"الجزيرة" تستجيب لنداء ساركوزي وتمتنع عن بث فيديو جرائم مراح
٢٧ مارس ٢٠١٢ دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وعائلات ضحايا هجمات تولوز ومونتوبان، وسائل الإعلام إلى الامتناع عن بث شريط فيديو عن أعمال القتل التي ارتكبها الإسلامي المتشدد محمد مراح في فرنسا، في طلب استجابت له قناة الجزيرة القطرية. وأعلنت الجزيرة أنها "طبقا للسلوك الأخلاقي ونظرا لحقيقة أن شرائط الفيديو لا تضيف أي معلومات (..)، فإنها لن تبث محتوياتها". وأضافت أن الشرائط، وهي بعنوان "القاعدة تهاجم فرنسا"، التي أرسلت إلى مكتبها في باريس، تم تسليمها إلى الشرطة الفرنسية.
وتصور اللقطات قتل مراح لسبعة أشخاص بين 11 و 19 الشهر الحالي في تولوز ومنتوبان، جنوب غرب فرنسا. وكان الرئيس الفرنسي وعائلات الضحايا طالبوا الثلاثاء (27 مارس/ آذار 2012) محطات التلفزيون بعدم بث أشرطة فيديو تظهر الجرائم السبع التي ارتكبها محمد مراح. وقال الرئيس الفرنسي في كلمة أمام عدد من القضاة ورجال الشرطة "أطلب من المسؤولين في جميع شبكات التلفزيون عدم بث التسجيلات تحت أي ذريعة، احتراما للضحايا واحتراما للجمهورية" متحدثا عن "صور دنيئة".
كما طلب محامي عائلة جوناثان ساندلر الأستاذ في المدرسة اليهودية الذي قتل مع نجليه (4 و 5 أعوام) برصاص محمد مراح من وسائل الإعلام عدم بث هذه الصور "احتراما لآلام العائلة وحدادها" قائلا إنه يعتزم اللجوء إلى "الوسائل القضائية المتاحة من أجل منع أي بث". والطلب نفسه صدر عن لطيفة بن زياتن (من أصل مغربي) (52 عاما) والدة احد الجنود الثلاثة الذين قتلهم مراح. وقالت "إن ابني البالغ من العمر 30 عاما هو الذي قتل، ويريدون بث ذلك كما وكأنه فيلم. لا أريد رؤية ذلك".
أهالي الضحايا طلبوا عدم بث الفيديو
وكانت تسجيلات فيديو صورها محمد مراح وتظهر جرائمه وصل في مغلف إلى مكتب قناة الجزيرة في باريس. وقال مصدر في الشرطة اليوم إن مرسل الشريط الذي يحمل تاريخ الأربعاء الماضي ليس محمد مراح وقد يكون أرسل "من خارج تولوز". ويعمل المحققون على معرفة من أرسلها. كما أفاد مصدر مقرب من التحقيق لوكالة فرانس برس أن المحققين الفرنسيين يحاولون تحديد هوية "شخص ثالث" قد يكون شارك مع الشقيقين مراح في سرقة الدراجة النارية التي استخدمها محمد مراح خلال جريمتي تولوز ومونتوبان.
الحكومة الفرنسية تندد بتهديدات والد مراح
من جهة أخرى نددت السلطات الفرنسية بشدة الثلاثاء بتهديدات والد منفذ هجمات تولوز محمد مراح بتقديم دعوى ضد فرنسا، معتبرة أنها "وقحة". وكان محمد بن علال مراح، والد منفذ عمليات تولوز في فرنسا حيث قتل سبعة أشخاص، قال الاثنين لوكالة فرانس برس إنه سيقاضي "الدولة الفرنسية التي قتلت ابنه". وأوضح أن "الدولة الفرنسية دولة عظمى وتملك كل الوسائل التي تمكنها من إلقاء القبض عليه حيا"، مضيفا "سأوكل أكبر المحامين واشتغل ما تبقى من عمري لأدفع تكاليف القضية".
ورد عليه وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه طالبا منه "الصمت". وقال جوبيه ردا على أسئلة إذاعة كلاسيك "لو كنت والد هذا الوحش لكنت التزمت الصمت من العار". من جهته قال هنري غينو مستشار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن ما عبر عنه والد محمد مراح "وقح".
(م.س/ أ ف ب، د ب أ ، رويترز)
مراجعة: أحمد حسو