الجمهوريون يهاجمون أوباما بسبب صفقة مع طالبان
٢ يونيو ٢٠١٤بعد ساعات من إعلان الرئيس باراك اوباما مساء السبت (31 مايو/ أيار 2014) عن فحوى الاتفاق مع حركة طالبان بخصوص الجندي الأمريكي المحتجز لديها، شن الجمهوريون حملة عنيفة على الإدارة الديمقراطية الحاكمة في البيت الأبيض المتهمة بأنها "تعاملت مع إرهابيين". ولضمان الإفراج عن السرجنت بو برغدال وافق الأميركيون على إطلاق سراح خمسة عناصر أفغان من حركة طالبان كانوا محتجزين في غوانتانامو ونقلهم إلى قطر التي قامت بالوساطة لانجاز هذه الصفقة.
وقال الرئيس الجمهوري للجنة الاستخبارات في مجلس النواب مايك روجرز لشبكة سي ان ان "إننا بتفاوضنا بهذه الطريقة نوجه رسالة إلى جميع مجموعات القاعدة في العالم -وبعضها يحتجز رهائن أميركيين- مفادها أن هؤلاء الرهائن باتت لديهم قيمة أكثر من الأول. وهذا أمر خطير". وتابع "نحن قلقون جدا إزاء هذا التحول في سياسة الولايات المتحدة التي كانت ترفض التفاوض مع إرهابيين". والمعروف أن الإدارة الأميركية غالبا ما كانت تنتقد حكومات دول أخرى عندما تثار شكوك حول قيامها بدفع فديات مقابل إطلاق سرح مواطنيها. ولم يتردد مستشار الأمن القومي السابق لدى اوباما الجنرال المتقاعد جيم جونز بانتقاد عملية التبادل هذه التي اعتبر أنها تعرض للخطر حياة الأميركيين في مناطق النزاع في العالم أكانوا من العسكريين أم المدنيين. وقال "إذا اقتنع إرهابيون بان تنفيذ اعتداءات على أميركيين قد يتيح لهم تحقيق أهدافهم فإنهم لن يترددوا عن القيام بذلك".
بدوره طلب السناتور الجمهوري جون ماكين الذي نافس اوباما في السباق إلى البيت الأبيض عام 2008، من الرئيس الأميركي "التأكد من أن هؤلاء المتطرفين من طالبان العنيفين لن يعودوا إلى قتال الولايات المتحدة وشركائنا"، معتبرا أن الخمسة المفرج عنهم "قد يكونون مسؤولين عن مقتل آلاف الأشخاص". وأضاف ماكين "أنهم الأكثر تطرفا داخل النواة الصلبة ويشكلون خطرا كبيرا".
نقل الجندي المرج عنه إلى ألمانيا
في سياق متصل قال مسؤولون أمريكيون إن الجندي الأمريكي المرج عنه في أفغانستان نقل جوا إلى مستشفى عسكري أمريكي في ألمانيا يوم أمس الأحد. وأضاف المسؤولون أن السارجنت في الجيش الأمريكي بوي برجدال ظل محتجزا لنحو خمسة أعوام وأنه بعد سنوات من التفاوض أصبح الإفراج عنه محتملا بعدما غيرت فصائل متشددة في حركة طالبان الأفغانية موقفها فجأة ووافقت على التبادل. وعبر وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل عن أمله في أن تؤدي صفقة التبادل إلى تحقيق انفراجة في جهود المصالحة مع المتشددين. ونفى هاجل اتهامات من بعض الجمهوريين بأن الصفقة تمت بعد مفاوضات للولايات المتحدة مع إرهابيين قائلا إن المفاوضات كانت تجريها حكومة قطر.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي إن برجدال بدا متأثرا بشدة وهو في طريقة للحرية بعد تسليمه لقوات خاصة أمريكية. وأضاف المسؤول انه "فور صعوده على متن الهليكوبتر كتب على طبق من الورق إس إف ؟" في إشارة إلى اختصار عبارة القوات الخاصة. وتابع المسؤول "رد الأفراد بصوت مرتفع: (نعم كنا نبحث عنك منذ وقت طويل). وفي هذه اللحظة فقد السارجنت برجدال وعيه."
(ح.ز/ م. س / أ.ف.ب / رويترز)