1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الجزائريون يركبون الميترو ويرددون "هرمنا من أجل هذه اللحظة"

٦ نوفمبر ٢٠١١

بعد ثلاثين عاما من انطلاق المشروع، تمكن الجزائريون من تحقيق حلمهم واستطاعوا ركوب الميترو، انه المشروع الذي كلف خزينة البلاد مليار يورو. ومن المتوقع أن ينقل 60 مليون مسافر سنويا.

صورة من: DW

يحج آلاف الجزائريين منذ الأول من نوفمبر الجاري إلى قلب العاصمة الجزائر لاكتشاف حلم "الميترو" الذي أصبح حقيقة بعدما انتظاره ثلاثة عقودا كاملة، وشهدت محطاته العشرة الممتدة على مسافة 9.5 كلم ازدحاما كبيرا أمام شبابيك بيع التذاكر وعلى أرصفة الانتظار في مشهد يوحي أن الجميع في انتظار اكتشاف معلم سياحي يعرض لأول مرة، وتفنن الجميع في التقاط الصور والفيديوهات التذكارية للمشروع الأكثر عمرا وجدلا في الجزائر المستقلة.

وفي جولة قادت موقع دوتشيه فيله إلى محطة الميترو بحي البدر بباش جراح، واقتطعت تذكرة إلى محطة تافورة بالبريد المركزي رصدت انطباعات المسافرين الذين اتفقوا حول أهمية الإنجاز المحقق في تسهيل عملية التنقل التي تؤرق يومياتهم، لكنهم اختلفوا في تحديد النقائص التي لاحظوها والأولويات التي يستعجلون السلطات بتوفيرها، وتعول وزارة النقل على الميترو للمساهمة في تحسين النقل الحضري على مستوى العاصمة من حيث النوعية والكمية، ومن المتوقع أن ينقل 25 ألف مسافر في الساعة وأكثر من 60 مليون مسافر سنويا على مجموع الخط الأول في انتظار إتمام إنجاز التوسعات الأخرى التي أعلنت عنها مؤسسة ميترو الجزائر.

"هرمنا من أجل هذا الميترو"

محطة الميترو في البريد المركزي في الجزائر العاصمةصورة من: DW

كانت عبارة "هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية"، التي قالها التونسي أحمد الحفناوي الشعار الذي ردده الجزائريون، خاصة من كبار السن، وهم يركبون عربات متروا الأنفاق، ويقول الحاج عمر معيش لدوتشيه فيله "لقد واكبت كل المراحل التي عرفها مشروع الميترو منذ الإعلان عنه سنة 1970، حينها كنت في ريعان الشباب، وها أنا أركبه الآن بعد أن اشتعل الرأس شيبا، وكثيرا من أقراني وأصدقائي كانوا يتمنون هذه اللحظة التاريخية لركوب هذه الوسيلة العصرية، لكن الموت استعجلهم قبل أن تستعجل حكومتنا أشغاله في الفترة الأخيرة.

وعند وصول عربات الميترو محطة المعدومين، وفتحت الأبواب سمعنا زغاريد تملأ المكان، وبعد لحظات دوت ذات الزعرودة في عربة الميترو، كانت خالتي خديجة هي من ملئت المكان بهجة ومرحا، حيث اجتمع حولها بعض الشباب وبدأوا بالتصفيق وترديد شعارات أحد الأندية الرياضية العاصمية، اقتربنا من خالتي خديجة واستفسرناها عن سبب فرحتها فردت والابتسامة لا تفارق محياها "لم أكن أنتظر هذه اللحظة التي أركب فيها الميترو، وفي هذه المناسبة الخالدة من ذاكرة الشعب الجزائري".

نقائص كثيرة والأهم العربات تسير

السيدة فائزة سويسي القادمة من ولاية ورقلة في زيارة عائلية تغتنم الفرصة لركوب الميتروصورة من: DW

لكن محمد الذي كان يقف بالقرب منا تدخل قائلا "يجب أن لا نبالغ في الفرحة، فما تحقق لا يساوي شيء أمام المليارات التي صرفت والسنين التي انقضت من أجل إنجاز مشروع بـ9 كيلومترات فقط"، وأكثر من ذلك هناك الكثير من النقائص التي لاحظناها في اليوم الأول". ويضيف رفيقة جمال المغترب في بريطانيا "إن دخول الجزائر نادي المدن التي بها الميترو شيء جميل جدا، خاصة وأنها الأولى مغاربيا، لكن تلاحظون أن سياسة الترقيع التي يتفنن فيها مسؤولونا واضحة في طريقة تهيئة المحطات خلال الساعات الأخيرة قبل تدشينه من طرف رئيس الجمهورية، إضافة إلى انعدام المرافق الضرورية من محلات تجارية ومراحيض عمومية ومقاعد على طول رصيف الانتظار بالإضافة إلى غياب وحدة للحماية المدنية للتدخل في حالة وقوع أي حادث، وهذا أمر نأسف له، ونتمنى تداركه في القريب".

وتقول فائزة سويسي القادمة من ولاية ورقلة في زيارة عائلية: "إنجاز رائع، ليس بالنسبة للعاصميين فقط بل لكل الجزائريين، لقد أعجبني التنظيم المحكم، وانتشار عناصر الأمن في كل مكان لتأمين سلامة المسافرين، أتمنى أن يحافظ الجميع عليه·

الركوب في الميترو يبقى حلم الفقراء

واشتكى الكثير من المسافرين من غلاء سعر التذكرة التي حددت بـ 50 دينار، واعتبروا ذلك حرمانا غير معلن للطبقة الفقيرة من ركوب الميترو، ويقول عبد الحق " لقد ركبت اليوم للاكتشاف فقط، أما بعد ذلك فلا يمكنني دفع 100 دينار يوميا، في الوقت الذي يمكنني دفع أقل من ذلك في وسائل النقل الأخرى" ويضيف عبد الحق الموظف بمؤسسة خاصة في حي بلكور" يبدوا أن الميترو أصبح في حكم المسؤولين وسيلة رفاهية لفئة من الشعب دون غيرها، وما على الفقراء إلا الاستمرار مع الحافلات المهترئة لأنها الأقل تكلفة".

صورة من: DW

ويؤكد سفيان زنار، رئيس جمعية حماية المستهلك لدوتشيه فيله "أن أسعار تذاكر الميترو لا تتناسب مطلقا مع القدرة الشرائية للجزائريين، وحتى الطبقة المتوسطة، لا تستطيع دفع 50 دينار (نصف يورو) للفرد الواحد للتنقل في وجهة واحدة، في الوقت الذي بإمكان الفرد أن يتنقل بنفس المبلغ من الجزائر إلى ولايات مجاورة".

إنجاز سياسي في غياب الفعالية الإقتصادية

وفي اتصال مع عمار حدبي مدير ميترو الجزائر أكد أن المستعملين الأوفياء للخط سيحصلون على تخفيضات معتبرة، بحيث سيستفيد مستعملو الاشتراك الأسبوعي والاشتراك الشهري وشراء دفتر من 10 تذاكر من خصم، كما يسمح الاشتراك الأسبوعي والشهري بالقيام بالسفر غير المحدد خلال فترة الاشتراك.

يذكر أن ميترو الجزائر كلف الخزينة العمومية مليار يورو وينتظر مسيروه أن يحقق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، فيما يعتبره البعض مشروعا سياسيا في غياب أي مردودية اقتصادية ذات قيمة، ويقتصر دوره على تنشيط القطاع الخدماتي فقط.

الجزائر/ توفيق بوقاعدة

مراجعة: يوسف بوفيجلين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW