الجزائر: التحقيق في حادثة حفل "سولكينغ" وإقالة مسؤول كبير
٢٣ أغسطس ٢٠١٩
فيما بدأت السلطات المختصة التحقيق في حادثة التدافع في حفل سولكينغ، أقال رئيس الوزراء الجزائري مسؤولا كبيرا "لإخلاله بالواجبات المنوطة به". وعلق سولكينغ على الحادثة بأنه لم يعلم بها ولا بوقوع ضحايا إلا بعد انتهاء الحفلة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Guidoum
إعلان
قرر رئيس الوزراء الجزائري نور الدين بدوي، مساء اليوم الجمعة (23 آب/ أغسطس) إقالة المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، سامي بن الشيخ الحسين. وجاء القرار بعد مقتل 5 أشخاص وإصابة العشرات في حادثة تدافع سبقت انطلاق حفل غنائي أحياه مغني الراب الجزائري عبد الرؤوف الدراجي المعروف باسم سولكينغ، ليلة الخميس على "ملعب 20 أغسطس" بوسط العاصمة الجزائرية.
وقال التلفزيون الرسمي، إن بدوي، أنهى مهام بن الشيخ الحسين، بسبب "إخلاله وتقصيره في أداء الواجبات المنوطة به عقب الحادثة الأليمة التي أودت بحياة 5 من أبنائنا الشباب". وتولى الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة تنظيم الحفل الغنائي.
من جهته، شدد الرئيس الجزائري عبد القادر بن صالح، في رسالة تعزية بعث بها إلى أسر الضحايا، على "ضرورة المتابعة الصارمة" لحيثيات هذه الحادثة الأليمة واتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي تكرارها.
بدء التحقيق في الحادث
وفي هذا السياق أمر القضاء الجزائري بفتح تحقيقات معمقة، في الحادثة. وقال وكيل الجمهورية لدى محكمة سيدي أمحمد في العاصمة الجزائر في بيان له اليوم "إثر الحادثة المؤلمة التي وقعت خلال الحفل المنظم ليلة الخميس الموافق 22 آب/أغسطس 2019 بملعب 20 أغسطس بحي محمد بلوزداد، والذي أدى إلى وفاة 5 أشخاص من بينهم فتاة لا تتعدى 13 سنة، قمنا بالتنقل على الفور إلى مكان الحادثة رفقة عناصر الضبطية القضائية المختصة". وأضاف "بعد المعاينات الأولية، أمرنا بفتح تحقيقات معمقة بغرض معرفة ظروف وملابسات هذه الواقعة مع تحديد المسؤوليات".
وبدوره أكد المغني سولوكينغ، في منشور له في صفحته على الفيسبوك "أنه لا هو ولا الفنانين الذين رافقوه كانوا على علم بهذه المأساة" وعواقبها الأليمة، قبل وأثناء الحفل، وهو ما يفسر مواصلتهم تنشيطه". وأشار إلى أنه "لا أحد منهم ما كان ليصعد فوق الخشبة لو علم بهذا الخبر القاتل".
ع.ج/ هـ. د (أ ف ب، د ب أ)
في صور.. حوادث تدافع حولت احتفالات إلى فواجع
تذهب الجماهير إلى فعاليات موسيقية أو رياضية أو حتى دينية على أمل الترويح عن النفس، غير أنه أحيانا تنقلب الأمور إلى ضدها ويتحول الاحتفال إلى مأساة بسبب حوادث التدافع. في صور: حوادث مؤلمة وأحدثها بالجزائر.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Guidoum
الجزائر.. رحيل مرددي أغنية "الحرية"
جاؤا ليفرحوا ويرددوا أغنية "الحرية"، التي أهداها لهم ابن بلدهم، نجم الراب الجزائري المقيم في فرنسا سولكينغ، فحدث تدافع ووقعت المأساة في ملعب "20 غشت" ببلدية بلوزداد بالجزائر مساء الخميس (22 أغسطس/ آب 2019). كان المعلب يستعد لحفلة سولكينغ وكانت هناك جماهير غفيرة وطوابير وحواجز، وقبل انطلاق الحفل بساعة وقع تدافع عند أحد المداخل فقتلت فتاتان وثلاثة فتيان وجرح 100 آخرون على الأقل، حسب الدفاع المدني.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Guidoum
ألمانيا.. مأساة المشاركين في "مسيرة الحب"
التدافع لا يقتصر على البلدان النامية، فدولة مثل ألمانيا شهدت تدافعا أدى إلى مقتل 21 شخصا وإصابة أكثر من 500 آخرين. وقعت الكارثة في دويسبورغ في 24 يوليو/ تموز 2010، أثناء ما تعرف بـ"مسيرة الحب"، وهي مسيرة لعشاق "موسيقى التكنو" كانت تقام سنويا منذ 1989، وبلغ عدد المشاركين فيها عام 1999 نحو 1.5 مليون شخص. لكن بعد بعد كارثة دويسبورغ تم إلغاء المسيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/E. Wiffers
بيرو تشهد أكبر تدافع في ملاعب الكرة
غير أن أعداد القتلى في التدافع في ملاعب الكرة أكبر منها في الحفلات الموسيقية. وكانت ليما عاصمة بيرو قد شهدت في 24 مايو/ أيار 1964 أكبر مأساة لجماهير الكرة حتى الآن. فقبيل نهاية مباراة بيرو والأرجنتين في التصفيات المؤهلة لدورة طوكيو الاولمبية نزلت الجماهير أرض الملعب وردت الشرطة بقنابل الغاز فوقع ذعر وتدافع أدى إلى مقتل نحو 350 شخصا وإصابة ما بين 500 و1000 شخص.
صورة من: Imago Images/United Archives International
مصر.. كارثتان لن تنساهما جماهير الكرة
شهد ملعب بورسعيد أسوأ كارثة في تاريخ الكرة المصرية. ففي الأول من فبراير/ شباط 2012 اقتحمت جماهير نادي المصري البوسعيدي الملعب واعتدت على جماهير النادي الأهلي، فوقع تدافع أدى إلى مقتل 72 من الشباب المصري، معظمهم من جماهير الأهلي. وبعدها بنحو أربعة أعوام (8 مارس/ آذار 2015) وقع تدافع بملعب الدفاع الجوي بالقاهرة بين جماهير الزمالك قبل مباراة الزمالك وإنبي بالدوري المصري فقتل 22 من مشجعي الزمالك.
صورة من: Reuters
منى.. عندما تحولت ملابس الإحرام إلى أكفان
التدافع لا يقتصر على الحفلات والمباريات فالتجمعات الدينية تشهد حوادث أيضا. فأثناء مناسك الحج وقع تدافع في 24 سبتمبر/ أيلول عام 2015 في مشعر منى، هو الأسوأ في التاريخ الحديث للحج. وصحيح أن السعودية ذكرت بعدها بيومين أن عدد القتلى 769 على الأقل، غير أن وكالة فرانس برس أحصت 1753 قتيلا أغلبهم من إيران ومصر ونيجيريا وإندوسيا، وفقا لأرقام نشرتها 31 دولة عن مواطنيها المفقودين في تلك الكارثة.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
الحجاج الهندوس ضحايا للتدافع أيضا
الحج الهندوسي على نهر الغانغ كل 12 عاما والمسمى "كومبه ميلا" هو أكبر تجمع ديني في العالم فقد حضره مثلا 25 مليون شخص عام 2001. واتساع المكان لا يجعل للتدافع أثرا كبيرا غير أنه في أكتوبر/ تشرين الأول 2013 حدث تدافع في احتفال ديني هندوسي بمعبد راتانغر بوسط الهند أودي بحياة 90 شخصا على الأقل، وفقا للشرطة الهندية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Armangue
غالبا ما تمر الأمور بسلام
لحسن الحظ تنتهي معظم الفعاليات الدينية والفنية والرياضية كالحفلات الموسيقية أو مباريات كرة القدم بدون حوادث مؤذية، رغم حضور جماهيري كبير قد يصل لعشرات الآلاف. فتستمع الجماهير بنجومها المفضلين ويعودون إلى منازلهم تغمرهم السعادة ويملاهم الحماس، مثلما هو الحال هنا في حفلة بمدينة دارمشتات الألمانية. إعداد: صلاح شرارة