الجزائر تنحاز للأسد وتعتبر سقوط حلب "هزيمة للإرهاب"
١٩ ديسمبر ٢٠١٦
وصفت الجزائر على لسان وزير خارجيتها سقوط حلب السورية بأنه "هزيمة للإرهاب"، وهو ما اعتبره المراقبون أول اصطفاف واضح وصريح للجزائر إلى جانب الرئيس بشار الأسد منذ اندلاع الحرب السورية.
إعلان
أشاد وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة بانتصار نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي نجح في "استعادة سيادته واستعادة المدينة (حلب)".
وجوابا عن سؤال حول تقرير أصدره أحد مراكز الدراسات البلجيكية حذر فيه أوروبا من انفجار اجتماعي محتمل في الجزائر على ضوء الأزمة السياسية والاقتصادية التي تجتازها البلاد، وقارن ذلك مع ما وصلت إليه الأوضاع في حلب، قال الوزير الجزائري "إن أصحاب هذا التقرير راهنوا على انتصار الإرهاب في هذه المدينة (حلب) وغيرها".
وأضاف "أمام انهزام الإرهاب في حلب، هم يعتقدون أن بإمكانهم إسقاط تخيلاتهم على الجزائر".
وتعليقا على موقف العمامرة، اعتبر موقع TSA (كل شيء عن الجزائر) اليوم (الاثنين 18 ديسمبر/ كانون الأول 2016) أن هذه أول مرة تنحاز فيها الجزائر بهذا الوضوح إلى جانب بشار الأسد، وهي التي التزمت دائما نوعا من الحياد، اعتمادا على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وأضاف الموقع مستغربا موقف العمامرة، مشيرا إلى أن الأخير يعلم جيدا الظروف التي "حُررت" فيها حلب وطبيعة "الإرهاب الذي هُزم" والتكلفة الإنسانية الباهظة لكل ذلك.
ح.ز/ ح.ح (DW)
مدينة غرداية – رمز للتعايش يهدده النزاع المذهبي
عاش الأمازيغ والعرب في مدينة غرداية الجزائرية لعدة قرون في سلام، لهذا عرفت المدينة بين الجزائريين كرمز للتعايش السلمي والتكافل بين المذاهب المختلفة. بيد أن التوترات الأخيرة أظهرت صورة معاكسة لهذا التعايش.
صورة من: picture-alliance/dpa
في عمق الصحراء الجزائرية تقع مدينة غرداية التي تبعد عن الجزائر العاصمة بحوالي 600 كلم. وعرفت المدينة بين الجزائريين بعلاقة التعايش بين القبائل الأمازيغية المعروفين بإسم "بني مزاب" الإباضيين وكذلك قبائل من العرب المالكيين.
صورة من: picture-alliance/dpa
وتعرف مدينة غرداية رواجا اقتصاديا مزدهرا، إذ تتوفر على العديد من محلات الصناعات التقليدية وبيع الزرابي والأدوات النحاسية. كما يقام كل يوم جمعة سوق يعتمد على البيع بالمزاد العلني وتكتظ ساحة السوق القديم في المدينة بالزوار.
صورة من: Toufik Bougaada
يشتهر سكان مدينة غرداية بمحافظتهم على عاداتهم وتشبثهم بالتقاليد، ويظهر ذلك بشكل واضح من خلال نمط حياتهم. إذ يحرص الإباضيون على تلقين معالم الدين وتحفيظ القرآن لأولادهم.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Messara
خلفت أحداث العنف الأخيرة خسائر مادية وبشرية كبيرة، وذلك جراء حرق عشرات المحلات التجارية والمنازل والسيارات وغيرها، في حين بلغت حصيلة القتلى 25 شخصا.
صورة من: DW/E. Elkebir
يرى أهل مدينة غرداية أن السبب وراء الأحداث الدامية الأخيرة لا علاقة له بالصراع المذهبي أو العرقي، وإنما هي نتيجة الأوضاع الاجتماعية المزرية والتهميش الذي يعيشه شباب المنطقة.
صورة من: picture-alliance/dpa
ويلعب وجهاء وشيوخ المدينة دورا مهما في تهدئة الأوضاع بالمنطقة، إذ يجتمعون لإيجاد حل لوقف الاشتباكات العرقية والمذهبية التي يخشون أن تتوسع دائرتها في المنطقة.
صورة من: DW/E. Elkebir
وعلى إثر أحداث العنف التي شهدتها المدينة، في8 يوليو/تموز 2015، سلم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مهمة الإشراف على إعادة السلم والهدوء في المنطقة إلى الجيش، كما أكد على ضرورة معاقبة مرتكبي الانتهاكات في حق الأفراد والممتلكات.