلب وحلب أوضاعا كارثية وعائلات تنتظر سماع أخبار عن أفرادها، بينما انهمك عمال الإغاثة في نقل المصابين وانتشال الضحايا من تحت ركام الأبنية.
صورة من: Ghaith Alsayed/AP Photo/picture alliance
قلعة حلب ومواقع آثارية تتعرض للضرر
وفي حلب، ثاني مدن سوريا، بقيت عشرات العائلات منذ وقوع الزلزال فجرًا في الحدائق العامة رغم تساقط أمطار غزيرة، خشية حصول هزات ارتدادية. وتضرّرت قلعة حلب وعدد من المواقع الأثرية الأخرى، وفقاً للمديرية العامة للآثار والمتاحف.
صورة من: AFP
شولتس "مصدوم" ويقدم مساعدات
وغرّد المستشار الألماني أولاف شولتس (أرشيفية) على تويتر: "نتابع الأنباء عن الزلزال في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا وسط حالة من الصدمة .. نحن نحزن مع الأقارب ونقلق مع المدفونين (تحت الأنقاض). وسترسل ألمانيا مساعدة بالطبع". أما وزيرة الخارجية بيربوك فكتبت: "استيقظنا على أخبار مروعة من تركيا و سوريا. خواطري مع أقارب ضحايا هذا الزلزال المرعب.. سنرسل على وجه السرعة مساعدات بالتعاون مع شركائنا".
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
ماكرون: صور فظيعة من تركيا وسوريا
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا "مستعدة لتوفير مساعدة عاجلة للسكان" في تركيا وسوريا. وكتب ماكرون الاثنين في تغريدة "تردنا صور فظيعة من تركيا وسوريا بعد زلزال بقوة غير مسبوقة. نتعاطف مع العائلات التي خسرت أفرادا". (صورة من الأرشيف)
صورة من: Getty Images/AFP/O. Kose
الاتحاد الأوروبي يرسل فرق إنقاذ
وأرسل الاتحاد الأوروبي فرق إنقاذ إلى تركيا، وكتب المفوض الأوروبي المكلف بإدارة الأزمات يانيش لينارسيتش على تويتر: "إثر الزلزال الذي وقع في تركيا فعلّنا آلية الدفاع المدني في الاتحاد الأوروبي (..) وتوجهت فرق من هولندا ورومانيا" للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ. وأوضح ناطق باسم المفوضية الأوروبية أن هذه المساعدة تأتي بناء على طلب من تركيا.
صورة من: IHA agency via AP/picture alliance
حلفاء الناتو يحشدون الدعم لتركيا
وأعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، عن تضامنه وأعلن الدعم للدولة العضو تركيا بعدما ضربها زلزال مدمر. وكتب ستولتنبرغ على تويتر "التضامن الكامل مع الحليف تركيا عقب هذا الزلزال المريع". وأضاف "يحشد حلفاء الناتو الدعم"، مشيرا إلى أنه تواصل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو.
صورة من: Stoyan Nenov/REUTERS
بوتين مستعد لمساعدة سوريا وتركيا
وعرض الرئيس فلاديمير بوتين تقديم مساعدة لسوريا وتركيا. ولروسيا وجود عسكري قوي في سوريا، وبوتين حليف وثيق للأسد وله علاقة قوية مع أردوغان. وذكر بوتين برسالته لأردوغان "تقبلوا خالص عزائنا في الضحايا والدمار واسع النطاق... نحن مستعدون لتوفير المساعدة الضرورية في هذا الشأن". وفي رسالة مماثلة، أبلغ بوتين نظيره السوري أن روسيا تشاطر "من فقدوا أحباءهم الحزن والألم"، مضيفا أن موسكو مستعدة لتقديم المساعدة.
صورة من: Reuters/Sputnik/M. Klimentyev
أبو الغيط يدعو لتقديم الإغاثة بعيدا عن التسيس
كما دعا أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، المجتمع الدولي إلى تقديم الإغاثة الطارئة للمناطق المنكوبة في الشمال السوري. وقال المتحدث الرسمي باسمه في بيان: إن أبو الغيط أعرب عن تعازيه لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين في سوريا وتركيا. وأضاف أن الجامعة تناشد منظمات الإغاثة الدولية والإنسانية بالتحرك الفوري لمواجهة تداعيات هذه الكارثة من منظور إنساني بعيدا عن أي تسييس. صلاح شرارة