الجزائر تفوز على الصومال وتعود لكأس العالم بعد غياب 12 عامًا
خالد سلامة د ب أ، أ ف ب
٩ أكتوبر ٢٠٢٥
بعد سنوات من الإخفاقات وسوء الحظ، عاد منتخب الجزائر ليكتب فصلاً جديدًا في تاريخه الكروي، حيث تأهل رسميًا إلى نهائيات كأس العالم 2026، بعد تغلبه على منتخب الصومال بثلاثية نظيفة في وهران.
تألق محمد الأمين عمورة نجم فولفسبورغ الألماني وسجل هدفين أمام الصومال ليصعد بمنتخب الجزائر إلى مونديال 2026. صورة من: Billel Bensalem/APP/NurPhoto/picture alliance
إعلان
على ملعب ميلود هدفي بمدينة وهران، الذي اختاره منتخب الصومال كمقر لمباراته بسبب عدم امتلاكه ملعبًا دوليًا مؤهلًا، فرض المنتخب الجزائري سيطرته منذ البداية، وحقق فوزًا سهلًا بنتيجة 3/ صفر ضمن الجولة التاسعة (قبل الأخيرة) من التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال 2026.
عمورة ومحرز يجلبان الانتصار
وأمام نحو 40 ألف متفرج في وهران اليوم الخميس (التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول 2025)، قاد القائد رياض محرز نجم الأهلي السعودي، منتخب بلاده إلى الفوز بصناعته الهدفين الأول والثالث لمحمد عمورة، وتسجيله الهدف الثاني بنفسه.
وافتتح محمد الأمين عمورة، نجم فولفسبورغ الألماني، التسجيل مبكرًا في الدقيقة السابعة. ثم أضاف النجم المخضرم رياض محرز الهدف الثاني في الدقيقة 19. وعاد عمورة ليؤكد تفوق الجزائر بتسجيله الهدف الثالث في الدقيقة 58، محققًا ثنائية شخصية.
وكان يُمكن أن تخرج الجزائر بنتيجة أكبر لولا إهدار مجموعة من الفرص وإراحة بعض النجوم في الشوط الثاني.
المنتخب الجزائري: ممثل العرب في المونديال
01:34
This browser does not support the video element.
الجزائر في المونديال للمرة الخامسة
بهذا الفوز، رفع منتخب الجزائر رصيده إلى 22 نقطة، متصدرًا مجموعته السابعة، ليضمن التأهل المباشر إلى كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه، دون الحاجة لانتظار نتائج باقي المنافسين.
وكانت الجزائر، المصنفة 38 عالميا راهنا، شاركت للمرة الأولى في مونديال إسبانيا 1982، عندما تغلبت على ألمانيا الغربية 2-1 لكنها أقصيت من دور المجموعات بطريقة جدلية.
وتعود مشاركتها الأخيرة إلى نسخة البرازيل 2014، عندما تأهلت للمرة الأولى إلى الأدوار الإقصائية وخرجت أمام ألمانيا 1-2 أيضا بعد التمديد.
وكانت الجزائر أهدرت التأهل إلى النسخة الأخيرة في قطر عام 2022، بعد سيناريو دراماتيكي في اللحظات الأخيرة من الوقت الممدد أمام الكاميرون في البليدة.
نظام التصفيات الأفريقية
يُذكر أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) وزّع المنتخبات الـ54 على 9 مجموعات، تضم كل منها 6 منتخبات. ويتأهل متصدر كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم، بينما تخوض أفضل 4 فرق من أصحاب المركز الثاني مباريات فاصلة لتحديد ممثل أفريقيا في الملحق العالمي.
تحرير: صلاح شرارة
الجزائر تظفر بلقبها الأفريقي الثاني بجدارة.. رحلة الذهب في صور
كلل محاربو الصحراء مشوارهم في بطولة الأمم الأفريقية التي استضافتها مصر بالذهب. خطف الجزائريون العلامة الكاملة في الدور الأول، ثم تخطوا بجدارة كل من غينيا وكوت ديفوار ونيجيريا ليصلوا إلى المباراة النهائية مع السنغال.
صورة من: picture-alliance/AA/F. Batiche
مرشح من بين آخرين أقوياء
قبل انطلاق النسخة 32 من كأس أمم أفريقيا بمصر 2019، اتجهت الترشيحات بقوة إلى السنغال ومصر، كأقوى مرشحين للفوز بالبطولة، مع التأكيد على ترشيح ثلاثة منتخبات أخرى للفوز باللقب هي المغرب وتونس والكاميرون. وبالطبع هناك من تحدث أيضا عن فرص الجزائر في الفوز، مثلها مثل كوت ديفوار (ساحل العاج).
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Schalit
"نحن هنا" بينما الآخرون يتراجعون
مع انطلاق البطولة في 21 يونيو/ حزيران ظهر منتخب مصر فريقا يعاني من مشاكل كثيرة. أما منتخب السنغال فكان بعيدا عن مستواه، وكذلك المغرب والكاميرون، في أولى المباريات. بينما لم تكن تونس مقنعة اطلاقا في دور المجموعات. وقع منتخب الجزائر في المجموعة الثالثة مع السنغال وتنزانيا وكينيا، وفاز في أولى مبارياته على كينيا ليقول محاربو الصحراء "نحن هنا".
