إصابة بنزلة برد أو تقلصات غير عادية.. ربما تبدو أعراضا مألوفة ويتم علاجها بأدوية عادية. إلا هذه الأمراض قد تكون إشارة على الإصابة بالجلطة الرئوية. مرض خطير رغم أن علاجه سهل جدا.
إعلان
نسمع كثيرا عن الجلطة القلبية والدماغية، ولكن قليلا ما نسمع عن الجلطة الرئوية، رغم أنها ثالث أكبر مسبب للوفاة بالجلطات، بعد الجلطة الدماغية والقلبية. ففي ألمانيا يموت سنويا حوالي أربعين ألف شخص سنويا بسبب الإصابة بالجلطة الرئوية.
ويفسر الاطباء خطورة هذا المرض لصعوبة تشخيصه. أعراض الإصابة بالجلطة الرئوية مختلفة وغير محددة، فبعضهم تكون إصابته على شكل نزلة برد قاسية وآخرون يشعرون بتقلصات غير مألوفة، ما يدفع الأطباء إلى تشخيص الإصابة بشكل غير دقيق وعلاجها بشكل خاطئ أيضا حسبما يؤكد الطبيب غونتر فيست طبيب أمراض الصدر.
تأثير تغيير التوقيت على الساعة البيولوجية للجسم
في فجر الأحد الأخير من شهر أكتوبر الجاري، تم اعتماد التوقيت الشتوي في وسط أوروبا، وهو ما يحر للتساؤل عن مدى تأثير ذلك على إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، المسؤولة عادة على انضباط الجسم وتحديد موعد دقات القلب وغيرها.
صورة من: picture-alliance/dpa
تشويش إيقاع الحياة
تغيير التوقيت يخلق العديد من المشاكل، منها التشويش على الساعة البيولوجية للجسم. ولهذا السبب يتمنى نصف سكان ألمانيا إلغاء تغيير التوقيت المعتمد مرتين في السنة، مرة عند نهاية أكتوبر/ تشرين أول (التوقيت الشتوي) ومرة بنهاية مارس/ آذار (التوقيت الصيفي).
صورة من: picture-alliance/dpa
تحديد موعد دقات القلب
الساعة البيولوجية هي مصدر مركزي لتوازن إيقاع الجسم. مليارات الساعات تدق في جسمنا، فلكل خلية مقياس وراثي للوقت يبعث إشارات للقلب حول متى عليه أن يدق مثلا ومتى ينبغي لضغط الدم أن يرتفع. وبدون وجود "ساعة مركزية" ستعمّ الفوضى في الجسم.
صورة من: Aaron Amat/Fotolia
مركز التحكم في الدماغ
هناك مركز زمني موجود في الدماغ حيث تتقاطع الأعصاب البصرية. فمن خلال العين يقيس هذا المركز الضوء وساعات النهار، ويضبط ساعات الخلايا فيما بينها. الساعة البيولوجية تتحكم في الهرمونات ومعدل ضربات القلب والأداء العقلي.
صورة من: Fotolia/Andrea Danti
إيقاع الجسم
في الساعة العاشرة صباحا تقريبا نكون أكثر يقظة. وعند منتصف النهار يرتفع الضغط لأعلى مستوى. وفي الثالثة بعد الظهر يكون شعورنا بالألم ضئيلا وفي المساء يتم إفراز هرمون النوم الميلاتونين، فنشعر بالتعب.
العصافير والبوم
تحدد الساعة البيولوجية أيضا ما إذا كنا نحب النوم والاستيقاظ باكرا أم السهر لساعات متأخرة من الليل. واكتشف الخبراء وجود نوعين مختلفين من الأشخاص وهما "العصافير" و "البوم". العصافير يتعبون في المساء باكرا، أما البوم فيذهبون إلى النوم في وقت متأخر. وعندما تكون العصافير قد بدأت يومها منذ وقت طويل، يكون الآخرون قد استيقظوا للتو.
صورة من: Picture-Alliance
معاندة الساعة البيولوجية
معاندة الساعة البيولوجية لها عواقب لا يشعر بها بوضوح سوى من سافر إلى مناطق بعيدة بها توقيت زمني مختلف. ويسبب التحول الوقتي ما يعرف بالفوضى، ما يجعل الإحساس بالجوع والتعب في الوقت الخطأ ويؤثر على المزاج والشهية وقدرة الأداء العام.
عدم الاكتراث بمتطلبات الجسم حسب قواعد الساعة البيولوجية يؤثر على صحتنا بشكل سلبي، ويجعلنا عرضة للإصابة بالأرق ومشاكل في المعدة والاكتئاب أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa
7 صورة1 | 7
ويقول فيست: "المشكلة هي أنه عندما تكون الآلام غير مألوفة ويساء فهمها ويتم إرجاعها لأسباب غير خطيرة، مثل التهاب القصبات الهوائية وإصابة في الأضلاع أو غيرها من الأسباب غير الخطيرة. وهذا يؤدي إلى عدم تشخيص حالة المريض وعدم نقله سريعا إلى قسم الطوارئ".
ووفقا للطبيب فيست فإن الإصابة بالجلطة الرئوية ليست مرتبطة بعمر معين، وتنتج عن انسداد في الشريان الرئوي، ويحدث هذا الانسداد بسبب تشكل جلطة دموية في أوردة الساقين والحوض. وعبر تدفق الدم يتم دفع التخثر عاليا ليصل إلى الرئة. ويبقى التخثر الدموي عالقا في الشرايين الرئوية المتشعبة الدقيقة محدثا انسدادا، ما يعيق مرور الدم من القلب إلى الرئة ويؤدي إلى موت الأنسجة الرئوية لعدم وصول الدم إليها، الأمر الذي يهدد حياة المرضى بشكل مفاجئ. ويشير الطبيب فيست إلى أن الجلوس الطويل بدون حركة من المسببات الشائعة للجلطة الدموية والانسداد الرئوي.
وعلاج الانسداد الرئوي ليس صعبا، فالمصابون به يتم حقنهم بمُميع للدم، ما يساعد على إزالة الجلطة الدموية.