100111 Algerien Unruhen
١١ يناير ٢٠١١أحجار ومولوتوف كوكتيل وقنابل غازات مسيلة للدموع تتطاير في الهواء والناس يطلقون العنان لصيحاتهم الغاضبة، فأسعار المواد الغذائية الأساسية كالدقيق والسكر وزيت الطعام ارتفعت خلال فترة قصيرة بأكثر من النصف، الأمر الذي يعتبر بمثابة كارثة بالنسبة إلى الجزائريين، فقوتهم الشرائية منخفضة جدا، وكثير من الأسر لا تملك للعيش أكثر ما يعادل مائة يورو في الشهر، و يعبر أحد الشبان المتظاهرين عن غضبه بالقول: "بالنسبة إلينا لم يعد يوجد من حل سوى الهرب إلى أوروبا، هذه الحكومة تذلنا وتهيننا، إذ يتعين علينا أن ندفع باستمرار المزيد من الأموال للإيجار والكهرباء والماء، والآن علينا أن ندفع المزيد من أجل السكر، على الرغم من أننا كلنا فقراء".
"المشكلة لا تكمن في نقص المال"
في هذه الأثناء وعدت الحكومة الجزائية باتخاذ إجراءات عاجلة، من أهمها تعليق الرسوم الجمركية المطبقة على استيراد السكر والمواد الأساسية التي تدخل في إنتاج الزيت الغذائي، وإلغاء ضريبة القيمة المضافة المفروضة على مؤسسات الإنتاج والتوزيع، والضريبة على الأرباح خلال فترة تستمر حتى آخر آب أغسطس القادم، وتزويد الأسواق العامة بكميات أكبر من القمح كي تنخفض أسعار الدقيق. لكن من المحتمل أن لا تكفي هذه الإجراءات لحل الأزمة، فمشاعر الغضب والاستياء تعتمل في نفوس الجزائريين منذ وقت طويل، ليس فقط بسبب غلاء السكر، كما يقول شاب مشارك في الاحتجاجات:"لقد ضقنا ذرعا بهذه الحكومة، فنحن نعاني منذ عشر سنوات، ولم يتغير شيء حتى الآن."
الجزائريون يشكون من الفقرعلى الرغم من أن الجزائر غنية جدا بالنفط والغاز وخزينة الدولة مليئة بالأموال. وفي نظر فرانسيس غيليس من مركز الدراسات الدولية في برشلونة، تشكل الاحتجاجات الجديدة إعلانا واضحا عن فشل الحكومة في معالجة الأمور، ويشير غيليس إلى أن " الجزائر تملك 150 مليار يورو من العملات الصعبة، أي أن المشكلة لا تكمن في نقص المال، إنما في اقتصاد المحسوبية، وانعدام النظام والمخططات والآفاق." ويضيف فرانيس أن الحكومة منغلقة على نفسها، "فالمتنفذون لا ينصتون إلى ما يقال، ولا يرون مشاكل الناس ولا يريدون رؤيتها".
الهرب إلى أوروبا
في ظل هذه الأجواء ينتشر اليأس في الجزائر منذ وقت طويل. ثلاثة أرباع الجزائريين أصغر من 30 عاما، وفرص العمل تكاد تكون معدومة، وتصل نسبة البطالة إلى 25 % ، وهناك نقص في المساكن، ولا تتوفر فرص تعليم جيدة لأبناء الأجيال الفتية، التي تسعى، لمن استطاع منها، للهجرة إلى أوروبا. والحكومة غير قادرة على إيجاد جواب على ذلك. على رأس البلاد التي تراوح مكانها مكانها، يجلس الرئيس بوتفليقة منذ 11 سنة، مدعوما من قبل مجموعة متنفذة غامضة من العسكريين ورجال السياسة والاقتصاد، وموعد الانتخابات القادمة يحين في عام 2014 ، لكن صبر الشبان الجزائريين قد نفذ.
ألكسندر غوبل/منى صالح
مراجعة: حسن زنيند