خرج عشرات آلاف الجزائريين إلى الشوارع لمواصلة احتجاجهم للأسبوع الـ28 للمطالبة برحيل بقايا نظام بوتفليقة الذي عمّر في الحكم عشرين سنة. يأتي ذلك وسط غياب أي أفق للخروج من حالة الجمود السياسي في البلاد وتمسك كل طرف بمواقفه.
إعلان
شهدت العاصمة الجزائر وبعض مدن البلاد اليوم الجمعة (30 أغسطس/آب) خروج عشرات آلاف الجزائريين مطالبين برحيل "بقايا نظام بوتفليقة". ورفع المحتجّون الشّعارات المطالبة برحيل الوزير الأوّل نور الدّين بدوي، مؤكّدين على مواصلة "ثورتهم السّلمية" التي بدأوها منذ الـ22 من شباط/ فبراير الماضي والتي أطاحت بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وردّد المتظاهرون "الشعب يريد الاستقلال" و"جزائر حرّة ديمقراطية"، "مدنية ماشي (ليست) عسكرية".
ولا يرفض الجزائريون الانتخابات التي ينادي بها النّظام في بلادهم، وإنما يرفضون إجراءها في ظل بقاء أبرز الأسماء التي يعتبرونها "أذرع بوتفليقة في السّلطة"، كما يطمح الحراك لدولة مستقلة تماما من التّبعية الأجنبية، رافعين شعار "لن تحلم فرنسا بفلس من الجزائر بعد اليوم"، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ). وحسب الوكالة الألمانية تزايد عدد المحتجّين بشكل لافت في الجمعة الـ28، مقارنة بالأسابيع الماضية، الأمر الذي وصفه مراقبون لحراك البلاد بـ"الموجة الثّانية للحراك". ورغم كل هذه الفترة من الاحتجاجات المتواصلة، لا يزال الوضع السياسي في البلاد يواجه مأزقا مع تمسك الطرفين كل بموقفه.
فهناك المتظاهرون من جهة الذين تمكنوا من الحفاظ على زخم في الشارع رغم الحر والإجازات، وهناك من جهة ثانية السلطات المتمثلة بالقيادة العسكرية التي باتت عمليا تتسلم مقدرات البلاد بعد استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الثاني من نيسان/أبريل. وتصر السلطات الانتقالية على ضرورة البدء بإجراء انتخابات رئاسية للخروج من الأزمة الحالية، في حين أن "الحراك" الذي بدأ في الثاني والعشرين من شباط/فبراير يرفض إجراء أي انتخابات ينظمها الذين دعموا بوتفليقة طيلة حكمه الذي دام نحو عشرين عاما. وأطلق المتظاهرون الجمعة في شوارع العاصمة هتافات على غرار "ليسقط حكم العسكر" و"ضقنا ذرعا بالجنرالات". كما جرت تظاهرات في مدن أخرى من البلاد حسب ما نقلت مواقع إخبارية وشبكات التواصل الاجتماعي.
مسائيةDW : في ظل استمرار الحراك..ما مآلات "الحوار الوطني" في الجزائر؟
25:00
كما هتف آخرون "الشعب يريد فترة انتقالية"، في إشارة الى مطلبهم بضرورة تنحي الرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح، ورئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح. وكان الأخير طالب الاثنين بتنظيم انتخابات رئاسية "في أقرب الآجال"، وإلى "الشروع في التحضير لها خلال الأسابيع القليلة القادمة"، وهو ما ترفضه الحركة الاحتجاجية. وتعذّر إجراء انتخابات رئاسية كانت مقررة في 4 تموز/يوليو لعدم وجود أي مرشّح.
ويتولى الحكم حاليا بن صالح الذي انتهت ولايته في 9 تموز/يوليو ومدّدها المجلس الدستوري "إلى غاية انتخاب رئيس جديد". وشكّل بن صالح "هيئة الوساطة والحوار الوطني" المكلفة إجراء مشاورات لتحديد شروط الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يرفض المحتجّون أن تتولى تنظيمها السلطات الحاكمة حالياً.
وأفاد صحافي فرانس برس في مكان تظاهرة العاصمة، أنه رغم رفض الجيش "إجراءات التهدئة" التي دعت اليها هيئة الحوار، وتتضمن تخفيف الاجراءات الأمنية المواكبة للتظاهرات وإطلاق سراح المعتقلين خلال هذه التظاهرات، لوحظ تراجع الاجراءات الامنية المواكبة لتظاهرة الجمعة. وكتب سعيد صالحي نائب رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقون الانسان على تويتر، أن الشرطة اعتقلت الجمعة العديد من المشاركين في التظاهرة قبل انطلاقها.
وأعلنت اللجنة الوطنية لإطلاق سراح المحتجزين التي أنشأها عدد من أقرباء معتقلين ومحاميهم، أن نحو أربعين شخصا لا يزالون في السجون وبعضهم منذ حزيران/يونيو الماضي، بتهمة "المساس بالوحدة الوطنية" عندما رفعوا رايات أمازيغية. وارتدى بعض الشبان المشاركين في تظاهرة الجمعة قمصانا عليها صورة لبعض رموز الحراك المعتقلين، مطالبين بإطلاق سراحهم.
