الجرعة بألفي يورو .. ألمانيا تنوي استخدام "علاج ترامب"
٢٤ يناير ٢٠٢١
تعتزم ألمانيا استخدام العلاج التجريبي القائم على الأجسام المضادة الذي تلقاه دونالد ترامب للشفاء من كوفيد-19. هذا في وقت أغلقت أبواب مشفى في العاصمة برلين أمام المرضى بعد ثبوت إصابة 20 شخصاً بالنسخة البريطانية المتحورة.
صورة من: Jonathan Ernst/Reuters
إعلان
تتجه ألمانيا لتكون أول دولة أوروبية تستخدم العلاج التجريبي القائم على الأجسام المضادة الذي تلقاه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للشفاء من كوفيد-19، وفق ما أعلن وزير الصحة الألماني ينس شبان الأحد (24 كانون الثاني/ يناير 2021). وقال شبان لصحيفة "بيلد ام زونتاغ" إن "الحكومة اشترت 200 ألف جرعة بسعر 400 مليون يورو"، أي بكلفة ألفي يورو للجرعة الواحدة.
وأوضحت متحدثة باسم وزارة الصحة لفرانس برس أنّ المرضى سيتلقونه مجاناً.
وأشار الوزير الألماني إلى أنّ نوعين من علاج الأجسام المضادة "الأحادية النسيلة" سيتوافران في المستشفيات الجامعية الأسبوع المقبل، مضيفاً أنّ دولته هي "الأولى في الاتحاد الأوروبي" التي تلجأ إلى ذلك في مواجهة تفشي الوباء.
وتمت الموافقة على النوعين للاستخدام الطارئ في الولايات المتحدة ولكنهما لا يزالان في حاجة إلى الضوء الأخضر من الهيئات الناظمة في أوروبا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة الألمانية إنّ ألمانيا اشترت جرعات من المختبر الأميركي "ريجينيرون" ومن نظيره "إلي ليلي".
وكان ترامب الذي دخل المشفى لفترة قصيرة نهاية تشرين الأول/أكتوبر لإصابته بفيروس كورونا المستجد، قد تلقى العلاج الذي طوّره "ريجينيرون" قبل أن ترخص له إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، مثنياً عليه. ونسخة "ريجينيرون" عبارة عن مزيج أو "كوكتيل" من اثنين من الأجسام المضادة المصنّعة مخبرياً: بروتينات مقاومة للعدوى جرى تطويرها لتلتصق بسطح بروتين كورونا ومنعه من دخول الخلايا البشرية.
ويعمل علاج "الي ليلي" بالطريقة نفسها، ولكن مع استخدامه جسماً مضاداً صناعياً واحداً.
وأوضح ينس شبان في حديثه الصحافي أنّ هذه الأجسام المضادة "تعمل مثل التطعيم السلبي"، مضيفاً "أن إعطاءها خلال المراحل الأولى من الإصابة قد يساعد المرضى المعرضين لمخاطر عالية على تجنب تطور أكثر خطورة" للمرض.
ويأتي قرار ألمانيا باستخدام هذين العقارين قبل أن يحظيا بترخيص وكالة الأدوية الأوروبية، في وقت يتزايد الإحباط في الاتحاد الأوروبي جراء بطء عمليات توفير اللقاحات. وكانت شركتا فايزر/بايونتيك واسترازينيكا أعلنتا أن إمدادات اللقاح لأوروبا ستكون أقل من المتوقع على المدى القصير بسبب صعوبات في عمليات الإنتاج.
وأكدت الحكومة الألمانية أنّها لا تزال تتوقع توفير اللقاح لجميع الألمان بحلول نهاية آب/أغسطس.
توقف مشفى في برلين عن استقبال مرضى
وفي برلين توقف مشفى فيفانتس في حيّ راينكندورف عن استقبال مزيد من المرضى بعد إصابة العديد من العاملين فيه بالنسخة البريطانية المتحورة من فيروس كورونا. وقد أظهرت الفحوص الدورية إصابة 6 أشخاص من العاملين و14 مريضاً، وفق ما أكده المشفى اليوم الأحد.
وقد أمرت السلطات الصحية السبت بإيقاف استقبال مزيد من المرضى لوقف انتشار الفيروس حتى إشعار آخر. ويخضع العاملون في المشفى البالغ عددهم 1700 شخص لحجر خاص، بحيث يسمح لهم بالحركة فقط من البيت إلى المشفى ومن المشفى للبيت.
والجدير ذكره أن النسخة البريطانية المتحورة من الفيروس أسهل من سابقتها بالانتقال وأكثر فتكاً.
صورة من: Kay Nietfeld/AFP/Getty Images
استعداد لهجمات محتملة على مراكز التطعيم
وفي نفس السياق، أعلنت الحكومة الألمانية أنها تستعد لأية هجمات محتملة على مراكز التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد وعلى عمليات نقل اللقاح وكذلك على منتجي اللقاحات. وجاء في رد وزارة الداخلية الألمانية على استجواب من الكتلة البرلمانية لحزب الخضر، وحصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منه أنه على الرغم من أنه ليس هناك أية إشارات ملموسة على مثل هذه الهجمات، فإن هناك "تهديداً مجرداً" للمؤسسات المذكورة بسبب "الحضور الإعلامي الكبير وكذلك الديناميكية والعاطفة العالية" للموضوع.
وجاء في خطاب الوزارة أيضاً: "في هذا السياق يجب أيضاً أخذ نشوب احتجاجات من جانب معارضين مناهضين للقاح ومن متشككين في وجود فيروس كورونا من الأساس ومن أصحاب نظرة المؤامرة في مواقع شركات الإنتاج ومراكز التطعيم ومرافق تخزين اللقاحات، بعين الاعتبار أيضاً".
خ.س/ص.ش (أ ف ب، د ب أ)
بسبب قواعد كورونا.. مدن ألمانيا في "الحجر الصحي"
لم يسبق أن كانت مراكز المدن في ألمانيا فارغة بهذا الشكل قبل عيد الميلاد. ففي جميع أنحاء البلاد تنطبق قوانين كورونا المتشددة. قواعد الحجر الصحي المفروضة بسبب كورونا تقدم صورة غير مألوفة للحياة في ألمانيا.
صورة من: Kay-Alexander Scholz/DW
شارع كورفورستندام أو "كودام" خال في برلين
كورفورستندام أو "كودام": شارع التبضع وشارع التجوال في برلين الذي كان يعج عادة بالمتجولين خال تماما في هذا العام. لأنه هنا منذ أن فُرضت قيود واسعة لمكافحة جائحة كورونا ظلت غالبية المتاجر مغلقة.
صورة من: Kay-Alexander Scholz/DW
بريق خافت في عيد الميلاد
وغير بعيد عن كورفورستندام يوجد عادة سوق عيد الميلاد في ساحة برايتشايد في الأثناء مع إجراءات أمنية مشددة. لأن نقطة اللقاء هنا في وسط برلين الغربية سابقا تعرضت لكارثة شديدة في عام 2016 حين توفي 12 شخصا على إثر هجوم ارهابي.
صورة من: Paul Zinken/dpa/picture alliance
الاكتفاء بالنظر إلى الواجهة
متجر الغرب على امتداد شارع كورفورستندام يُعتبر المتجر الشهير في ألمانيا. فعلاوة على جناح المواد الغذائية الشهير، كل شيء متوفر هنا. وتجارة التجزئة الألمانية ستحصل على تعويضات ـ لكن الكثير من التجار يترقبون مساعدات ديسمبر التي وعدت الحكومة بتقديمها.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
حزن يخيم على مدينة هامبورغ
والوضع غير مختلف في ثاني أكبر مدينة ألمانية أي هامبورغ. ففي وسط المدينة حول شارع مونكبيرغ يسود فراغ تام. وحتى هنا تتوقع تجارة التجزئة بسبب الحجر الصحي الثاني تراجعا قويا في المبيعات ـ بشرط أن تنتهي تلك القيود كما هو مخطط في العاشر من يناير.
صورة من: Bodo Marks/dpa/picture alliance
إجراءات مراقبة الشرطة في فرايبورغ
فرايبورغ في منطقة برايزغاو تُعد مدينة محبوبة لدى الكثيرين ويجوبها سيل من الماء على هامش الغابة السوداء. هنا أيضا على غرار جميع المواقع في ولاية بادن فورتمبيرغ تسود قيود حظر تجول مشددة، وذلك منذ الـ 12 من ديسمبر/ كانون الأول. ولا يمكن مغادرة المنزل إلا لأسباب وجيهة وفي الليل تٌعتمد قوانين أكثر شدة من فترة النهار.
صورة من: Antonio Pisacreta/ROPI/picture alliance
استعراض موسيقي عسكري في ميونيخ
هنا عاصمة بافاريا ميونيخ. فحول ساحة ماريا شتاخوس يقف في العادة في مثل هذه الأوقات حشود من الناس لشرب النبيذ الساخن. وهذا لا يمكن فعله هذه السنة بسبب إجراءات كورونا وحظر تناول الكحول في الأماكن العامة.
صورة من: Sachelle Babbar/Zumapress/picture alliance
سبات بافاري طويل
كما هو الوضع هنا في حي الصليب بميونيخ تمر ولاية بافاريا التي ضربها الفيروس بسبات عميق. ورغم القيود المتشددة يساند 69 في المائة من الألمان ما يُسمى بالحجر الصحي الثاني ـ هذا ما تمخض عنه استطلاع للرأي لصالح القناة الأولى في التلفزة الألمانية في هذا الأسبوع.
صورة من: Matthias Schrader/AP Photo/picture alliance
بقعة وباء ساكسونيا
في ولاية ساكسونيا تبقى نسبة العدوى مرتفعة أكثر من أي مكان آخر: أكثر من 700 عدوى جديدة مقابل 100.000 نسمة في غضون أسبوع واحد، كما أعلنت عن ذلك دائرة باوتسن. وفي شارع رايشن، الشارع الحقيقي لمدينة باوتسن يبدو هرم عيد الميلاد في حلة حزينة.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa/picture alliance
بالكمامة أمام كنيسة دريسدن
وحتى في عاصمة الولاية دريسدن تسود منذ مدة طويلة إلزامية وضع الكمامة. وتعليمات كورونا في ولاية ساكسونيا تم تشديدها في نهاية الأسبوع: فالمتاجر يحق لها بيع حاجيات اللوازم اليومية فقط. والألبسة والكتب أو الألعاب يتم سحبها بغية عدم جلب الزبائن والتخفيف من الاحتكاك.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa/picture alliance
صورة وكأنها من التاريخ
الساحة أمام بوابة براندنبورغ لم تكن خالية من البشر على هذا النحو منذ وجود جدار برلين أي حتى عام 1989. ولا ينقص فقط السياح ـ بل حتى الاحتفال بليلة رأس السنة الأكبر في البلاد والألعاب النارية التي تُنقل فعالياتها إلى جميع أنحاء العالم ألغيت هذه السنة. على الأقل الساعة الشهيرة لحساب الدقات حتى منتصف الليل ستكون تماشيا مع كورونا رقمية وتُنقل عبر التلفزيون. إذن سنة جديدة سعيدة!