1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الجمع بين النظرية والتطبيق- مزية التعليم المزدوج في ألمانيا

١٢ مايو ٢٠١١

في ظل ازدياد حاجة الاقتصاد الألماني إلى اليد العاملة المتخصصة تحاول أغلب الشركات استقطاب الطاقات الفتية مباشرة بعد إنهاء الدراسة الثانوية. ويعتبر نظام التعليم المزدوج وسيلة فعالة لتحقيق هذا الهدف.

يتابع الطالب سيباستيان بودنيك درسه باهتمام شديد في قاعة المحاضرات التابعة للمدرسة الأوربية العليا المتخصصة بمدينة برول الألمانية. إذ يتعلق درس اليوم بقواعد الإدارة الإستراتيجية للشركات. اختار الطالب الشاب فرع الإدارة التجارية في إطار دراسته، التي تجمع بين النظرية والتطبيق، إذ لا يدرس سيباستيان في مدرسته العليا المتخصصة فقط، وإنما يقضي نصف كل موسم دراسي لدى مجموعة "ريفه" REWE التجارية المختصة في تجارة المواد الغذائية والعروض السياحية.

نظام يمزج بين النظرية والتطبيق

أغلب المدارس العليا المتخصصة تتبنى نظام التعليم المزدوج. في الصورة: المدرسة العليا المتخصصة لمدينة براندنبورغ.صورة من: picture-alliance/ZB

لم يكن لدى سيباستيان رغبة كبيرة في تلقي تعليم نظري فقط، وإنما في الحصول على تجربة مهنية خلال الدراسة أيضاً. لهذا يعتبر نظام التعليم المزدوج الذي يجمع بين الدراسة الجامعية، التي تركز على الجوانب النظرية والتقنية، من جهة وعلى التأهيل المهني الميداني من جهة أخرى، الحل الأمثل بالنسبة إليه. "ففي وقت قصير استطيع تعلم الكثير في قاعة المحاضرات ما يمكنني تطبيقه مباشرة على أرض الواقع"، كما يوضح الطالب الشاب.

ويختلف نظام التعليم المزدوج في المدارس العليا المتخصصة بشكل كبير عن نظام التعليم المعمول به في الجامعات التقليدية. إذ لا يتمتع طلاب التعليم المزدوج بعطل دراسية، كما هو الحال في الجامعات، فهم يضطرون للعمل التطبيقي داخل الشركات تتحمل نفقات تعليمهم في هذه الفترات. ويمكن لطلاب المدرسة الأوربية العليا المتخصصة قضاء موسم دراسي خارج ألمانيا، يفسهم لهم المجال لتعميق كفاءاتهم في المجالات الاجتماعية والثقافية التي قد يحتاجونها في مستقبلهم العملي، إضافة إلى إمكانية تعلم لغات أجنبية.

من جهة أخرى يتميز التعليم المزدوج بقلة عدد طلاب القسم الواحد، مما يسمح برعاية أفضل للطلاب، كما تقول السيدة ريناتة كرافت، المتحدثة باسم المدرسة الأوربية العليا المتخصصة، التي تحدد هدف مؤسستها في التدريب الأمثل على الحياة العملية.

الشركات تتحمل مصاريف الدراسة

شركة REWE التجارية تمنح فرصة التدريب لـ 1200 شابة وشاب في السنة.صورة من: AP

وترى كرافت أنه لدى الطلاب ارتباط جيد بالشركات التي قاموا فيها بدورات تدريبية، بعد حصولهم على شهادات التخرج من المدرسة العليا المتخصصة. وفي غالب الأحيان يجد الطلاب عملاً في هذه الشركات ويبقون فيها. وهذا ما يمثل بطبيعة الحال ضمانة جيدة، يعتبرها العديد من الشباب في غاية الأهمية، كما توضح ريناتة كرافت.

لكن جودة التعليم العالية التي يمنحها نظام التعليم المزدوج، الذي يجمع بين النظرية والتطبيق، والمدارس العليا المتخصصة تقابلها رسوم عالية للغاية. لكن هذه الرسوم تتحملها في الغالب الشركات المؤطرة لتعليم الطلاب، إضافة إلى ذلك يحصل هؤلاء على أجر شهري طيلة فترة الدراسة. هكذا تستثمر الشركات أموالاً طائلة في تأهيل الكفاءات التي تحتاجها، والتي يمكن أن تبدأ بالعمل مباشرة بعد إنهاء الدراسة كما هو حال الطالب سيباستيان بودنيك، الذي تعرف خلال الدورات التدريبية على جميع أقسام مجموعة "ريفه" REWE التجارية.

سيباستيان بودنيك، الذي عاد مؤخرا من العاصمة التركية إستانبول، حيث قضى فصلاً دراسياً كاملاً هناك، له تصور واضح عن مستقبله المهني. فهو يرغب في تقلد منصب إداري مسؤول كما يقول: "لست أدري متى أو أين. لكن من الواضح بالنسبة لي أني أرغب في الاستمرار في العمل لدى شركة REWE لأن علاقتي بها أصبحت متينة للغاية خلال الدراسة." لكن قبل ذلك يجب على الطالب الشاب إعداد رسالته الدراسية النهائية. واختيار الموضوع يجب أن يتم بتنسيق مع شركة REWE التي تشرف على تعليمه، حسب ما تقضي به قواعد نظام التعليم المزدوج.

الكاتبة: نينا ترويده/ خالد الكوطيط

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW