الجزائر.. تعرف على 9 قوى داعمة للحراك ضد استمرار بوتفليقة
إسماعيل عزام
٢ مارس ٢٠١٩
تعرف الجزائر نشاطاً كبيراً لقوى مناوئة لمعسكر بوتفليقة، فعكس الجمود الذي يطغى في الكثير من البلدان العربية، لا تتخوّف هذه القوى من رفع سقف مطالبها وإعلان رفضها التام لخطط معسكر السلطة.
إعلان
رغم أن الحراك لم يُعلن عن قائد أو قادة رسميين له، إلّا أن الكثير من القوى والفعاليات الجزائرية تدعم بقوة المسيرات الضخمة التي تشهدها العديد من المدن في البلاد ضد ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعُهدة رئاسية خامسة. ومن هذه القوى، أحزاب وتنظيمات عُرفت بعدائها الشديد لنظام الحكم في البلاد، فيما دخلت قوى جديدة على الخط.
1. نشطاء المواقع الاجتماعية: لم تشهد الجزائر في سنوات ما يسمى بـ "الربيع العربي" حملات إلكترونية للمناداة بتغيير الأوضاع، لكن الوضع تغيّر مؤخراً، إذ يلعب نشطاء هذه المواقع أدواراً كبيرة في الحشد ضد ترشح بوتفليقة، وهو ما دفع بقوى المعارضة التقليدية إلى استلهام النموذج والاستفادة من آليات التواصل الاجتماعي لنشر رسائلها السياسية.
2. مرّشحون للرئاسة: تصدر رشيد نكاز، رجل الأعمال الشهير، الكثير من العناوين في حملته المنافسة لبوتفليقة، خاصة مع قدرته الواضحة على الحشد وإصراره على المشاركة في المظاهرات رغم ملاحقة الأمن له. علي بن فليس، رئيس حزب طلائع الحريات، لم يؤكد رسميا ترشحه للرئاسة، لكنه يدعو بدوره للمسيرات، كما عبّر المرشح علي غديري، وهو جنرال سابق، عن تأييده للمسيرات، لكن بشكل متحفظ.
3. حركة مواطنة: كانت من أوائل من دعوا إلى التظاهر ضد ترّشح بوتفليقة، أهم وجوهها هو سفيان جيلالي، رئيس حزب جيل جديد، وهو حزب حديث النشأة. لم تعرف الحركة إلى الآن انضمام قوى أخرى، وهي تعلن على موقعها أنها "تهدف إلى تغيير جذري لنظام الحكم من خلال إرساء دولة القانون بالطرق الديمقراطية وإنماء روح المواطنة".
4. طلبة الجزائر: في تأكيد منهم على اهتمامهم بمصير بلادهم، شارك الطلبة الجزائريون بكثافة في المظاهرات، خاصة مظاهرات يوم الثلاثاء 26 فبراير 2019. ورغم محاولات منعهم من لدن قوى الأمن، إلّا أن احتجاجاتهم خرجت من أسوار الجامعات.
5. الحركة الأمازيغية: شاركت منطقة القبائل، ذات الغالبية الأمازيغية، في المسيرات بكثافة، حيث لوحظ حضور الأعلام الأمازيغية في منطقة لطالما شهدت علاقتها توترا مع السلطة المركزية. الكثير من الفعاليات والأحزاب الجزائرية المدافعة عن المكوّن الأمازيغي دعت بدورها للاحتجاجات، خاصة حزب التجمع من أجل الثقافة.
6. معارضون مستقلون وشخصيات شهيرة: مثّل حضور المناضلة جميلة بوحيرد في المسيرات دفعة كبيرة للمتظاهرين، إذ تمتلك رصيدا شعبيا كبيرا. كما حضر رجل الأعمال يسعد ربراب الذي توترت علاقته مع السلطة منذ سنوات، فضلاً عن حشد كبير يمارسه مثقفون وفنانون وأكاديميون تجاوز عددهم المئتين، ومعارضون جزائرين في الخارج كمحمد العربي زيتوت.
7. الأحزاب الإسلامية: لم تفوّت أحزاب المعارضة الإسلامية فرصة الاحتجاجات لتأكيد رفضها المجدد لنظام بوتفليقة. حركة مجتمع السلم، وجبهة العدالة التنمية، أكدا مبدئياً اتفاقهما على ضرورة توحد كل أطياف المعارضة وراء مرشح وحيد لأجل قطع الطريق أمام بوتفليقة. وليس فقط الإسلاميون المتحزبون، فقد شوهد علي بن حاج، نائب رئيس جبهة الإنقاذ الإسلامية المحظورة في الاحتجاجات، قبل أن توقفه قوى الأمن.
8. أحزاب اليسار: لم يكن مفاجئا وجود لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال الجزائري، في الاحتجاجات، إذ يعتبر هذا الحزب منذ سنوات جزءاً من مُعسكر معارض للسلطة، شأنه شأن جبهة القوى الاشتراكية، أحد أقدم أحزاب البلاد، الذي أكد في بيان له أنه "اختار الاصطفاف إلى جانب الشعب"، معلناً تعليق نشاطاته في البرلمان.
9. نقابات مهنية: خرج العديد من المحامين في مسيرة خاصة لتأكيد رفضهم ترّشح بوتفليقة، ودعت 13 نقابة مستقلة إلى حماية المتظاهرين وتوفير الأجواء السلمية للتظاهر، كما خرج الكثير من الصحفيين العاملين في وسائل الإعلام الرسمية، للاحتجاج على الرقابة الممارسة عليهم في تغطية الاحتجاجات، فيما أكدت المركزية النقابية أنها تساند بوتفليقة، وهو موقف لم يفاجئ المتتبعين.
الكاتب: إسماعيل عزام
حراك الجزائر ـ الاحتجاجات تدخل مخاض "جمعة الحسم"
منذ لحظة الإعلان عن ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، والأحداث تتسارع، بدءاً من الاحتجاجات إلى التسريبات السلبية عن الرئيس الحالي ومعسكره، ما يجعل الأيام المقبلة حاسمة في الحراك الشعبي ضد الحكومة.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
شعلة الاحتجاجات
بعد إعلان ترشحه لولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 نيسان/ أبريل 2019، أنهى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بذلك شهوراً من التكهنات حول إعادة ترشحه لولاية جديدة. وكان لهذا الإعلان وقع الصدمة في الجزائر، ما خلق حالة غليان، بدأ إفتراضياً على مواقع التواصل الاجتماعي ثم انتقل إلى احتجاجات ميدانية عارمة رافضة.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
من العالم الافتراضي
انطلقت الاحتجاجات في الجزائر ضد ترشح بوتفليقة لولاية خامسة في بادئ الأمر عبر دعوات مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى دعوات أخرى أطلقتها حركة "مواطنة" وحركات وأحزاب المعارضة الرافضة لإعادة انتخابه. وتشهد العاصمة الجزائرية ومدن أخرى منذ الجمعة الماضي تظاهر الآلاف من الجزائريين، أغلبهم من الشباب.
صورة من: Twitter/JohnHanaDahli
"لا للعهدة الخامسة"
عبر المتظاهرون في الجزائر عن رفضهم ترشح بوتقليفة لولاية خامسة من خلال ترديد شعارات مختلفة، أبرزها "لا للعهدة الخامسة" وأخرى مثل"لا بوتفليقة لا السعيد" في إشارة الى شقيقه السعيد بوتفليقة الذي يتم الحديث عنه كخليفة للرئيس. وكذلك "بوتفليقة إرحل" و"أويحيى إرحل" إضافة الى أغان معارضة للحكومة يرددها عادة المشجعون في الملاعب.
صورة من: picture-alliance/F. Batiche
سلمية الاحتجاجات
تتسم الاحتجاجات الحالية، التي تعد الأكبر منذ تولي الرئيس الحالي، عبد العزيز بوتفليقة سدة الحكم عام 1999، بالسلمية وسط انتشار أمني غير مسبوق. كما انتشر رجال الشرطة، وقوات مكافحة الشغب صبيحة اليوم بشكل مكثف، للتمركز في النقاط الأساسية التي من المتوقع أن يصل إليها المحتجون.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP Photo/A. Belghoul
صحوة الشعب
يشارك في الاحتجاجات مختلف أطياف المجتمع الجزائري. وشكل الشباب الفئة الأكثر حضوراً في الشارع. كما انضم آلاف الطلبة الجزائريين إلى الاحتجاجات المناهضة لترشح بوتفليقة. وللمرة الأولى في تاريخ الجزائر يشارك صحفيو التلفزيون الرسمي والإذاعة الحكوميتين في احتجاج ضمن موجة المطالب الشعبية المناهضة لترشح بوتفليقة.
صورة من: AFP/R. Kramdi
مرشحون خطفوا الأضواء
يقف أمام الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مرشحون آخرون، أمثال الجنرال السابق، علي غديري، وكذلك المرشح الإسلامي عبد السلام مقري، الذي يمثل تيار الإخوان المسلمين. بالإضافة إلى الناشط السياسي رشيد نكاز، الذي خطف الأضواء إثر التفاف حشود من المؤيدين حوله أمام مقر بلدة الجزائر الوسطى، ما دعا الشرطة إلى اجباره على مغادرة المكان.
صورة من: AFP/R. Kramdi
المرشح "الغائب"
عبد العزيز بوتفليقة، الذي سيكمل عامه الثاني والثمانين السبت المقبل، موجود منذ الأسبوع الماضي في جنيف لإجراء فحوصات طبية دورية، حيث يتوقع أن تستغرق إقامته في سويسرا فترة قصيرة بحسب بيان رئاسة الجمهورية. بوتفليقة، الذي تولى الرئاسة منذ عام 1999، لم يظهر علنا إلا نادراً منذ أصيب بجلطة دماغية في عام 2013 أقعدته على كرسي متحرك.
صورة من: Reuters
جمعة "مليونية"
يستعد الجزائريون المعارضون لترشح بوتفليقة لعهدة خامسة للخروج في مسيرات مليونية (الجمعة الأول من آذار/ مارس 2019). ويأتي ذلك استجابة للدعوات التي أطلقها نشطاء شباب عبر فيسبوك، ينادون بمليونية، قبل يومين من انتهاء عملية سحب استمارات الترشح من جانب الراغبين في خوض الانتخابات الرئاسية في نيسان/إبريل المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Belghoul
تسريبات محرجة
في ظل الاحتجاجات، ظهر تسريبان: الأول خص وثائق سرية لأجهزة الاستخبارات المحلية، نشرتها مجلة "لوبس" الفرنسية وكشفت عن كيفية وصول بوتفليقة إلى موقع الرجل الثاني في النظام الجزائري. أما التسريب الثاني فيعود إلى مكالمة هاتفية بين عبد المالك سلال، مدير الحملة الانتخابية لبوتفليقة، مع علي حداد، رجل الأعمال المقرّب من النظام، تتضمن جزءاً من خططهما لتجاوز حالة الاحتجاجات (لم يتم تأكيد صحة التسريب رسميا).
صورة من: picture-alliance/abaca/B. Ramzy
يوم حاسم في تاريخ الجزائر
ورغم تواصل الاحتجاجات في الجزائر ضد ترشح بوتفليقة، قال مدير حملته الانتخابية يوم الأربعاء (27 شباط/ فبراير) إن الرئيس سيقدم بشكل رسمي أوراق ترشحه لولاية جديدة في الثالث من مارس/ آذار، أي 15 يوماً قبل الانتخابات. ما قد يوسع من حالة الرفض للعهدة الخامسة ويجعله يوماً حاسماً في مصير البلاد. إعداد: إيمان ملوك