الجرعات التنشيطية.. ضرورية حتى بعد الإصابة بكورونا؟
١٣ سبتمبر ٢٠٢١
بدأت بعض الدول في توزيع الجرعة الثالثة من لقاحات كورونا، بينما تخطط إسرائيل لجرعة رابعة. لكن هل نحن بحاجة إلى ذلك بالفعل، وماذا في حال أصيب الملقح بكورونا؟
إعلان
تستعد هيئة تنظيم الدواء في الاتحاد الأوروبي في الأسابيع القادمة إلى منح تراخيص لجرعات تنشيطية (الجرعة الثالثة) للقاحي بيونتيك-فايزر وموديرنا ضد فيروس كورنا المستجّد.
يأتي هذا في وقت بدأت فيه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عمليا في هذا الإجراء، بل وإن إسرائيل التي تعتبر رائدة في عملية التطعيم بدأت تستعد لتوزيع جرعة رابعة وفق ما جاء على لسان مدير العام بوزارة الصحة نحمان آش في تصريح إذاعي الاثنين (13 سبتمبر/ أيلول2021).
وأوضح المسؤول الإسرائيلي قائلا: "لا نعرف متى سيحدث ذلك. وآمل بشدة ألا يكون في غضون ستة أشهر، مثل هذه المرة، وأن تستمر (فعالية) الجرعة الثالثة لفترة أطول". وإلى غاية اللحظة قامت إسرائيل منذ أغسطس/ آب الماضي إلى اليوم بتلقيح نحو 2,8 مليون شخص بهذه الجرعة المعززة.
وعلى العموم الجرعات التنشيطية ستشمل كبار السنّ والأشخاص الذين يعانون من مشاكل في جهاز المناعة أو مرضى السرطان.
التوجه نحو جرعة تنشيطية ثالثة وحتى رابعة بدأ يكرس طرح العلماء بأن الفيروس التاجي المستجّد لا يمكن القضاء عليه كليّا وإنما لا بد من التعامل معه والتحكم فيه مستقبلا. أسئلة عديدة تطرحها هذه الخلاصة بشأن ترتيب عملية التعامل هذه.
فعلى سبيل المثال، هل تبقى الجرعات التنشيطية ضرورية في حال فاق مستوى التطعيم 80 بالمائة؟ وماذا بالنسبة لأولئك الذين أصيبوا بفيروس كورونا وهم مطعّمون؟ ألم يحصلوا بفعل الإصابة على مستوى مناعة كاف يطيح بالحاجة إلى الجرعة التنشيطية هذه؟
الإصابة كجرعة تنشيطية؟
جواب واضح حول على هذه الأسئلة أدلى به عالم عالم الفيروسات الألماني كريستيان دروستن مشددا أن الهدف هو "ألّا نضطر دائمًا إلى التطعيم إلى ما لا نهاية".
فالتعايش مع الفيروس وفق رئيس قسم الفيروسات في مستشفى شاريتيه بالعاصمة الألمانية برلين يستلزم أولا تحقيق نسبة عالية جدا من التطعيم، ومن ثمّ "على كل شخص يتمتع بصحة جيدة ولا يعاني من سجل مرضي الحصول على التحصين المعزز من خلال الاتصال المتكرر بالفيروس".
بيد أن الشرط الأول الذي يتحدث عنه البروفيسور دورستن هو مرتبط بالأساس بإتمام الشرط الأول بنجاح. لكن واقع الأمر يشير إلى أنه وفي الدول الفقيرة التي يصعب فيها الوصول إلى اللقاحات لا تتجاوز نسبة التطعيم واحدا بالمائة، بينما وفي الدول الغنية تراجعت نسبة الاستجابة الشعبية لتلقي اللقاح كما حصل في ألمانيا التي استقر معدل التطعيم فيها عند 69 بالمائة اعتبرا من 12 عاما وما فوق.
يضاف إلى ذلك أنه ومع اقتراب الخريف تسجل مراكز العناية المركزة ارتفاعا في عدد الحالات الحرجة، ولهذا السبب يرفض ماركوس تسايتلينغر في الرهان على الإصابة بعد اللقاح الكامل "الأقل في الوقت الحالي" يقول مدير مركز الدواء بجامعة فيينا الطبية.
وأضاف في حوار مع القناة الألمانية الثانية (ZDF)، أنه ومع ازدياد الضغط على مراكز الإنعاش وشبه الجمود الذي تشهده عملية التلقيح، "لا بد من الجرعة الثالثة لأن الملقحين أنفسهم عرضة لكوفيد-19، حتى وإن كان ذلك بنسبة قليلة، وكبار السن والمرضى الذين يعانون قلّة المناعة أو مرضى السرطان يواجهون الخطر الأكبر.
فرضيات ثلاث
من هذا المنطلق، يطرح العالم النمساوي تسايتلينغر ثلاث فرضيات ممكنة، جميعها تنطلق من الحاجة إلى جرعة تنشيطية. الأولى أن يصبح التعزيز ضروريا فقط كل بضع سنوات، كما هو الحال مع لقاح TBE - حيث فترة التطعيم تدوم خمس سنوات. ثانيا، أن تكون الحاجة إلى التعزيز لأن المناعة لا تدوم طويلاً.
ثالثا، الحاجة للقاح المعدل تفترض تجديدا مستمرا من أجل حماية جيدة، في ظل معدل تطعيم منخفض في جميع أنحاء العالم، مع ظهور طفرات تطورة تقتضي تكيف اللقاحات.
و.ب/ أ.ح
جنسيات مختلفة.. تعرّف على أشهر اللقاحات المرخصة عبر العالم
رخصت منظمة الصحة العالمية للقاحين اثنين فقط لأجل الاستخدام الطارئ، إلّا أن هناك عددا من اللقاحات التي تستخدم في دول العالم، ومن بينها ثلاثة في الاتحاد الأوروبي. نتعرف على أبرز سبعة لقاحات.
صورة من: imago images/Jochen Eckel
لقاح بيونتيك/ فايزر
طورته بيونتيك الألمانية مشاركة مع فايزر الأمريكية. تبلغ نسبة فعاليته حسب آخر التجارب السريرية 95 بالمئة. هو أوّل لقاح ضد كورونا ترخص له منظمة الصحة العالمية. يستند إلى تقنية الحمض النووي الريبي (mRNA)، وهو اللقاح الأكثر انتشاراً في العالم الغربي، غير أنه تلقّى انتقادات بسبب صعوبة تخزينه، إذ يحتاج إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر للإبقاء على فعاليته.
صورة من: Tom Brenner/REUTERS
موديرنا
ثاني لقاح يرخص له الاتحاد الأوروبي بعد بيونتيك/ فايزر. طورته شركة موديرنا الأمريكية بالتعاون مع معاهد الصحة الوطنية الأمريكية للأمراض المعدية. وصلت فعاليته إلى 95 بالمئة. يعتمد التقنية نفسها تقريبا (mRNA)، لكن شروط تخزينه أقل صرامة ويحتاج 20 درجة تحت الصفر. ورغم ذلك بقيت كميات توزيعه في العالم أقلّ من اللقاح الأول، ما قد يفسر بسعره الذي يبلغ 33 دولارا للجرعة عكس اللقاح الثاني البالغ 20 دولارا.
صورة من: Jens Krick/Flashpic/picture alliance
سبوتنيك V
هو أول لقاح في العالم يعلن مطوروه فعاليته ضد كورونا رغم أنه لم يكن حينها قد اجتاز المرحلة الثالثة. طوّره معهد جماليا الحكومي الروسي، وتصل فعاليته إلى 92 بالمئة حسب الأرقام الروسية لكن مع تردد علمي غربي بسبب قلة المعطيات المنشورة حوله. استوردته عدة دول منها المجر والجزائر وصربيا والإمارات. يتميز بسهولة نقله وثمنه الرخيص (10 دولارات) وهو يستخدم تقنية نواقل الفيروسات الغدية (أو الغدانية).
صورة من: Sergei Bobylev/TASS/dpa/picture alliance
أسترازينيكا/ أكسفورد
اللقاح الثاني الذي ترخصّ له منظمة الصحة العالمية والثالث للاتحاد الأوروبي. أرخص اللقاحات لكنه كذلك أقلها فعالية (70 بالمئة) كما شككت دول كثيرة في فعاليته بخصوص كبار السن وكذلك ضد النسخ المتحورة. طورته شركة أسترازينكا البريطانية-السويدية بالتعاون مع جامعة أكسفورد. استوردته عدة دول بعد مساهمة معهد مصل الهند في إنتاجه. عملية نقله وتخزينه سهلة وهو كذلك يستخدم تقنية الناقل الغدي.
صورة من: Frank Hoermann/Sven Simon/imago images
سينوفارم
طورته شركة سينوفارم المملوكة للدولة الصينية مع معهد بكين للمنتجات الحيوية. طرحته الإمارات أولا قبل أن ترخص له الصين، ثم استوردته عدة دول منها المغرب والأردن ومصر. وصلت نسبة فعاليته حسب مصنعيه إلى 79 بالمئة لكن المعطيات العلمية غير منشورة بالشكل المطلوب. يستخدم تقنية حقن الفيروس المعطل، وأكبر غموض يلفه هو ثمنه، إذ ذكرت عدة تقارير أن الجرعة لا تقل عن 30 دولارا بينما ذكرت أخرى سعرا أقل أو أعلى.
صورة من: Zhang Yuwei/AP/picture alliance
كورونافاك
أنتجته شركة سينوفاك الصينية، لكن الترخيص له داخل الصين أخذ وقتا أطول. نسبة فعاليته مثيرة للجدل إذ أظهرت اختبارات في البرازيل أنها لم تتجاوز 51 بالمئة، غير أن اختبارات أخرى في تركيا التي كانت من أوائل من رخصوا له رفعت الفعالية إلى 91 بالمئة. يستخدم التقنية نفسها للقاح سينوفارم، وتحوم حوله الكثير من الأسئلة بسبب قلة المعطيات، خاصة ثمنه الذي لم ترد معطيات عنه وإن كانت تقارير قد قدرته بعشرة دولارات.
صورة من: Murat Cetinmuhurdar/Presidential Press Office/REUTERS
جونسون آند جونسون
طورته شركة "جونسون آند جونسون" الأمريكية، وبدأت جنوب إفريقيا باستخدامه رغم عدم الترخيص به في الولايات المتحدة أو أوروبا، بعدما تبين لها أنه قادر على مواجهة النسخة المتحورة، عكس ما أظهرته تجارب أولى. تصل نسبة فعاليته عالميا إلى 66 بالمئة عالميا و72 في أمريكا. يمتاز عن غيره أنه من جرعة واحدة، ما يقوّي حظوظه للانتشار أكثر. يستخدم تقنية نواقل الفيروس الغدية، وهو سهل التخزين.
صورة من: Thiago Prudencio/DAX/ZUMA Wire/picture alliance