ع.ج.م/ه.د (أ ف ب، د ب أ)
بالصور: أبناء وأشقاء حكام عرب متهمون بسرقة المال العام في بلادهم
في ظل غياب الشفافية والديمقراطية عن كثير من الدول العربية، يصبح كرسي الحكم بالنسبة للمقربين من الحاكم، وخاصة أفراد أسرته، مصدراً للسلطة والمال. هنا جولة مصورة مع نماذج لأفراد أسر زعماء عرب متهمون بالتربح والفساد.
صورة من: picture-alliance/dpa
أشقاء عمر البشير
عقب الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير، تم توقيف اثنين من أشقائه في ما وصفه المجلس العسكري بـ "اعتقال رموز النظام السابق ومن حولهم شبهات الفساد". وأشارت منظمة الشفافية الدولية لواحد من أشقاء البشير، دون ذكر اسمه، ضمن "أغنى السودانيين" لسيطرته على سوق الأسمنت في السودان. كما ذكرت المنظمة بتقريرها الصادر عام 2012 امتلاك شقيقين آخرين لمجموعة تضم 20 شركة عاملة في عدة قطاعات يأتي البترول في مقدمتها.
صورة من: Reuters/M.N. Abdallah
أشقاء عبدالعزيز بوتفليقة
تتوجه إلى أشقاء الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة أصابع الاتهام بإدارة البلاد خلال السنوات، التي تدهورت فيها صحته. وبالتزامن مع استقالته من الحكم، تداولت وسائل إعلام أنباء عن وضع السعيد بوتفليقة تحت الإقامة الجبرية. ونشرت لوفيغارو الفرنسية تقريراً قالت فيه إن المحامي عبدالغني بوتفليقة، شقيق الرئيس السابق، شغل منصب المستشار القانوني لمجموعة خليفة، المتهمة بإحدى أكبر قضايا الفساد في الجزائر.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Djarboub
الساعدي القذافي
لا تتوقف الاتهامات عن ملاحقة الساعدي القذافي، نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وآخرها الاتهام بتلقي رشوة في قضية فساد تلاحق كبرى شركات المقاولات الكندية. الشركة متهمة بدفع رشاوي تقدر ب 36 مليون دولار لمسؤليين ليبيين يأتي الساعدي في مقدمتهم، وفقا لكل من الشرطة ومفوضية النزاهة الكندية. وكان الساعدي قد تمت تبرأته العام الماضي من قبل محكمة الاستئناف الليبية من تهمة قتل مدرب كرة قدم عام 2005.
صورة من: Reuters
شقيق ليلى الطرابلسي
اتهامات الفساد المالي شملت أيضا أسرة ليلى الطرابلسي، زوجة بن علي. فقد تم إلقاء القبض على شقيقها الأكبر بلحسن الطرابلسي في مارس/ آذار الماضي في فرنسا. إنه أحد أبرز رجال الأعمال التونسيين ومتهم بـ "غسيل الأموال في عصابة منظمة"، وفقا لما صرح به مصدر قضائي فرنسي لوكالة فرانس برس الإخبارية. وكانت قد صدرت ضده 43 مذكرة جلب دولي و 17 مذكرة بحث محلي، وفقا لتصريحات صحفية لوزير العدل التونسي.
صورة من: picture alliance/dpa
سهى عرفات
جاء اسم سهى عرفات، أرملة الزعيم الفسلطيني الراحل ياسر عرفات، على قائمة المتهمين في قضايا فساد حيث اتهمها القضاء التونسي عام 2011 بالحصول على امتيازات غير قانونية في قضية عُرفت إعلامياً باسم "مدارس قرطاج". نفت أرملة الرئيس الفلسطسني الرحل الاتهام في تصريحات صحفية حيث قالت إنها تنازلت عن أسهمها في المدرسة لابنة أخت ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.
صورة من: AP
رفعت الأسد
بالرغم من نفيه الدائم، تحوم حول رفعت الأسد، عم الرئيس السوري بشار الأسد، منذ سنوات مزاعم عن امتلاكه على نحو غير قانوني أصول عقارية في أوروبا بأموال تم تحويلها من أموال الدولة السورية. وقدرت صحيفة لوموند الفرنسية في وقت سابق ثروة الرجل بحوالي 160 مليون يورو. ومن المفترض أن يمثل رفعت الأسد للمحاكمة في فرنسا حيث يشتبه في امتلاكه عقارات تزيد قيمتها عن 100 مليون دولار، وفقا لوكالات الأنباء.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Bouchon
جمال وعلاء حسني مبارك
مازالت محاكمة نجلي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، إضافة إلى متهمين آخرين، في القضية المعروفة إعلاميا بـ "التلاعب في البورصة" مستمرة. وتوجه النيابة المصرية إلى جمال مبارك تهمة الاشتراك مع موظفين عموميين للحصول بغير حق على مبالغ مالية مقدارها 493 مليونًا جنيهًا مصريا. أما الآخرون، فتوجه النيابة لهم تهمة "الاتفاق على بيع البنك الوطني لتحقيق مكاسب مالية لهم ولغيرهم ممن يرتبطون معهم بمصالح مشتركة".