صورة من: picture-alliance/Zuma/U. Pedersen
بلماضي يصنع منتخبين
بعد تجربة دامت نحو 8 سنوات في قطر عاد المدرب الجزائري جمال بلماضي (43 عاماً) لتدريب منتخب بلاده في أغسطس/ آب 2018. ويظهر دور بلماضي جليا عند المقارنة مع أداء الجزائر في البطولة السابقة بالغابون 2017 والتي أقصي منها من دور المجموعات بعد تعادلين وهزيمة. واستطاع المدرب الوطني أن يكون منتخبين للجزائر في آن واحد في مصر 2019، لاعبو أحدهما فوق أرض الملعب أما الآخر فلاعبوه على مقاعد البدلاء.
صورة من: picture-alliance/empics/R. Wilkisky
فريق العلامة الكاملة بحق
وعلى عكس بطولة الغابون، حققت الجزائر العلامة الكاملة في دور المجموعات فبعد الفوز على كينيا فازت على السنغال 1- صفر، ثم على تنزانيا 3-صفر، علما أن الفريق أدى أمام تنزانيا بـ9 لاعبين من البدلاء. ورغم أن مصر والمغرب حققتا أيضا العلامة الكاملة إلا أن الجزائر كانت الأكثر اقناعا في كل شيء: أداء ونتيجة.
صورة من: Reuters/A.A. Dalsh
ثلاثية جديدة في دور الـ16
حمل دور الـ16 مفاجآت غير سارة للفرق العربية فخرج المغرب أمام بنين بركلات الترجيح وخرجت مصر أمام جنوب أفريقيا بهدف في الوقت القاتل. وفي حين نجحت تونس في الفوز على غانا بركلات الترجيح، خطف منتخب الجزائر قلوب كل المتابعين عندما فاز بجدارة على غينيا 3- صفر.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Schalit
صعود دراماتيكي إلى نصف النهائي
في دور ربع النهائي واجهت الجزائر كوت ديفوار، وتقدمت بهدف فيغولي في الدقيقة 20. وفي الدقيقة 48 أهدر بغداد بونجاح (الصورة) ركلة جزاء كانت كفيلة بـ"قتل المباراة". وتعادل كوت ديفوار في الدقيقة 61، ليعود بونجاح ويهدر فرصة هدف آخر، ويبكي بحرقة، وهو على مقاعد البدلاء، لكن فريقه يتغلب في النهاية بركلات الترجيح لينهمر اللاعبون والمدرب بالبكاء من الفرح. ويصرح بلماضي أن فريقه "لن يفرط في التتويج باللقب".
صورة من: Reuters/S. Salem
محرز يخطف التأهل في آخر ثانية
في نصف النهائي تقابلت الجزائر مع نيجيريا. هنا أيضا تقدمت الجزائر بهدف في الشوط الأول وتعادلت نيجيريا في الشوط الثاني. ومن كثرة المجهود البدني بدا أن لاعبي الفريقين يفضلون الذهاب للوقت الإضافي. غير أن الجزائر حصلت على ركلة حرة قرب منطقة جزاء نيجيريا سددها النجم رياض محرز باقتدار في مرمى الحارس النيجري ليعلن الحكم بعدها انتهاء المباراة وصعود محاربي الصحراء للنهائي للقاء السنغال التي فازت على تونس.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Soriano
بونجاح يهدي بلده اللقب بهدف غريب
وسط حضور جماهيري جزائري كبير بإستاد القاهرة مساء الجمعة (19 يوليو/ تموز 2019) كررت الجزائر انتصارها على السنغال، بهدف وحيد أيضا، سجله بغداد بونجاح في الدقيقة الثانية من المباراة. سدد مهاجم السد القطري كرة عند حدود منطقة الجزاء فارتطمت بقدم المدافع ساليو سيس وبدلت اتجاهها لتخدع الحارس ألفريد جوميز وتسكن شباكه. وضغط السنغاليون لتعديل النتيجة لكن بدون فعالية، لتحرز الجزائر لقبها الثاني بعد 1990.
صورة من: Reuters/S. Salem
المتألق بن ناصر يلحق بماجر في القائمة الذهبية
واختير حارس الجزائر رايس مبولحي أفضل حارس بالبطولة، كما فاز زميله إسماعيل بن ناصر بجائزة أفضل لاعب لتقديمه أداء رائعاً خلال البطولة، حيث صنع ثلاثة أهداف لزملائه، آخرها الهدف الذي سجله بونجاح في النهائي أمام السنغال.
وبذلك يصبح إسماعيل بن ناصر، لاعب إيمبولي الإيطالي، ثاني جزائري يفوز بتلك الجائزة على مدار تاريخ كأس الأمم الأفريقية بعد مواطنه رابح ماجر الذي أحرز اللقب عام 1990. إعداد: صلاح شرارة