1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جدل بين أمريكا والأمم المتحدة حول توزيع المساعدات في غزة

ماجدة بوعزة أ ف ب/ رويترز
٢٧ مايو ٢٠٢٥

فوضى عارمة وإطلاق نار خلال توزيع المساعدات في غزة، وتبادل اتهامات بين كل الأطراف. ما الذي يجري في ملف مؤسسة إغاثة غزة؟ ومن المسؤول عن الوضع؟

وزعت منظمات خيرية وجبات ساخنة على الفلسطينيين في مخيم النصيرات للاجئين، الذين يعانون من الجوع جراء الهجمات الإسرائيلية على غزة وإغلاق الحدود، يوم 27 مايو/أيار 2025.
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أفادا خلال مؤتمر صحافي في جنيف بأن لا علم لهما بتوزيع مساعدات.صورة من: Hassan Jedi/Anadolu/picture alliance

أعلنت "مؤسسة غزة الإنسانية" التي ظهرت للمرة الأولى في شباط/ فبراير 2025، أمس الاثنين أنها بدأت توزيع مواد غذائية في شاحنات في قطاع غزة الثلاثاء (27 مايو/ أيار 2025).

بدورها أفادت الأمم المتحدة الثلاثاء بأن لا معلومات لديها حول ما إذا كانت منظمة إغاثة مدعومة من الولايات المتحدة سلّمت أي مساعدات داخل قطاع غزة المنكوب. كما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) خلال مؤتمر صحافي في جنيف بأن لا علم لهما بتوزيع مساعدات.

وقالت الناطقة باسم الأونروا جولييت توما في اتصال عبر الفيديو "لا معلومات لدينا". وأضافت بالقول: "نعرف ما هي الحاجات ونعرف ما هو غير متوافر ونحن بعيدون جدا عن هذا الهدف اليومي".

وتابعت قائلة: "ثمة حاجة إلى دخول 500 إلى 600 شاحنة محمّلة إمدادات كحد أدنى إلى غزة. والأمر لا يقتصر على المواد الغذائية، بل كذلك أدوية ومعدات طبية ولقاحات للأطفال والوقود والمياه وغيرها من الأساسيات الضرورية لبقاء الناس على قيد الحياة".

أفادت الأمم المتحدة بأن لا معلومات لديها حول ما إذا كانت منظمة إغاثة مدعومة من الولايات المتحدة سلّمت أي مساعدات داخل قطاع غزةصورة من: Hatem Khaled/REUTERS

اتهامات للمؤسسة بالتعاون مع إسرائيل

من جانبه، أشار الناطق باسم "أوتشا" ينس لايركه إلى أن  الأمم المتحدة لا تشارك في عمليات الإغاثة التي تنفذها "مؤسسة غزة الإنسانية".

وقال لايركه إن الأمر "يصرف الأنظار عن الاحتياجات الفعلية، وهي إعادة فتح جميع المعابر إلى غزة وتوفير بيئة آمنة ضمن غزة وتسهيل التصاريح والموافقات النهائية بشكل أسرع لجميع الإمدادات الطارئة الموجودة لدينا مباشرة خارج الحدود والتي يتعيّن أن تدخل".

الولايات المتحدة تصف انتقاد الأمم المتحدة بأنها "قمة النفاق"

من جانب آخر وصفت الولايات المتحدة الثلاثاء (27 مايو/ أيار 2025) انتقاد الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لجهود الإغاثة المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل في غزة بأنها "نفاق"، مؤكدة أن الطعام يدخل  القطاع الفلسطيني بنجاح.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية  تامي بروس: "إنه لأمر مؤسف، لأن المسألة هنا تتعلق بتقديم المساعدات إلى غزة، ثم تتحول فجأة إلى شكاوى حول أسلوب أو طبيعة القائمين عليها"، واصفة الانتقادات بأنها "قمة النفاق".

وأكدت أن "الأمر الأهم هو أن مساعدات وأغذية تدخل إلى غزة على نطاق هائل"، وأضافت "إنها بيئة معقدة والأهم هو أن الأمر يحصل".

اعترافات إسرائيلية بفقدان السيطرة

أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ "فقدان السيطرة مؤقتا" اليوم الثلاثاء، عندما اندفعت حشود من الفلسطينيين إلى مركز إغاثة جديد في غزة، بينما قال مسؤول عسكري رفيع المستوى أن التوزيع كان "ناجحا" على الرغم من ذلك.

