الجنرال خليفة حفتر ـ عسكري ليبيا القوي.. طامع في السلطة؟
٩ أبريل ٢٠١٩
يبدو المشير خليفة حفتر للكثيرين، قائدا عسكريا فذا ومتمرسا، يطمع في تولي السلطة في ليبيا الغنية بالنفط والغارقة في الفوضى، وخاصة بعد ان بدأت قواته زحفها للسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس.
إعلان
المشير خليفة حفتر، برز كلاعب أساسي في الحرب الأهلية الليبية، فاستولى جيشه المعروف باسم "الجيش الوطني الليبي"على حقول النفط الرئيسية في البلاد، ومحطات التصدير المخصصة لدعم الحكومة المنافسة له في الغرب، بقيادة رئيس الوزراء فايز السراج، المعترف بها دوليا.
وللجنرال حفتر تاريخ طويل في المشهد الليبي، فقد شارك في انقلاب عام 1969 الذي أطاح بالملك ادريس وجاء بالعقيد معمر القذافي إلى السلطة.
وفي أعقاب الحرب الليبية التشادية، التي خسرتها ليبيا في عام 1987 اختلف حفتر مع القذافي. واحتجزته القوات التشادية، لينتقل بعد ذلك إلى الولايات المتحدة عام 1991، وينشط هناك كمعارض شرس للقذافي.
ومن ضواحي فرجينيا الشمالية خارج واشنطن، أمضى حفتر عقدين من عمره، يخطط للإطاحة بالقذافي واغتياله .
بعد عشرين عاما في المنفى، عاد حفتر إلى ليبيا عام 2011 ابان الثورة المدعومة من حلف شمال الأطلسي التي أطاحت بالقذافي، وأضحى من كبار القادة العسكريين الذين يقودون الثوار.
المشاركة في الحرب الأهلية
في شباط/فراير 2014، أعلن حفترعبرشاشات التلفزة، أنه تم حل المجلس الوطني العام المنحل، ودعا الليبيين للثورة ضد الهيئة، لشق الطريق نحو إجراء انتخابات .
اندلعت الأزمة مع تمديد فترة الولاية الانتقالية لمدة 18 شهرًا في المؤتمر الوطني العام بشكل مثير للجدل، رغم أن الولاية كانت لا تزال سارية في ذلك الوقت. ووصفت الحكومة خطوة حفتر بأنها "محاولة انقلاب" ..
في أيار/مايو 2014، أطلق حفتر وحلفاؤه من ميليشيات الزنتاني، عملية الكرامة ضد الميليشيات الإسلامية في مدينة بنغازي الشرقية..
في حزيران/يونيو من نفس العام، أدت الانتخابات البرلمانية المتنازع عليها التي فازت بها جماعات معادية للإسلاميين، إلى تشكيل إدارتين متنافستين: واحدة في العاصمة الغربية طرابلس والأخرى في الشرق..
القتال في طرابلس بين الميليشيات التي تتخذ من مصراتة مقراً لها، والفصائل الإسلامية من جهة، والقوات الموالية لحفتر من جهة أخرى، دفع مجلس النواب المنتخب حديثاً إلى الانتقال لمدينة طبرق الشرقية.
في أذال/مارس 2015، عين مجلس النواب في الشرق حفتر قائدا للجيش الوطني الليبي.. رغم أن الجيش الوطني الليبي يُعلن أنه يتكون من وحدات عسكرية وضباط شرطة سابقين وميليشيات قبلية وجماعات مسلحة محلية..
حفتر قدم نفسه كقائد وطني متمرس، قادر على مواجهة مجموعة من الميليشيات الإسلامية، بعضها يدعم الحكومة، التي تتخذ من طرابلس مقراً لها. لكن ارتباطاته السابقة بنظام القذافي والولايات المتحدة جعلته شخصية غير شعبية بالنسبة للبعض في ليبيا.
منذ عام 2014، انتزعت قوات حفتر السيطرة على هلال ليبيا النفطي من ميليشيات معظمها متحالفة مع الحكومة والجماعات الإسلامية في الشرق، حيث توجد حقول النفط ومحطات التصدير.
صفقة تقاسم السلطة
في عام 2015، عقدت الأمم المتحدة اتفاقا لتقاسم السلطة من خلال انشاء هيئة تعرف باسم مجلس الرئاسة، بقيادة فايز السراج. تم تنصيب الحكومة المعترف بها دوليًا في طرابلس في أوائل عام 2016، لكنها تسعى منذ ذلك الحين للسيطرة على البلاد والعديد من الميليشيات المحيطة بطرابلس.
كان من المفترض أن يقوم مجلس الرئاسة والحكومة التي يشرف عليها، حكومة الوفاق الوطني المؤقتة، بربط الخلافات السياسية بين الإدارات المتنافسة في الشرق والغرب.
ومع ذلك، فإن مجلس النواب، الذي ظل البرلمان الشرعي المعترف به دوليًا، لم يقر أبدًا بحكومة الوفاق الوطني على النحو المنصوص عليه في الاتفاق الذي تدعمه الأمم المتحدة.
الأمم المتحدة وفرنسا ايطاليا ودول الخليج سعت منذ ذلك الحين إلى التوسط في صفقة سياسية بين حفتر والسراج لإنهاء الحرب الأهلية. تهدف الجولة القادمة من المحادثات التي تدعمها الأمم المتحدة في المؤتمر الوطني الليبي المقرر عقدها في وقت لاحق من شهر نيسان/أبريل إلى وضع خارطة طريق لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المؤجلة بهدف توحيد البلاد..
يقال إن حفتر يسعى لأن يصبح قائد الجيش الليبي بموجب أي اتفاق للمصالحة الوطنية، مع الجيش الوطني الليبي ليصبح القائد العام للقوات المسلحة للبلاد. لكن مع وجود قواته الآن على أبواب طرابلس، قد يحسب على حفتر بانه يستخدم القوة العسكرية للاستيلاء على السلطة.
فينتر شيس/ ح.ش
أبرز القوى المسلحة المتصارعة على النفوذ في المشهد الليبي
البعض يقول إنها حوالي 30، في حين يصل البعض الآخر بالرقم إلى 1600. إنها الجماعات والميلشيات التي تحمل السلاح في ليبيا. DW عربية ترصد في هذه الجولة المصورة أبرز القوى المسلحة في المشهد الليبي الديناميكي والمتداخل.
صورة من: Reuters TV
العاصمة طرابلس
قوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.
صورة من: Reuters/H. Amara
"الجيش الوطني الليبي"
قوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Doma
كتائب مصراتة
فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.
صورة من: picture alliance/abaca
"فجر ليبيا"
كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
فصائل منكفئة في الزنتان
انكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.
صورة من: DW/D. Laribi
جماعات متحركة في الصحراء
تعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Delay
"داعش"
دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي. وفي شباط/فبراير 2015 خرج شريط بثه التنظيم الإرهابي يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً.
صورة من: picture-alliance/militant video via AP
"القاعدة" وأفراخها
في 2012 قتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واتهمت واشنطن مجموعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة بتنفيذ الاعتداء. وقبل ثلاثة أشهر قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو ختالة، الذي يعتقد أنه كان زعيماً لـلمجموعة، لمدة 22 عاماً بعدما دانته بالتورط في الهجوم. وتحدثت تقارير إعلامية أن فصائل تنشط على رقعة واسعة من التراب الليبي مرتبطة بالقاعدة وتعمل تحت مسميات مختلفة.
صورة من: Reuters
بين 2011 و2018
ذكرت تقارير للأمم المتحدة أنه يوجد في ليبيا ما يقرب من 29 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وبدوره قدر رئيس الوزراء الليبي الأسبق، محمود جبريل، عدد الميلشيات المسلحة بأكثر من 1600 ميليشيا مسلحة، بعد أن كانوا 18 تشكيلاً عسكريا فقط يوم سقوط العاصمة في آب /أغسطس 2011.
إعداد: خ.س/ م.س