لا تزال المعارك الشرسة مستمرة اليوم (السبت 12 مارس/ آذار 2011) بين القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي والثوار في شرق البلاد، لاسيما في محيط مدينة رأس لانوف الغنية بالبترول، والتي تفيد أنباء بتناوب السيطرة عليها بين الطرفين.

وشنت القوات الموالية للقذافي أمس الجمعة غارتين على الأقل شرقي مدينة رأس لانوف، وأصابت موقع مراقبة للثوار ومصفاة نفط، وذلك بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس. وشكلت هذه المدينة الساحلية لأسبوع قاعدة متقدمة للمتمردين في شرق ليبيا، قبل أن يخلوها بعد عمليات قصف مكثفة الخميس.

أما في مدينة الزاوية، التي تبعد نحو 40 كيلومتراً عن العاصمة طرابلس، فاحتفلت القوات النظامية الجمعة بانتصارها على الثوار واستعادة المدينة بعد أسبوعين من القتال الضاري، وذلك بحسب صور بثها التلفزيون الليبي الحكومي. وأظهرت الصور أيضاً دماراً كبيراًَ لحق بعدد من المبان السكنية والمساجد.

وفي باقي أنحاء البلاد لا يزال الثوار يسيطرون على مصراتة الواقعة على بعد 150 كيلومتر شرقي طرابلس، بالإضافة إلى العديد من مدن الشمال الغربي، خصوصاً في محافظة الجبل الغربي، وذلك بحسب شهود عيان.

هذا وبعد 26 يوماً من الانتفاضة على نظام معمر القذافي، الذي يحكم بلاده منذ أكثر من 41 عاماً، ينتظر أن تصل اليوم مهمة إنسانية تابعة للأمم المتحدة إلى ليبيا بهدف "تقييم الحاجات الإنسانية". وقال خالد كعيم، نائب وزير الخارجية الليبي، إن "هذه المهمة ستزور المستشفيات والتعرف على مخزوننا من المواد الغذائية والطبية".

الجامعة تتجه لتأييد حظر جوي

ومن المقرر أن يلتقي وزراء خارجية دول الجامعة العربية اليوم من أجل بحث استصدار قرار بفرض حظر جوي على ليبيا. ودعا الأمين العام للجامعة عمرو موسى، في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية، إلى فرض الحظر الجوي على ليبيا، معرباً عن أمله في أن يكون للجامعة العربية "دور" في إقامتها.

وبرر موسى فرض الحظر الجوي "بمساندة الشعب الليبي في نضاله من أجل الحرية وضد نظام تزداد غطرسته". هذا وكانت الجامعة العربية أعلنت دعمها لإقامة مثل هذه المنطقة، لكنها أكدت معارضتها لأي تدخل عسكري في ليبيا. لكن مصدراً بوزارة الخارجية الجزائرية أكد أن حكومة بلاده ستعارض إقرار حظر جوي، معتبراً أن "مسألة فرض حظر جوي في ليبيا ليست من اختصاص أو صلاحيات المنظمات الإقليمية، وإنما هي من صميم مهام واختصاص مجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة".

فيسترفيله يحذر من "حملة صليبية" ضد ليبيا

وفي ألمانيا حذر وزير الخارجية غيدو فيسترفيله اليوم من شن ما أسماه بـ"حملة صليبية" على ليبيا. ودعا فيسترفيله المجتمع الدولي إلى إبداء التحفظ في المقترحات التي تدعو إلى التدخل العسكري في ليبيا، مطالباً بدلاً من ذلك بالحوار مع الدول المجاورة لها.

وأكد الوزير الألماني، في مستهل الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في مدينة غودولو القريبة من العاصمة المجرية بودابست، على أهمية تجنب إعطاء انطباع بأن الأمر "يدور حول حملة صليبية ضد مسلمين". وذكر فيسترفيله أن اتخاذ الغرب قرارات بدون إشراك الدول المعنية يمكن أن يعرض الديمقراطية الوليدة في المنطقة للخطر.

(ي.أ/ د ب أ/ أ ف ب)

مراجعة: عبده جميل المخلافي