١ يونيو ٢٠١٢
البعض منهم يفكر في الأمر، والبعض الأخر بدأ بتنفيذ فكرته وانتقل إلى المدن الكبيرة من أجل البحث عن فرصة عمل كريمة تضمن له ولأفراد عائلته عيشة لائقة. كثير من فلاحي و مزارعي العراق يعيش هذه الحالة المأساوية. ورغم صعوبة الحياة في المدن العراقية بسبب ارتفاع عدد البطالة فيها وقلة فرص العمل وتكاليف السكن الباهظة بالنسبة لعائلة فلاحية فقيرة، إلا أن الهجرة إلى المدن باتت أمرا ضروريا بالنسبة لعدد غير قليل من مزارعي الريف العراقي. وعلى الرغم من أن الكثير من الفلاحين يفضل الانتقال على أراض زراعية بديلة تتوفر فيها المياه، إلا أن ذلك حلم بعيد المنال.
من مزارع إلى بائع خضار
المهاجرون الجدد في المدن العراقية لا ينتظرهم سوى بيع الخضار على أرصفة المدن أو أعمال السخرة المختلفة، وذلك بسبب عدم إجادتهم لأي عمل آخر وبسبب شدة المنافسة على فرص العمل الأخرى. وبذلك يخسر العراق يوميا الكثير من منتجي السلع الزراعية الأساسية الذين يتحولون بسبب الجفاف والتصحر إلى مستهلكين. حيث لم يعدوا مساهمين في سلة الغذاء بل هم مستهلكون لها حولتهم الهجرة إلى عمال بسطاء دون أي امتيازات مادية أو اعتبارية كانوا يحصلون عليها بصفتهم فلاحين. لكن خبراء زراعيين عراقيين يعتقدون إلى أن مياه نهري دجلة والفرات، رغم انخفاض مناسيبهما، يمكن أن تساهم في إعادة توطين الفلاحين في الأراضي الزراعية إذا ما أحسن استخدام المياه. وإذا لم يحدث ذلك، ووفق رأي الخبراء، فان نصف سكان المدن الصغيرة في العراق سيكونون من الفلاحين المهاجرين، الذين يعيشون في مجمعات سكنية تفتقر إلى ابسط الخدمات العامة. بيد أن الكثيرين من الفلاحين لم يستسلموا للقدر وبدئوا يفكرون في إيجاد حلول لمشكلة شح المياه، منها الاستثمار في حفر الآبار.
حسن ع. حسين
مراجعة: زمن البدري