بعد فوزها بالميدالية الذهبية بأشهر قليلة، ما يزال التشكيك بجنس الملاكمة الجزائرية إيمان خليف مستمرا، إذ أنتشر مؤخرا تقرير طبي مزعوم بهذا الخصوص. فكيف ردت الملاكمة واللجنة الدولية واللجنة الأولمبية الجزائرية؟
إعلان
انتقدت اللجنة الأولمبية الجزائرية الانتقادات المستمرة والتي "لا أساس لها من الصحة" التي تطال الملاكمة إيمان خليف، وذلك بعد تسريب تقرير طبي غير موثوق، وصفته اللجنة بالزائف، يشكك بأنوثة إيمان خليف ويدّعي أنها تمتلك خصيتين لا رحماً.
قالت اللجنة الأولمبية الجزائرية في بيان لـ DW: " تهدف هذه الهجمات، المبنية على ادعاءات لا أساس لها، إلى تشويه صورة رياضية جلبت لنا الفخر على الساحة الدولية". وأضافت اللجنة: "نحن ندين بشدّة هذه الادعاءات التي تحاول زعزعة الاستقرار، والتي ليس لها مكان في عالم الرياضية".
ومن جانبه، أشار جاك يونج، أخصائي الغدد الصماء في مستشفى بيستر في باريس، والذي وردَ أنه مشارك في التقرير الطبي، لـ DW أنه اسمه كان يُستخدم لنشر معلومات مغلوطة وأجندة معادية للمتحولين جنسياً.
المستشفى الذي يفترض أن التقرير صدر عنه لم يؤكد صحته، وصرّح لـ DW أنه لا يمكنه تقديم أي معلومات تتعلق بمرضاه حفاظاً على سرية بياناتهم، كما أنه لا يذكر فيما إذا كان شخص ما قد استشار طبيب لديها أم لا.
وبدورها، لم تعلّق اللجنة الأولمبية الدولية على التقرير؛ لأنها وثائق غير موثوقة ولا يمكن تأكيد صحتها على حدّ تعبيرها، ولكنها بيّنت أن خليف تستعد لرفع دعوى قضائية.
هذا التقرير الصادر في يونيو/ حزيران عام 2023 انتشر كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، بما في ذلك من قبل رايلي جاينز وشارون ديفيز سباحتان سابقتان، أكّدتا صراحةً موقفهما الرافض للسماح للنساء المتحوّلات جنسياً بالمنافسة في فئة الإناث.
وبهذا الصدد علّقت اللجنة الأولمبية الدولية: "هذه الادعاءات التي استمرت لعدة أشهر، لا أساس لها من الصحة وتتناقض مع قيم ومبادئ الحركة الأولمبية".
استمرار الجدل والانتقادات
بقيت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، التي فازت بالميدالية الذهبية في الملاكمة للسيدات في فئة 66 كيلوغراماً، وسط الجدل طوال فترة الألعاب الأولمبية بباريس، وذلك بعد أن اتهمها الاتحاد الدولي للملاكمة بفشلها مرتين في اختبارات غير محددة لتحديد الأهلية فيما يتعلّق بمنافسات السيدات.
إعلان
ويزعم الاتحاد أن الاختبارات التي خضعت لها خليف بيّنت امتلاكها لكروموسومات XY، أي أنها ذكر، بالرغم من فشل الاتحاد في تقديم أي دليل يدعم ادعاءه. ومن جانبها قالت اللجنة الأولمبية الدولية التي أدارت مسابقة الملاكمة في باريس بسبب تعليق عضوية الاتحاد الدولي للملاكمة من الألعاب الأولمبية، "إن الاختبارات لم تكن شرعية".
مزاعم كاذبة مستمرة تصل لحد سحب الميدالية
انتهاء دورة الألعاب الأولمبية في باريس لم ينهِ الجدل الدائر حول جنس إيمان خليف، إذ بقيت الملاكمة الجزائرية هدفاً للإساءة والهجوم عبر الإنترنت لفترة طويلة، لدرجة انتشار شائعات تفيد بحرمان خليف من اللعب وسحب ميداليتها الذهبية من قبل منظمة الملاكمة العالمية. وهو ما نفته المنظمة في بيان لها الشهر الماضي، مؤكدة أنها لا تمتلك الصلاحية لفعل ذلك.
أحدث الادعاءات والمزاعم المغلوطة حول إيمان خليف نشأت في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في فرنسا، ولكنها انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2024 من قبل مجلة "ريدوكس" الإلكترونية التي تصف نفسها بأنها "مؤيدة للنساء" و"ضد الهراء".
وأتى في هذا الادعاء أنه استناداً إلى تقييم طبي مسرّب، يزعم أنه من تأليف يونج بالاشتراك مع أخصائية الغدد الصماء الجزائرية سمية فضالة، أوضح تقرير صادر عن موقع فرنسي غير معروف كيف خضعت خليف لفحص التصوير بالرنين المغناطيسي ولاختبار جيني كشف عن وجود اختلاف في تطور الجنس من نوع XY، فالنساء اللواتي يعانين من هذا الاختلاف يتعرّضن للخلط بينهن وبين النساء المتحوّلات جنسياً بشكل خاطئ.
ويُذكر أن التقرير الفرنسي قد تجاهل لقطة شاشة من التقييم الطبي الذي أجرياه الطبيبين يونج وفضالة، والذي يقرّ بأن إيمان خليف أنثى. وعند تواصل DW مع إيمان خليف للحصول على تصريح منها، أكّدت خليف من خلال مدير أعمالها بأنها لم تعرف نفسها يوماً إلا كونها امرأة.
أعدته للعربية: م.ج
أولمبياد باريس 2024 وقبل مائة عام
بعد 100 عام، عادت الألعاب الأولمبية إلى باريس. بين ذلك الحين وأولمبياد 2024، تغيرت أشياء كثيرة. ولكن حتى في عام 1924، كانت هناك إنجازات رياضية رائعة تثير الإعجاب وأبطال حطموا أرقاما قياسية.
صورة من: Cover-Images/IMAGO
1924 الملعب الأولمبي خارج المدينة
قبل مائة عام كانت معظم مواقع المنافسات تقع خارج المدينة. فقط صالة سباق الدراجات فيلودروم ديڤير كانت قريبة من برج إيفل. الجزء الأكبر من فعاليات الأولمبياد كان في كولومب، وهي بلدية في منطقة باريس الكبرى، حيث كان يقع أيضًا الملعب الأولمبي آنذاك (في الصورة). في عام 2024 سيتم استخدامه أيضا: كملعب للهوكي.
صورة من: United Archives International/IMAGO
2024 في وسط باريس
هذا العالم ينقل منظمو الأولمبياد المسابقات إلى قلب المدينة تحت برج إيفل، وفي ساحة كونكورد، وأمام قبة الإنفاليد وفي القصر الكبير، تُقام ساحات وصالات رياضية مؤقتة. حتى نهر السين سيكون موقعًا للمنافسات.
صورة من: picture alliance/dpa/Xinhua
حفل الافتتاح لأول مرة بالشكل التقليدي
في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية لعام 1924 دخلت جميع الفرق لأول مرة إلى الملعب الأولمبي، يقودها الفريق اليوناني، واصطفت هناك قبل أن يتم افتتاح الألعاب رسميًا. ومنذ ذلك الحين أصبح هذا الإجراء جزءًا ثابتًا من جميع الألعاب الأولمبية حتى اليوم.
صورة من: Colorsport/IMAGO
2024 حفل افتتاح مختلف
سيكون افتتاح ألعاب 2024 استثنائيًا بالمقارنة مع حفلات الافتتاح السابقة، حيث لن يجتمع الرياضيون في الملعب، بل سيبعبرون على متن 600 قارب نهر السين - مرورًا بكاتدرائية نوتردام وصولاً إلى جسر بونت ألكسندر الثالث، حيث ستقام مراسم الافتتاح.
صورة من: Yonhap/YONHAPNEWS AGENCY/picture alliance
1924 متسع من الوقت
أقيم حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1924 في 4 مايو/ أيار، وحفل الختام في 27 يوليو/ تموز. وبينهما ما يقرب من ثلاثة أشهر، وبالتحديد 83 يوما. في المجموع هناك 126 ميدالية في 23 رياضة مختلفة.
