الجزائر ـ العهدة الثانية لتبون تعصف بآخر منبر إعلامي مستقل؟
٢٥ ديسمبر ٢٠٢٢
ذكر مصدر إعلامي أن سبب اعتقال الصحفي إحسان القاضي هو انتقاد الأخير لسعي عبد المجيد تبون لعهدة رئاسية ثانية في سيناريو مشابه لما قام به الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة وأن أوساطا في الجيش تنظر بعين القلق لهذا السيناريو.
إعلان
قال مدير موقع "ألجيري بارت" عبدو السمار، الصحفي الجزائري المقيم في منفاه الفرنسي أن السبب الحقيقي وراء اعتقال الإعلامي والناشط الجزائري إحسان القاضي وإغلاق مكاتب موقع "مغرب إميرجان"، كان مقال رأي نشره إحسان يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول 2021، فحواه أن سعي الرئيس عبد المجيد تبون لعهدة رئاسية ثانية، فيه لإعادة انتاج تجربة الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة في الحكم.
وذكر المقال أيضا أن أوساطا داخل الجيش الجزائري أبدت حذرها من نوايا الرئيس عبد المجيد تبون الذي قد يسعى لإعادة تأسيس "مملكة" مشابهة لتلك التي أقامها بوتفليقة. وأن تبون يسعى للسيطرة على المؤسسة العسكرية وفرض رجاله في الحكم. و"هذا بالتالي ما قد يدفع الجيش لطرد تبون من السلطة كما فعل مع بوتفليقة"، وفقا لإحسان قاضي الذي أكد أن الجيش لن يقبل أبدا بعهدة ثانية لتبون وتنبأ بأن تنتهي كما انتهت العهدة الخامسة لبوتفليقة.
وإلى حين نشر هذا التقرير لم يصدر تعليق من السلطات الرسمية في الجزائر على حيثيات اعتقال الصحفي إحسان القاضي.
ويذكر أن الأمن الجزائري اعتقل الصحافي إحسان القاضي مدير إذاعة "راديو.ام" وموقع "مغرب ايمرجون" الإخباري اللذين تم إغلاقهما، بحسب ما ذكر موقع الإذاعة مساء (السبت 24 ديسمبر/ كانون الأول 2022). وكتب موقع إذاعة "راديو.إم" بهذا الصدد موضحا: "داهمت مساء اليوم، مصالح الأمن بالزي المدني، مقر "أنترفاس ميديا" الناشرة لـ"راديو.إم" و "ماغراب ايمرجون"، بحضور مدير الموقعين ومؤسسهما الصحافي إحسان القاضي مكبل اليدين".
ونشرت إذاعة "راديو.إم" عبر صفحتها على موقع فيسبوك أن "المقر تعرض للتشميع وحجز العتاد" المتواجد فيه. وبحسب الإذاعة، تم توقيف إحسان القاضي منتصف ليل الجمعة / السبت في منزله في بومرداس شرق العاصمة الجزائرية، ولم تُعرف أي أنباء عنه إلى أن تم اقتياده إلى مقر عمله لحضور تنفيذ امر بالتفتيش.
ونشرت نجلة احسان القاضي تدوينة على حسابها بموقع فيسبوك تؤكد فيها "والدي، إحسان القاضي، جرى اعتقاله من مقر سكنه من طرف وحدة تابعة لجهاز DGSI(المديرية العامة للأمن الداخلي). قدم ستة رجال في سيارتين في حدود منتصف الليل ونصف واقتادوه إلى "ثكنة عنتر". المضايقات تتواصل".
وينتظر مدير إذاعة "راديو.إم" وموقع "مغرب إميرجون" الإخباري قرار محكمة الاستئناف في الحكم الصادر ضده في حزيران / يونيو بالسجن ستة أشهر مع النفاذ وبغرامة مالية قدرها 50 الف دينار (322 يورو). وتتعلق القضية بشكوى رفعتها وزارة الاتصال ضد إحسان القاضي بعد نشره مقالًا في آذار/ مارس 2021 على موقع إذاعة "راديو.إم" التي تبث عبر الانترنت، دافع فيه عن "حق حركة رشاد في المشاركة في الحراك" الشعبي للمطالبة بالديمقراطية. وحركة رشاد منظمة إسلامية تنشط من خارج الجزائر وصنفتها السلطات منظمة إرهابية في أيار/ مايو 2021.
وفي أول رد فعل له على الحادث، ندد حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (RCD) باعتقال القاضي إحسان وتشميع مقر "مغرب إميرجون". ونقل موقع "الكل عن الجزائر" في نسخته الفرنسية (25 ديسمبر) عن الحزب قوله "إن قمع الحريات والحقوق يتخذ أبعادا مقلقة يوميا في البلاد" ، مشيرا أيضا إلى أن اثنين من نشطاءه "استدعيا من قبل الشرطة". وأضاف الحزب في بيان نشره على صفحته في الفيسبوك "أولئك الذين كانوا يأملون التهدئة بشأن مستقبل البلاد لن يكون اعتقال مدير "راديو.إم" أول خيبة أمل لديهم".
ح.ز/ م.س (أ.ف.ب)
اعتقالات واغتيالات.. أوضاع "حرية الصحافة" عربياً لا تزال مقلقة
لاتزال أوضاع حقوق الإنسان وحرية الصحافة والتعبير في الكثير من الدول العربية مقلقة. وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة يجب التذكير بأنّ صحافيين كثر يقبعون وراء القضبان وآخرون فقدوا حياتهم. هذه نماذج من سبع بلدان.
صورة من: Jdidi Wassim/SOPA Images /Zuma/picture alliance
السعودية- لا صوت للنقد
تأتي السعودية في مراتب متأخرة للغاية في مؤشرات حرية الصحافة، خصوصا منذ مقتل جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول. لكن ليس الصحفيون السعوديون وحدهم من يواجهون الخطر، فحتى الأجانب يُسجنون. منهم الصحفي اليمني علي أبو لحوم، الذي أدانته الرياض بالسجن 15 عاما بتهمة الدعوة للإلحاد والردة، بسبب حساب على تويتر كان يديره باسم مستعار، فيما تقول مراسلون بلا حدود إن الحساب كان ينتقد السلطات السعودية.
صورة من: RSF
المغرب- ثلاثة صحفيين بارزين وراء القضبان
يقبع عدد من الصحفيين والمدونين المغاربة في السجن، بينهم ثلاثة صحفيين بارزين. أحدهم عمر الراضي. صحفي اشتهر في التحقيقات الاستقصائية، سُجن بتهم التجسس لصالح دول أجنبية والاعتداء الجنسي. لكن منظمات حقوقية تُرجع سبب الاعتقال إلى الضجة التي خلفها كشفه تعرّض هاتفه للتجسس بواسطة برنامج بيغاسوس، خصوصا أن تقريراً لمنظمة العفو الدولية أفاد بالأمر نفسه، ما خلق توترا حينها بين الرباط والمنظمة الحقوقية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Bounhar
لبنان- الاغتيال يهدد الإعلاميين
لا يعاني الصحفيون في لبنان بالضرورة من جبروت السلطة، بل الخطر يأتي بشكل أكبر من التنظيمات المسلحة التي قد تغتالهم. المثال من واقعة الإعلامي والمحلل السياسي لقمان سليم الذي عثر عليه مقتولا في سيارته، شهر فبراير/شباط 2021، برصاصات في الرأس. وهو ناقد كبير لحزب الله وسبق أن حمله مسؤولية تدهور الأوضاع في البلد، ويعد هذا الاغتيال الثاني من نوعه في أقل من سنتين بعد اغتيال مصور الجيش اللبناني جوزيف بجاني.
صورة من: Lokman Slim family/AP Photo/picture alliance
العراق- التهديد ليس من المسلحين فقط
العراق هو أحد أكثر دول العالم خطورة على الصحفيين بسبب تهديدات التنظيمات المسلحة. قُتل على الأقل ثلاثة صحفيين في آخر ثلاث سنوات، وأجبر عدد منهم على المغادرة وطلب اللجوء. لكن الأمر لا يخصّ فقط تهديدات الاغتيال، الاعتقالات والأحكام بدورها حاضرة، فقبل عام اتهمت سلطات كردستان العراق ثلاثة صحفيين بالتجسس، وحكمت عليهم بست سنوات بتهم تهديد الأمن القومي.
صورة من: Dalshad Al-Daloo/Xinhua/picture alliance
الإمارات- صورة مغايرة لـ"مكان التسامح"
تقدم الإمارات نفسها على أنها إحدى قلاع التسامح في الشرق الأوسط، لكن منظمات حقوقية تشكك في ذلك خصوصا مع القيود الواسعة على الصحافة هناك بما فيها الصحافة الدولية. ومن أكبر قضايا التضييق على الصحفيين في الإمارات، ما وقع للصحفي الأردني تيسير النجار الذي سُجن ثلاث سنوات، وأسلم الروح بعد تدهور أحواله الصحية، أقل من سنتين بعد خروجه.
صورة من: RSF
مصرـ أحد أكبر سجون الصحفيين
تعدّ مصر واحدة من أكبر سجون العالم بالنسبة للصحفيين، ومؤخرا تم إحصاء 66 صحفيا على الأقل في السجن. الأسماء كثيرة لكن بينها أربعة صحفيين يعملون في الجزيرة مباشر، والمفارقة أنهم اعتقلوا جميعا بعد وصولهم إلى مصر لقضاء إجازات عائلية، رغم تحسن العلاقة نسبيا بين مصر وقطر. أحدهم، واسمه أحمد النجدي، يبلغ من العمر 67 عاما، وهناك تأكيدات بمعاناته من ظروف صحية صعبة.
صورة من: Salvatore Di Nolfi/dpa/picture alliance
الصفحة لم تُطو في الجزائر
أعلنت الجزائر عن "عفو رئاسي" بحق الكثير من الصحفيين والمعتقلين السياسيين، لكن على الواقع لم تتغير الكثير من الأمور. لا يزال نشطاء كثر رهن السجن بسبب آرائهم، منهم الصحفي والناشط الحقوقي حسن بوراس المتهم بالانتماء إلى "جماعة إرهابية" هي منظمة رشاد، فيما ترى تقارير حقوقية أن الأمر يتعلق باعتقال على خلفية منشورات على فيسبوك، وسبق لتقارير إعلامية أن أكدت انسحاب بوراس من هذه المنظمة قبل اعتقاله.