الجزائر في المونديال - عقدة تخطي دور المجموعات
٢١ مايو ٢٠١٤حفظ المنتخب الجزائري لكرة القدم ماء وجه الكرة العربية بتأهله كالمنتخب العربي الوحيد الذي يصل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثانية على التوالي. وتعد مشاركة المنتخب الجزائري في مونديال البرازيل الرابعة في تاريخه، بعد مشاركته في نهائيات أعوام 1982 و1986 و2010. وتنتظر الجماهير الجزائرية من منتخب بلادها الظهور بمستوى جيد لمحو أدائه غير المرضي أثناء مشاركته الأخيرة في مونديال جنوب إفريقيا، إذ تذيّل المنتخب الجزائري ترتيب المجموعة الثالثة برصيد نقطة واحدة دون تسجيل أي هدف.
اللاعبون الجزائريون، بدورهم، كلهم ثقة وعاقدو العزم على تجاوز "نكبة" جنوب إفريقيا، ووضعوا نصب أعينهم هدف التأهل إلى الدور الثاني. ويظهر ذلك من خلال تصريحاتهم المتفائلة، بعد أن كشف المدير الفني للمنتخب الجزائري، وحيد خاليلودزيتش، عن القائمة الأولية لفريقه استعداداً للمشاركة في بطولة كأس العالم بالبرازيل.
وكان قائد المنتخب الجزائري، مجيد بوقرة، قد صرح بأن المجموعة الثامنة التي سيلعب ضمنها ثعالب الصحراء "قوية، لكن فرصتهم تبقى كبيرة لبلوغ الدور الثاني"، فيما قال زميله في المنتخب عبد المؤمن جابو، لاعب النادي الإفريقي التونسي، في حوار مع موقع الشروق الرياضي الجزائري، إن "منتخبات بلجيكا وروسيا وكوريا الجنوبية قوية لكننا عازمون على الوقوف أمامها وتحقيق الهدف المنشود. لقد آن الأوان لرؤية المنتخب في الدور الثاني من المونديال".
"الفرصة مواتية للوصول إلى الدور الثاني"
من جهته، اعتبر اللاعب الدولي الجزائري السابق، الاخضر بلومي، في حوار مع DW عربية أن "الفرصة مواتية أمام المنتخب الجزائري للوصول إلى الدور الثاني" لأول مرة في تاريخه. ويرى بلومي، الذي قاد الجزائر للفوز على ألمانيا الغربية في مونديال إسبانيا عام 1982، أن جميع منتخبات المجموعة الثامنة، التي تضم إضافة إلى الجزائر كلاً من بلجيكا وروسيا وكوريا الجنوبية "تمتلك حظوظاً متساوية". ويشيد بلومي بالروح العالية للاعبين الجزائريين، الذين "يؤكدون في جل تصريحاتهم على رغبة أكيدة في تجاوز دور المجموعات"، وهو ما يعني "القطع مع فكرة المشاركة من أجل المشاركة"، في رأي بلومي.
وعلى عكس لاعبيه، يبدو البوسني وحيد خاليودزيتش، المدير الفني للمنتخب الجزائري، أكثر تحفظاً فيما يخص حظوظ ثعالب الصحراء في مونديال البرازيل، إذ رفض في كثير من المناسبات "تقديم وعود للجزائريين" بتأهيل منتخب بلادهم إلى الدور الثاني. وكان خاليلودزيتش قد صرح أكثر من مرة لبعض وسائل الإعلام الفرنسية والجزائرية بأنه "لا يلتزم بشيء ليس متأكداً من الالتزام بتحقيقه"، مرشحاً المنتخب الروسي والبلجيكي للمرور إلى الدور الثاني. وقد جعلت هذه التصريحات خاليودزيتش موضع نقد بعض وسائل الإعلام الجزائرية، التي اعتبرت تصريحاته "انهزامية"، داعية إياه إلى الكف عن "تقزيم" لاعبي المنتخب والكرة الجزائرية.
"مجموعة تبقى في متناول الخُضر"
هذا ويستبعد الإعلامي الجزائري حفيظ دراجي، من ناحيته، أن تؤثر هذه العلاقة "المتوترة" بين خاليلودزيتش وبعض وسائل الإعلام الجزائرية على استعدادات المنتخب الجزائري لنهائيات كأس العالم في البرازيل. ويقول المعلق الرياضي لدى شبكة "بي إن سبورتس"، في حوار مع DW عربية: "أعتقد أن ما بين الصحافة الجزائرية والمدرب وحيد خاليلودزيتش ليس وليد اليوم، بل يرجع إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2013، حينما حاول المنتخب الجزائري تقنين التعامل مع الصحفيين الجزائريين، الذين تعودوا على نسق معين خلال تعاملهم مع المدربين السابقين للمنتخب".
وأعرب دراجي في نفس الوقت عن تفاؤله في قدرة المنتخب الجزائري بقيادة خاليلوتزيدش على تخطي دور المجموعات. ويقول الإعلامي الجزائري: "أنا قريب من مدرب المنتخب الجزائري وأعرف جيداً في ما يفكر فيه، وأعرف أيضاً أن كثيراً من اللاعبين لا يريدون تفويت فرصة اللعب ضمن مجموعة يمكن اعتبارها أنها مجموعة فخ، لكنها تبقى في المتناول".
"ضرورة الاستعداد الجيد للمونديال"
في المقابل، يرى ناصر دريد، حارس مرمى المنتخب الجزائري السابق، أن المجموعة الثامنة التي يتواجد فيها المنتخب الجزائري مجموعة صعبة، خاصة في ظل تواجد منتخب بلجيكا الذي أثنى دريد على "المهارات الفردية لنجومه، الذين يلعبون في أقوى الأدوار الأوروبية"، وأيضاً منتخب روسيا الذي يدربه الإيطالي المخضرم فابيو كابيلو. وقال دريد في تصريح لـDW عربية: "إن قوة المنتخب الروسي تكمن في قوته وتلاحمه وانسجامه، إذ يلعب معظم لاعبيه في الدوري المحلي". لكنه عاد وأكد على حظوظ المنتخب الجزائري في مقارعة منتخبات مجموعته. وشدد دريد على أن "الاستعداد الجيد للمنتخب الجزائري في الفترة التي تسبق المنافسات هو الذي سيحدد مدى قدرته على تحقيق حلمه في التأهل إلى الدور الثاني".
يشار إلى أن المنتخب الجزائري يعتبر أول منتخب إفريقي وعربي يفوز على منتخب أوروبي في تاريخ نهائيات كأس العالم. وجاء هذا الفوز على حساب منتخب ألمانيا الغربية في نهائيات كأس العالم التي أقيمت في إسبانيا عام 1982، إذ فاز المنتخب الجزائري بهدفين مقابل هدف واحد خلال المباراة الافتتاحية للمجموعة الثانية، وهي المباراة التي ما زالت الجماهير الرياضية الجزائرية تتذكرها تحت مسمى "ملحمة خيخون"، ذلك أنها جرت على ملعب المولينون في مدينة خيخون الإسبانية. وقد طال انتظار الجماهير الجزائرية لرؤية "ملحمة مونديالية" جديدة. فهل يجدد جيل مجيد بوقرة وسفيان فغولي العهد مع الملاحم التي صنعها جيل بلومي وماجر؟ سؤال ستجيب عنه مباريات المنتخب الجزائري في مونديال البرازيل.