صورة من: Collection IM/KHARBINE-TAPABOR/IMAGO
2024 برنامج مكثف
بعد مائة عام الوضع مختلف والمدة أقصر: فبين حفلي الافتتاح والختام هناك 17 يومًا فقط. في الوقت نفسه، برنامج المنافسات مكثف جدا. حيث سيتم منح 329 ميدالية في 32 رياضة مختلفة. في رياضات الرغبي وكرة اليد وكرة القدم، تبدأ الجولة التمهيدية قبل يومين من حفل الافتتاح.
صورة من: Cathrin Müller/Pressefoto Baumann/picture alliance
1924 عدد قليل من النساء
من بين 3089 مشاركًا في الألعاب الصيفية لعام 1924 هناك 135 امرأة فقط. وذلك رغم أنه كانت هناك مسابقات أولمبية للنساء قبل ذلك بـ 24 عامًا في أولمبياد باريس الصيفية لعام 1900. ومع ذلك فإن عدد الرياضات النسائية كان لا يزال قليلًا: حيث تُمنح الميداليات للنساء فقط في المبارزة والسباحة والغطس والتنس.
صورة من: United Archives International/IMAGO
2024 التكافؤ بين الجنسين
في أولمبياد 2024 يبلغ عدد المشاركين 10500 شخص، حسب ما أعلنه المنظمون. من بينهم 5250 رجلاً و5250 امرأة. وبذلك تكون ألعاب باريس 2024 هي الأولى التي تحقق التكافؤ الكامل بين الجنسين فيما يتعلق بعدد الرياضيات والرياضيين المشاركين.
صورة من: Swen Pförtner/dpa/picture alliance
1924 تخليد رقم قياسي
في سباق 100 متر فاز الإنجليزي هارولد أبراهامز بـ 10.6 ثانية (في الصورة). كان ذلك رقمًا قياسيًا أولمبيًا في ذلك الوقت. وقد خُلِّدَت المواجهة بين اليهودي أبراهامز والكاثوليكي الاسكتلندي إريك ليدل لاحقًا في فيلم "عربات النار" الحائز على جائزة أوسكار أفضل فيلم عام 1982.
صورة من: Colorsport/IMAGO
2024 أقل من عشر ثوانٍ
بعد مائة عام من رقم أبراهامز القياسي، من المحتمل ألا يتجاوز المرء التصفيات بتلك الفترة الزمنية. في طوكيو فاز مارسيل جاكوبس بالميدالية الذهبية في 9.80 ثانية. وفي باريس يُعتبر الأمريكي نوح لايلز (الثاني من اليمين) هو المرشح الأقوى لتحقيق أفضل رقم حيث أفضل زمن حققه لايلز هو 9.83 ثانية.
صورة من: Michel Euler/AP Photo/picture alliance
1924 نجم ساطع في الماء
من بين أنجح الرياضيين قبل مائة عام كان السباح الأمريكي جوني فايسمولر الذي فاز ثلاث مرات بالميدالية الذهبية في حمام السباحة الأولمبي وشارك أيضًا في كرة الماء. لاحقًا أصبح فايسمولر مشهورًا كممثل في هوليوود، حيث لعب دور طرزان في اثني عشر فيلمًا.
صورة من: Colorsport/IMAGO
2024 نجم كرة السلة
يمتلك في باريس 2024 نجم محلي مثل "طرزان" فايسمولر نفس إمكانيات الشهرة. لاعب كرة السلة فيكتور وييمبانياما الذي يبلغ طوله 224 سنتمترا، لن يلعب دور ملك الغابة في فيلم، بل قد يكون أكثر ملاءمة لدور كائن فضائي. وهو يحمل بالفعل لقب "الكائن الفضائي".
صورة من: Artur Widak/NurPhoto/picture alliance
1924 غرباء على "ظهور الخيول "
من وجهة النظر الحالية يبدو عند النظر إلى برنامج المنافسات في ألعاب 1924 أن البولو هو الرياضة الوحيدة الغريبة إلى جانب الرياضات الأولمبية الكلاسيكية. في الواقع كانت لعبة البولو على الخيول رياضة أولمبية من عام 1900 إلى 1936.
صورة من: TopFoto/IMAGO
2024 بريك دانس لأول مرة
بعد مائة عام تسعى اللجنة الأولمبية الدولية لجذب جمهور أصغر سناً، وقد تم توسيع قائمة الرياضات منذ فترة طويلة. في عام 2024 في باريس سيتم إدراج رياضة الرقص "بريكينغ/ بريك دانس" كرياضة أولمبية رسمية لأول مرة.