وقال رئيس الوزراء في خطاب ألقاه اليوم"وضعنا خطة مع أصدقائنا الأميركيين لمواقع توزيع مضبوطة، حيث ستُوزّع شركة أميركية الطعام على العائلات الفلسطينية. حصل فقدان مؤقت للسيطرة، ولحسن الحظ، استعدناها".

وضع إنساني مزرٍ.. الفلسطينيون تحت وطأة الجوع!

اندفع آلاف الفلسطينيين عصر الثلاثاء باتجاه مركز جديد لتوزيع المساعدات تديره منظمة مدعومة أميركيا في منطقة غرب رفح في جنوب قطاع غزة، على ما أفاد مراسل فرانس برس،  ما اضطر القوات الإسرائيلية إلى إطلاق النار تحذيرا.

وأتى ذلك بعد أيام قليلة على إعلان إسرائيل تخفيف الحصار المطبق الذي تفرضه منذ أكثر من شهرين على قطاع غزة ما أدى إلى تحذيرات كثيرة من وقوع مجاعة وشيكة.

وتوافد آلاف الفلسطينيين، ومنهم نساء وأطفال، نحو أحد مواقع توزيع المساعدات في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة التي تخضع بالكامل لسيطرة الجيش الإسرائيلي، لاستلام الطرود الغذائية بعضهم سيرا على الأقدام وبعضهم على عربات تجرها الحمير.

وأظهرت لقطات لم يتسن لرويترز التحقق من بعضها حتى الآن طوابير لأشخاص يسيرون عبر ممر تحيطه أسلاك شائكة إلى منطقة كبيرة مفتوحة تتكدس فيها المساعدات.

أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ "فقدان السيطرة مؤقتا"، عندما اندفعت حشود من الفلسطينيين إلى مركز إغاثة جديد في غزة.صورة من: Gaza Humanitarian Foundation/Reuters

ماذا نعرف عن مؤسسة "إغاثة غزة"؟

قالت إسرائيل ومؤسسة إغاثة غزة، دون تقديم أدلة، إن حركة حماس حاولت منع المدنيين من الوصول إلى مركز  توزيع المساعدات، ونفت حماس هذا الاتهام.

وقال إسماعيل الثوابتة مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة، الذي تديره حماس، لرويترز إن "السبب الحقيقي للتأخير والانهيار في عملية توزيع المساعدات هو سوء إدارة الشركة التي تتبع لإدارة الاحتلال الإسرائيلي، وما نتج عن ذلك من اندفاع آلاف الجائعين تحت ضغط الحصار والجوع،  ثم اقتحامهم مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام، تخلله إطلاق نار من الاحتلال الإسرائيلي".

وتقول إسرائيل إن مؤسسة إغاثة غزة التي تتخذ من سويسرا مقرا، هي مبادرة مدعومة من  الولايات المتحدة وإن قواتها لن تشارك في نقاط توزيع المواد الغذائية.

لكن تأييد إسرائيل للخطة التي تشبه مخططاتها المطروحة في السابق وتقاربها مع الولايات المتحدة دفعا كثيرين إلى  التشكيك في حياد المؤسسة، بمن في ذلك مديرها السابق الذي استقال على نحو مفاجئ يوم الأحد.

لا تملك مؤسسة غزة الإنسانية التي أسست في جنيف في شباط/فبراير، مكاتب أو ممثلين معروفين في هذه المدينة التي تستضيف مقار منظمات إنسانية دولية.

أعلن مديرها التنفيذي جيك وود استقالته الأحد الماضي بعدما أدرك أن المنظمة لا تستطيع إنجاز مهمتها "مع الالتزام بالمبادئ الإنسانية والحياد وعدم التحيز والاستقلالية". الاثنين، أعلنت المؤسسة أنها بدأت توزيع "مواد غذائية في شاحنات" على سكان غزة "في مواقع توزيع آمنة".

وأعلنت المؤسسة أنها انتهت من توزيع حوالي ثمانية آلاف من صناديق الطعام أي ما يعادل نحو 462 ألف وجبة بحلول مساء اليوم الثلاثاء، وذلك بعد حصار إسرائيلي دام قرابة ثلاثة أشهر للقطاع الذي مزقته الحرب.

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW